رئيس التحرير
خالد مهران

أحمد خالد يكتب: قرار تاريخي.. لكن هل يتم اعتقال نتنياهو وجالانت!

أحمد خالد
أحمد خالد

بعد مرور عام كامل على الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وما خلفه من عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء والدمار والخراب الذى أحل بالقطاع، جاء القرار التاريخي من المحكمة الجنائية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، والذي اعتبره كثير من المحللين السياسيين بمثابة انتصارا للقضية الفلسطينية التي عانت على مدار 7 عقود من التهميش حتى أصبحت في طي النسيان.

واعتبرت المحكمة الجنائية الدولية أن نتنياهو وجالانت قد ارتكبا جرائم حرب ضد كل القيم الإنسانية بحق الأبرياء الفلسطينيين ولا سيما الأطفال والنساء على مدار عام كامل من عمر الحرب الوحشية على قطاع غزة، مما جعل المحكمة الجنائية تتحرك تجاه اتخاذ قرارا باعتقالهما وسط ضغوط من دول العالم التي لا تغمض عينا من أجل نصرة الفلسطينين.

مثلي مثل الكثيرين من أصحاب الضمائر الحية أوجعتهم مشاهد المجازر التي ترتكب بحق أشقاءنا الفلسطينين الأبرياء الذين ليس لهم ذنبا سواء أنهم يحلمون بدولتهم المستقلة مثلهم مثل باقي الشعوب التي تنعم بالحرية والاستقلال، فالدماء الفلسطينية حركت المظاهرات والأصوات المنادية بحرية الفلسطينيين ووقف نزيف الدم المراق كل دقيقة، حتى جاء قرارا تاريخيا من المحكمة الجنائية الدولية قد يكون نقطة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

نعم هو قرار تاريخي منتظر وطال انتظاره، لكن يبقى السؤال المهم هل يتم اعتقال نتنياهو وجالانت حقا أم أنه قرار مع إيقاف التنفيذ؟.. فالمتابعون للحرب الوحشية على غزة وما تلاها من قرارات مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وعدم انصياع إسرائيل لتلك القرارات الملزمة يجعلنا نتساءل ونترقب، وخاصة في ظل الدعم الأمريكي اللا محدود لنتنياهو بالأسلحة والذخائر التي قد تكون الأكبر حجما على مدار التاريخ.

فالولايات المتحدة منذ اليوم الأول دعمت إسرائيل بما تحتاجه من الأسلحة والطائرات والصواريخ التي دمرت قطاع غزه دمارا كاملا وأودت بحياة 44 ألف فلسطيني وإصابة اكثر من 100 ألف آخرين، ليس هذا فحسب فالفيتو الأمريكي أوقف قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة عدة مرات.

كما أصدرت الولايات المتحدة عقوبات على المحكمه الجنائية الدولية عقب قرارها بإلزام إسرائيل بتوفير الحماية للفلسطينيين وعدم استخدام التجويع كأداة حرب، لذا كانت الولايات المتحدة داعمة مساندة بشكل كبير لحليفتها إسرائيل مما جعل البعض يجزم بأن إسرائيل لن تهزم عسكريا أو قانونيا، مهما صدرت قرارات ضد مجرم الحرب نتنياهو وحكومته النازية.

بعض المحللين السياسيين يرون أن القرار الأخير للمحكمة الجنائية الدولية قد يكون تاريخيا بالفعل إلا أنه قد لا يتم تنفيذه بسبب الضغوط الأمريكية التي تمارس على المحكمة، منك جعلهم يطرحون السؤال هل يتم اعتقال نتنياهو وجالانت حقا أم أن الولايات المتحدة كعادتها ستقف بالمرصاد ضد قرار تاريخي طال انتظاره ضد مجرمي الإنسانية!

في النهاية لو لم يتم تنفيذ مذكرة الاعتقال بحق مجرمي الحرب نتنياهو وجالانت، فليس لها كاشفة من دون الله، ولا نملك سوى اليقين التام أن الله سينصر الشعب الفلسطيني ولو بعد حين، ولنتذكر الآية الكريمة "ألا أن نصر الله قريب".