درة في حوارها لـ "النبأ":
درة فى حوار لـ«النبأ»:
«وين صرنا» فيلم يحكى قصة حقيقية لأسرة فلسطينية عاشت ظروف الحرب ونقلتها بصدق
استعنت بمصور من داخل غزة لتصوير بعض المشاهد.. وشرف لى أن تكون أول تجاربى الإخراجية والإنتاجية عن فلسطين
هذا سبب بكائى بعد عرض الفيلم بمهرجان القاهرة.. ولا أملك شيئا فى يدى أعبر به سوى الفن
شيماء محيي
حدث كان بمثابة عُرس فني للفنانة درة وهو مشاركتها في الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بفيلمها الوثائقي «وين صرنا» الذي اختارت أن تطل يوم عرضه برفقة مجموعة من الفتيات بالزي الفلسطيني تضامنًا مع القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة.
والتقت «النبأ» الفنانة درة بعد عرض الفيلم في مسابقة آفاق السينما العربية، لتكشف عن كواليس تجربتها الأـولى في الإخراج وعن الصعوبات التي واجهتها خلال التصوير، وإلى نص الحوار..
في البداية حدثينا عن تجربتك الأولى في الإخراج وما الذي حمسك لخوضها؟
درست العلوم السياسية في الجامعة، وكانت تشغلني القضية الفلسطينية ودرجة الماجستير حصلت عليها في لبنان من جامعة القديس يوسف وموضوع الرسالة كان عن اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وذهبت إلى مخيمات فلسطينية كثيرة، وجلست معهم والإيمان بالقضية الفلسطينية بداخلي والتأثر زاد مؤخرا ولا أملك شيئا في يدي أعبر به سوى الفن.
من أين جاءت لكِ فكرة الفيلم؟
جاءت لي فكرة الفيلم عندما قامت بطلة العمل نادين بإرسال رسالة عبر الحساب الخاص بى على موقع «إنستجرام» كفنانة معجبة بها وتتابعها، ولما عرفت نادين جاءت فكرة تقديم فيلم عنها، ولم تتخيل نادين أنى سوف أقدم فيلم تسجيلي عنها، وهذا كان شرف لي أنه في تاريخي تكون أول تجربة إخراجية وإنتاجية عن فلسطين لأن الأفلام الإنسانية تعيش.
ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
بالفعل، كل جوانب العمل خلف الكاميرا كانت صعبة خصوصًا أن الممثل في المعتاد يكون مسؤولا عن دوره فقط لكني في تجربة الإخراج أيضًا في هذا العمل كنت مسؤولة عن كل شيء خلف الكاميرا وهذه من الصعوبات وخصوصًا أن يشاركني العمل أشخاص حقيقيون يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة أمام كاميرا جاءوا من ظروف معينة وحرب ما زالت قائمة فكان هناك العديد من الصعوبات لكن أنا حبيت خلف الكاميرا وقمت بالعمل بحب شديد.
وكان لدي إصرار كبير أن أقدم موضوع الفيلم بكل حب وإحساس وقررت أن أستمر في تصوير العمل مهما حدث، ومهما واجهتني صعوبات، وبالرغم من أن البعض نصحني بعدم الاستمرار في الفيلم لأن الحرب لا تزال مستمرة، ولكن هذا لم يوقفني أبدًا وحتى عندما كانت هناك مشكلات إنتاجية، قررت أن أكون المنتجة، حتى أقدمه برؤيتي وأنفذه في الوقت المناسب.
هل اختيار فيلم «وين صرنا» لمشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي يعد بداية لدخولك عالم صناعة الأعمال الفنية؟
ياريت.. بالفعل مجرد عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي كان بالنسبة لي شيء كبير جدًا وبمثابة شهادة لأن لدي ثقة كبيرة في لجنة اختيار الأفلام بالمهرجان، ومهرجان القاهرة السينمائي مهرجان عريق وكبير وله اسمه ومعترف به دوليا، وجميع الأفلام المشاركة به يتوفر بها جميع العناصر المطلوبة للفيلم الجيد، ثم التجارب تقيم بشكل مختلف، وأنا فخورة بتلك المشاركة وسعيدة بوجودي في المهرجان، وتخيلت أن هذا الفيلم سيكون في هذا المهرجان ويشرفني وجودي فيه، ولا أخذ قرار في مشاركة أخرى في مثل هذه الأعمال لكن المشروع الجيد هو الذي يحدد، لأن الشخص يتعلم أكثر لكي يقدم الأفضل.
ما الذي جذبك لتخوضي تجربة الإخراج لأول مرة؟
عملي كممثلة يجعلني مسؤولة عن نفسي وهذا ما ذكرته سابقًا، لكن عملي كمخرجة في الفيلم جعلني أرى الموضوع خارجيًا أيضًا وتزيد المسؤولية بشكل كبير لأني أصبح مسؤولة عن كل عنصر وكلمة ونفس وصورة وكل شيء على الشاشة، من الألوان والماكساج جميعها من اختيارات المخرج وخصوصًا إذا كان المنتج أنا أيضًا.
