ما هي حمى الكسلان التي تثير الرعب في أوروبا وأمريكا؟
أصدر الخبراء تحذيرًا جديدًا حول مخاطر حمى الكسلان المرعبة بعد انتقال الفيروس من امرأة حامل إلى جنينها، مما أدى إلى ولادة جنين ميت.
وتسبب فيروس أوروبوش، الملقب بـ " حمى الكسلان "، في حالة من الذعر في وقت سابق من هذا العام بعد انتشاره خارج نطاقه المعتاد في أمريكا الجنوبية إلى عدد من الدول الأخرى مثل إسبانيا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة.
الفيروس - الذي سمي على اسم الحيوان الذي تم رصده فيه في البداية - ليس له لقاح أو علاج محدد، ومن المعروف أنه يسبب صداعًا وآلامًا في العضلات وتيبس المفاصل والغثيان والقشعريرة والحساسية للضوء والقيء.
ومع ذلك، يمكن أن يعبر بسرعة حاجز الدم في الدماغ ويدخل الجهاز العصبي، حيث يمكن أن يسبب التهاب السحايا، وفي الحالات القصوى، يقتل.
ينتشر في الغالب عن طريق الحشرات العاضة ولكن هناك أدلة محدودة على أنه يمكن أن ينتقل عن طريق الجنس.
حتى الآن، كان الخبراء يعتقدون أن حالتين فقط من انتقال الفيروس بين الأم والطفل قد تم تأكيدهما.
الآن، وفي دليل آخر مثير للقلق على قدرة الفيروس على التسبب في عواقب كارثية، أبلغ الأطباء عن حالة أخرى أدت إلى ولادة جنين ميت.
ووثق الأطباء الحالة في شمال شرق البرازيل، حيث أصيبت امرأة تبلغ من العمر 40 عامًا بفيروس أوروبوش في الأسبوع الثلاثين من الحمل.
وأصيبت المرأة التي لم يتم الكشف اسمها بالحمى والقشعريرة وآلام العضلات والصداع الشديد في يوليو من هذا العام.
وبعد ثلاثة أيام فقط بدأت تعاني من نزيف مهبلي خفيف بالإضافة إلى إفرازات داكنة من المنطقة، واستمرت أعراضها لمدة تسعة أيام تالية، وبينما أشارت العلامات في البداية إلى أن الجنين بخير، أكدت الفحوصات اللاحقة أن طفلها قد مات خلال هذه الفترة.
أكدت الاختبارات الجزيئية للعينات المأخوذة منها أنها مصابة بفيروس أوروبوش.
ولم تظهر الاختبارات التي أجريت على الطفل المولود ميتًا أي اضطرابات في النمو، لكن التحليل كشف وجود الفيروس في دماغه، والسائل النخاعي، والرئتين، والكبد، والحبل السري، وكذلك المشيمة.
وقال المؤلفون: "تؤكد هذه النتائج على مخاطر الإصابة بفيروس أوروبوش أثناء الحمل والحاجة إلى النظر في هذه العدوى لدى النساء الحوامل المصابات بالحمى أو غيرها من الأعراض التي توحي بالإصابة، واللاتي يعشن في مناطق أو يزرنها حيث يكون الفيروس متوطنًا أو ناشئًا".
ويأتي ذلك بعد أشهر فقط من اكتشاف أكثر من اثنتي عشرة حالة إصابة بفيروس حمى الكسلان في جميع أنحاء أوروبا.
وبينما يطلق عليه اسم "حمى الكسلان"، لا ينتشر فيروس أوروبوش مباشرة عن طريق الحيوانات نفسها، بل عن طريق الحشرات الصغيرة العاضة مثل البراغيش التي يمكن أن تحمل المرض من الكسلان إلى الحيوانات الأخرى، بما في ذلك البشر.
أعراض حمى الكسلان
تبدأ أعراض فيروس حمى الكسلان عادة بعد أربعة إلى ثمانية أيام من اللدغة، ورغم أن المرض قد يكون مميتًا، إلا أن النتائج المميتة نادرة للغاية والتعافي منه شائع. في أغلب الحالات تهدأ الأعراض خلال أربعة أيام من ظهورها.
لا يزال الخبراء يدرسون التأثير الدقيق لفيروس حمى الكسلان على الحمل، ومع ذلك، فقد تم توثيق حالات الإجهاض وزيادة خطر الإصابة بعيب خلقي يسمى صغر الرأس - والذي يؤدي إلى صغر رأس الأطفال بشكل كبير - من قبل.
ينتمي الفيروس إلى نفس عائلة مسببات الأمراض مثل فيروس زيكا، والذي يُعرف أنه يزيد من خطر الإجهاض والعيوب الخلقية.