دارفور تشهد موجات كبيرة من النزوح في الفاشر وكبكاية

أفاد تقرير صادر عن المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، بفرار 510 أسر، ما يعادل 2550 فردًا، من الأحياء الطرفية لمدينتي الفاشر وشقرة ومخيم زمزم، إلى منطقة طويلة بجبل مرة.
وأوضح التقرير، أن القوات المشتركة في مخيم زمزم قد منعت النازحين من الخروج بمقتنياتهم، بدعوى حمايتهم من النهب، خاصة بعد أن قامت قوات الدعم السريع بإنشاء نقاط ارتكاز على الطريق الذي يربط بين مدينتي طويلة والفاشر.
وأعربت المنسقية، عن إدانتها لسلوك الأطراف المتنازعة، حيث استخدمت المدنيين النازحين كدروع بشرية، واعتبرت تجويعهم وسيلة من وسائل الحرب.
كما أشارت، إلى أن النازحين يتعرضون للتعذيب بحجة عدم انحيازهم لأي طرف من أطراف النزاع، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.
وطالبت المنسقية الأطراف المتصارعة بالابتعاد عن معسكرات النازحين، الذين يعانون من ظروف إنسانية قاسية ومعقدة.
وتستمر المخيمات داخل وحول الفاشر، بالإضافة إلى الأحياء السكنية، في التعرض للقصف الجوي والمدفعي المكثف، مما يدفع المدنيين للنزوح بشكل يومي إلى مناطق جبل مرة التي تسيطر عليها حركة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد نور.
وقال إعلام الجيش السوداني، إن الأوضاع الأمنية مستقرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مشيرا إلى تمكن الجيش من تدمير مخازن أسلحة ومسيرات ومنظومات تشويش تابعة لقوات الدعم السريع.
وأضاف: “دمرت قوات العمل الخاص بالقوات المسلحة والقوة المشتركة والنظامية الأخرى منصات لإطلاق المسيرات نصبتها الدعم السريع، كما قامت بتمشيط أطراف المدينة لتطهيرها من المرتزقة المتسللين”.
كما أفاد شهود عيان من بلدة كبكابية في شمال دارفور، بوقوع موجة نزوح كبيرة للسكان نحو القرى المجاورة، نتيجة الغارات الجوية المكثفة التي شنها الجيش السوداني على المدينة، خلال اليومين الماضيين.
وأثرت هذه الغارات بشكل كبير على حياة السكان، مما دفعهم للبحث عن ملاذات آمنة.
وأوضح الشهود، أن النازحين من المدينة اتجهوا إلى قرى مثل “وادي باري” وبعض الدوامر، بالإضافة إلى مخيم سورتني للنازحين الذي يقع جنوب كبكابية.
هذه التحركات تعكس حالة من القلق والخوف بين السكان الذين يسعون للابتعاد عن مناطق القتال.
من جانبه، ذكر أحد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن قوات الدعم السريع قامت بمنع عدد كبير من المواطنين من مغادرة المدينة، حيث اعترضتهم عند البوابات الغربية والجنوبية، وأمرت من يستخدمون عربات الكارو بالعودة إلى منازلهم، ولم تقدم قوات الدعم السريع أي تفسير للمواطنين حول أسباب منعهم من النزوح.
وشهدت مدينة كبكابية موجة من النزوح الجماعي للسكان نتيجة القصف الجوي المتكرر الذي ينفذه الجيش السوداني، حيث كان آخر هذه الغارات يوم الإثنين، عندما استهدف الطيران سوق المدينة الأسبوعي، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين المدنيين.