رئيس التحرير
خالد مهران

كيف تعمل التمارين الرياضية على تحسين الذاكرة؟

التمارين الرياضية
التمارين الرياضية

وجد بحث جديد أن 30 دقيقة من التمارين والنوم لمدة ست ساعات على الأقل في الليل يمكن أن يساهم في تحسين الأداء الإدراكي في اليوم التالي.

وفي الدراسة، ارتدى 76 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 50 و83 عامًا أجهزة قياس التسارع لمدة ثمانية أيام لمراقبة نشاطهم البدني ونومهم، كما خضع المشاركون لاختبارات إدراكية يومية للانتباه والذاكرة وسرعة الحركة النفسية والوظيفة التنفيذية وسرعة المعالجة.

في مقال كتبه الباحثون في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني: لقد وجدنا نتيجتين رئيسيتين؛ أولًا، كانت المشاركة في المزيد من التمارين إلى القوي في اليوم السابق مرتبطة بأداء أفضل للذاكرة العرضية والذاكرة العاملة، في حين كان السلوك الأكثر خمولًا في اليوم السابق ضارًا بالذاكرة العاملة.

ثانيًا؛ ارتبطت مدة النوم الأطول بشكل عام في الليلة السابقة بأداء أفضل للذاكرة العرضية وسرعة الحركة النفسية، في حين ارتبطت مدة النوم البطيء بذاكرة عرضية أفضل وارتبطت مدة النوم بحركة العين السريعة بدرجات انتباه أفضل. 

ما الذي يحدث في الدماغ أثناء التمارين؟

يعمل التمرين على تحسين الذاكرة بشكل غير مباشر من خلال تحسين الحالة المزاجية والنوم، وتقليل التوتر والقلق اللذين يضعفان الذاكرة.

وهناك عدد من الآليات التي تؤثر بشكل مباشر على الذاكرة من خلال زيادة تدفق الدم (وبالتالي توفر المغذيات/الأكسجين) وتعزيز التعبير عن عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) في الحُصين، وهي المنطقة من الدماغ المسؤولة بشكل أساسي عن الذاكرة، حيث يلعب عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ دورًا مهمًا في النمو.

ويحفز التمرين إطلاق عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، وهو بروتين يدعم نمو الخلايا العصبية وبقائها ويعزز اللدونة المشبكية، حيث تعمل هذه العملية على تقوية الروابط بين الخلايا العصبية، وهو أمر بالغ الأهمية للتعلم وتكوين الذاكرة.

هل يعزز التمرين قوة الدماغ؟

تعمل التمارين المنتظمة على تضخيم هذه التأثيرات الإيجابية على الدماغ، حيث يحافظ الاتساق في النشاط البدني على مستويات مرتفعة من عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ ويعزز التحسن طويل الأمد في تكوين الخلايا العصبية واللدونة المشبكية.

وبمرور الوقت، تساعد هذه العمليات في بناء دماغ أكثر مرونة وكفاءة، وتعزيز الذاكرة والوظيفة الإدراكية.

كما أن ممارسة الرياضة بانتظام قد تساعد في تقليل بعض عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة المستقر، فممارسة الرياضة لها تأثير مزدوج يتمثل في تقليل عوامل الخطر الالتهابية والقلبية الأيضية المرتبطة بأسلوب الحياة المستقر، والتي تؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى المخ وضمور الخلايا العصبية إلى جانب التأثير العصبي الناتج عن ممارسة الرياضة.

هل النوم يكمل هذه الفوائد؟

أثناء النوم، يعمل المخ على توحيد الذكريات، ونقل المعلومات من التخزين قصير المدى إلى التخزين طويل المدى. وتعزز ممارسة الرياضة جودة النوم - فهي تقلل من التوتر، وتنظم دورة النوم والاستيقاظ وتعزز مراحل النوم العميق، والتي تعد ضرورية لتوحيد الذاكرة.

ويشكل التمرين والنوم الكافي ثنائيًا قويًا: حيث يعزز التمرين قدرة الدماغ على ترميز المعلومات واسترجاعها، بينما يضمن النوم ترسيخ هذه المعلومات وتخزينها بكفاءة. يؤدي هذا التآزر إلى تحسين الوظيفة الإدراكية وتحسين الاحتفاظ بالذاكرة.