ما رسالتك الأساسية من الفيلم؟
الهدف الأساسى من تقديم هذا العمل هو منح الأمل لأي شخص يشاهد الفيلم، ولأن الفيلم الوثائقي والتسجيلي له خصوصية لا يمكن الخروج عنها، ووصلتنى رسائل كثيرة من الجمهور من الدول العربية، ومن أكثر الرسائل التي أسعدتني أن هناك فئة كبيرة من الفلسطينيين يريدون مشاهدة الفيلم، وطلبوا منى ذلك.
كيف كانت كواليس العمل؟
أنا صورت في غزة، ولعدم قدرتي أن أتواجد هناك استعنت بمصور من داخل غزة وطبعا يشكر جدًا لأنه مصور رائع اسمه أحمد الدنف هو الذي قام بتصوير بعض المشاهد في غزة، وله كل الشكر وكنت أتمنى أن يكن متواجدا بالاحتفاء بالفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي ويرى نجاح الفيلم الذي شارك به، والحقيقة كل الأشياء التي طلبتها وتخيلتها هي التي صورت بشكل احترافي، وطبعًا ظروف الحرب تجعل أي مخرج أن يكون لديه إمكانية إعادة بعض المشاهد، لكن كانت هناك أشياء معينة مثل دخول بعض الأشخاص من غزة إلى مصر لم أتمكن من إعادته مرة أخرى لأن بعدها المعبر تم إغلاقه، فأنا لم أخذ مجازفة أني أعيد الشخص إلى المكان مرة أخرى، وجاءت لي أفكار عديدة صعبة لكن لن أستطيع تنفيذها ومن المستحيل أن تحدث، وبالفعل هناك تقييد كبير للإبداع للمخرج عندما يصنع فيلما تسجيليا يحكي عن حرب أكيد.
قدمت أعمارا مختلفة في الفيلم.. ما السبب؟
كان هدفي من تصدير الأعمار المختلفة في الفيلم هو نقل مشاعر الحرب والخوف بشكل مختلف، مثال مشهد الطفلة الصغيرة التي كانت حزينة على كتبها المدرسية التي استخدمتها الأسرة لإشعال النيران بديلاً للحطب، بالإضافة إلى المشاعر التي عاشتها الفتاة الجامعية والتي تفكر بشكل مختلف عن الأم التي تفكر في أولادها لدرجة أنها تنسى نفسها.
فكل شخص كان لديه مشاعر منفصلة في العمل، وهذا يعد صورة مصغرة لما عاشه الشعب والأسر الفلسطينية بشكل عام على مدار سنوات طويلة، واكتشفته عندما اقتربت منهم خلال التصوير.
ما كواليس مشهد شعور أحد أبطال الفيلم بالذعر بعد سماع صوت طائرة فوق منزله بمصر؟
هذه التفاصيل الصغيرة أهم من عرض مشاهد الانفجارات والحروب، وهذا المشهد كان معناه عميقاً ومهماً، وهو الإحساس بالأمان، لأن أجواء الحرب خلقت لديهم حالة من القلق جعلتهم يشعرون دائماً بوجود طائرة سوف تقصفهم فى أى وقت، وسوف ترمى قنبلة لتنهى حياتهم فى أى لحظة، وهو كان من أصعب المشاهد أيضاً، وفكرة شعورهم بأن هذه طائرة عادية تحمل ركاباً له معان كثيرة، ومعناه الأول هو شعور الإنسان بالأمان، بعد شعوره الدائم بالخوف من الموت فى أى لحظة.
لماذا بكيتي خلال عرض الفيلم في مهرجان القاهرة؟
كانت دموع فرحة، لأن هذا الشعور الذي ظهر للجمهور كان صادقاً بالنسبة لي، وبعد انتهاء العرض الخاص للفيلم شعرت بفرحة عارمة، خاصة أن الجمهور قام بتصفيق حاد بعد انتهاء العرض، ومنذ البداية كنت أشعر أننى أريد تقديم رسالة محددة للجمهور، لعل وعسى يشاهده الأجانب ويأخذون عبرة من أحداث الفيلم، وأيضاً كان يهمني بشدة آراء الفلسطينيين، فحاولت إبراز زاوية واحدة من زوايا كثيرة مروا بها.
هل تخططي لعرض الفيلم في مهرجانات أخرى؟
بالفعل، أتمنى مشاركة الفيلم في العديد من المهرجانات بالوطن العربي، والخطوة المقبلة بعد عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي، سوف يعرض أيضاً في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس، وأكيد سوف يعرض في مهرجانات أخرى.