كيف تكون الأذن أفضل طريقة للكشف مرض الزهايمر؟
بدأ الباحثون في استخدام حركات العين كأحد الأدلة على أن شخصًا ما قد يصاب بمرض الزهايمر، والآن، تقول مجموعة من العلماء أن الأذنين قد تكون طريقة أفضل للكشف العلامات المبكرة لمرض الزهايمر.
وتتمثل إحدى طرق قياس خطر الإصابة بمرض الزهايمر في فحص العين الذي يبحث عن تغييرات معينة في شبكية العين لدى الشخص، وهو الجزء من العين الذي يكتشف الضوء ويحوله إلى إشارات ليقوم الدماغ بتفسيرها.
يبحث الأطباء أيضًا عن تغييرات في شيء يسمى حركات العين، وهي تحولات سريعة ومتقطعة تستخدم عند النظر حولك بسرعة.
ويميل الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر إلى صعوبة إكمال هذا النوع من حركات العين، حيث يستغرقون وقتًا أطول للانتقال من النظر إلى شيء إلى آخر، أو في بعض الأحيان ينظرون في الاتجاه الخاطئ تمامًا.
في حين أن الأطباء غير متأكدين من سبب حدوث هذه التغييرات، فمن المحتمل أن يكون لها علاقة بفقدان أنسجة المخ أثناء الخرف.
عادةً، لاكتشاف التغيرات في نمط العين، يجب على الأطباء استخدام معدات باهظة الثمن لتتبع العين، ولكن هذه الآلات ليست منتشرة على نطاق واسع ولا يستطيع جميع المرضى تحمل تكلفة هذا النوع من الاختبار.
وللتغلب على هذا، طوّر باحثون من جامعة دارتموث ومدرسة التكنولوجيا العليا، وهي جامعة كندية في كيبيك، جهازًا يمكنه "سماع" مرض الزهايمر بدلًا من ذلك.
وتنتج الحركة أثناء حركات العين السريعة اهتزازات صغيرة في طبلة الأذن، ويأمل العلماء أن يتمكن جهازهم، المسمى "Hearable"، من تتبع حركات عين الشخص من خلال هذه الاهتزازات.
من خلال استخدام هذا الجهاز في نفس الوقت الذي يختبر فيه الباحثون المرضى بأجهزة تتبع العين التقليدية، يمكن للعلماء تحديد أنماط صوتية فريدة للبحث عنها والتي قد تساعدهم في تشخيص مرض الزهايمر مبكرًا وبتكلفة زهيدة.
ويعيش حوالي 6.7 مليون أمريكي حاليًا مع مرض الزهايمر، وتتوقع جمعية الزهايمر أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع - ليصل إلى ما يقدر بنحو 13 مليونًا بحلول عام 2050.
ويؤثر الخرف على الذاكرة والحكم والمزاج والشعور بالاتجاه واتخاذ القرار وإكمال المهام، من بين أشياء أخرى.
أعراض الزهايمر
نظرًا لأن أعراض الزهايمر منتشرة على نطاق واسع، وغالبًا ما تكون خفية في المراحل المبكرة، فقد لا يتم تشخيص الأشخاص لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تفويت العلاجات الحاسمة.
وعلى الرغم من عدم وجود علاجات تعكس المرض، إلا أن هناك بعض العلاجات المبكرة التي يبدو أنها تساعد الأشخاص على تأخير بعض أسوأ أعراض المرض، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
ويأمل الباحثون، الذين قدموا نتائجهم في اجتماع الجمعية الصوتية الأمريكية، أن تكون السماعات أداة أخرى - أكثر سهولة في الوصول إليها - تعالج الحاجة إلى التشخيص المبكر.
وأحد الأعراض المبكرة التي بدأ العلماء في البحث عنها لخطر الإصابة بمرض الزهايمر وتشخيصه هو حركة العين، فتحريك العين عملية معقدة، تتضمن ردود الفعل والتحكم من الدماغ.
ووفقًا لتقرير صدر عام 2017 من علماء الأعصاب في جامعة فاندربيلت، فإن تدهور دماغ شخص ما عندما يعاني من الخرف قد يؤدي إلى تغيير طريقة عمل العينين.
وهذا واضح بشكل خاص عند النظر إلى حركات العين السريعة، وغالبًا ما يكافح الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر لتحريك أعينهم في اتجاهات سريعة ومميزة للنظر إلى الأشياء في المحيط عندما يُطلب منهم القيام بذلك في المختبر.
وقد ابتكر الباحثون جهازًا يستفيد من فيزياء الصوت لترجمة حركات العين إلى رسالة يمكن التقاطها بواسطة ميكروفون صغير في جهازهم السمعي.
وعندما تسمع الأصوات، فإنها تنتقل عبر الأذن الداخلية، وتهتز الشعيرات والعظام الصغيرة، ثم تتحول هذه الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية وتتم معالجتها من خلال الجهاز العصبي السمعي إلى الدماغ، حيث يربط العضو المعنى بها.
إيقاع حركات العين السريعة
اعتقد الباحثون أنه إذا حددوا إيقاع حركات العين السريعة، فيمكنهم الاستغناء عن معدات تتبع العين الباهظة الثمن لجهازهم السمعي، على الرغم من أنه من غير المعروف كم سيكلف جهازهم.
على الرغم من أن الأبحاث ربطت بين الصعوبات المرتبطة بحركات العين السريعة والعلامات المبكرة للخرف، إلا أنه لا يزال ليس اختبارًا مستخدمًا في كل مكان، ولم يتم تطويره إلا مؤخرًا نسبيًا.
ويلاحظ الباحثون أنه إذا كان لدى شخص ما حركات العين السريعة، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بالخرف أيضًا. ومع ذلك، ليس من المؤكد أن كل شخص لديه حركات العين هذه يعاني أيضًا من المرض.