حفيد البارودى لـ«النبأ»: الحكومة تصر على إزالة مقبرة جدى.. ونقل الرفات «كذبة»
لا تزال علامة الإزالة قائمة على واحدة من أعرق المقابر الأثرية لـ«رب السيف والقلم» محمود سامي البارودي، رئيس وزراء مصر في عصر الثورة العرابية وأحد أبرز قادة الثورة، رغم العديد من المناشدات والحملات الإعلامية لمنع هدم المقبرة، ولذلك حاورت «النبأ» حسن عبد الحميد البارودي أحد أحفاد الزعيم الكبير حول أزمة إزالة مقبرة جده وأحوال أسرة الزعيم الكبير، وإلى نص الحوار..
كيف ترى مصير مقبرة البارودي بعد وضع علامة الإزالة عليها؟
لا نعلم مصير المقبرة حتى الآن، ولا يوجد مصدر يوضح لنا الوضع، والدولة لا توضح شيئا، والكل متضرر، حيث يسود الغموض، ونحن نتساءل لما تزيل الدولة تاريخ، ومقابل ماذا، المقابل ليس دائما، الدولة فيها غموض والأمور ليست واضحة ولا يوجد مصدر لديه معلومات والكل متأذ، لأن هذا محو للتاريخ، مقابل ماذا ثمن المقابر التي أمامنا مهما يكن المقابل ليس دائما، المقابل ليس تاريخ ولا يؤسس بلدا، فهو أول رئيس وزراء في مصر، لأننا نبحث عن تاريخ والجميع يبحث عن أصل لكي ينتمي له، ونحن عندنا أصل فكيف نتركه.
كيف ترى الدعوة لنقل الرفات من المقبرة؟
مقابل ماذا نفرط فيه، يمكن أن يكون هناك بديل أنفاق لهذا المكان، ماذا ستنقل، ستنقل الحجارة وتضعها ستنقل الرفات، المكان، ولكن المطلوب هو الحفاظ على المكان بما فيه مثل مكان سيدنا إبراهيم عندما جاء الشعراوي تصدر الموضوع وقال المكان بما فيه المكان له أهمية لا يمكن أن ننقل الحجارة لأننا سنكون بنكذب على بعضنا البعض، لأن هذا المكان رمز، وإذا تم نقل الرفات، فما سينقل هي الرفات الحديثة وليس رفات جدي محمود سامي البارودي.
هل تعتبر المقبرة أثرية؟ وهل اهتمت بها الدولة قبل وضعها على قائمة الإزالات؟
المكان أثري طبعا والمقبرة في تعداد الآثار، ولكن مع الأسف لم يحدث ترميم لها مثل الكثير من مقابر الرموز التي تعبر عن مصر يكون هناك تعتيم عليها، رغم أن تلك الشخصيات هي التي تعبر عن مصر الحقيقية، ولكن الإعلام يهتم بتكريم أشخاص لا نعرف أصلهم، ولا من خلفهم، وكل إنسان قدم شيئا لمصر يحدث تعتيم إعلامي حوله حتى الآن عندما يذكر جمال عبد الناصر هجوم شرس عليه، هذا الرجل فعل الكثير من الأشياء الهامة ورغم ذلك يتم مهاجمته بعد الكثير من السنوات، وأي رمز أصيل يتم هدمه وتحطيمه تمامًا.
هل يوجد أحد في زعماء مصر اهتم بالعائلة ومنذ متى بدأ تجاهلكم؟
قام الرئيس جمال عبد الناصر بصرف أموال لبعض الأفراد من الأسرة، لأن الأسرة كبيرة جدا ولها فروع كثيرة، وفي عصر السادات تم صرف بعض المستحقات، ولكن بدأ التعتيم من عصر مبارك وفي بدايته كانت تتم دعوة بعض الأفراد من العائلة لحضور بعض الأمسيات الثقافية عن محمود سامي البارودي ورويدا رويدا بدأ كل شيء يمحى من يناير الأمور ساءت، وفي العصر الحالي يريدون هدم المقبرة.
هل حاولتم اتخاذ إجراءات لمنع هدم المقبرة؟
حاولنا نأخذ إجراء قانونيا ولكن دون جدوى وهناك متبرعون حاولوا تطوير المقبرة ولكن الدولة مصرة على أن تستمر في عمليات الإزالة.
كيف ترى الضجة التي أثارتها قضية إزالة المقبرة والمتضامنين مع وقف هدمها؟
احترمت الرجل الذي استقال، ولا بد أن يكون هناك رأي لمن ينفذ الأوامر.
هل تعتبر أن الدولة ظلمت محمود سامي البارودي؟ وما الشيء الذي كنت تتمنى أن تقوم به لتكريمه؟
نعم البارودي ظلم، وكنت أتمنى أن يكون هناك متحف لمحمود سامي البارودي لكي يكون قدوة للناس ويظهر محمود سامي البارودي مرة أخرى.
ما رسالتك للمسئولين بالدولة؟
أقول للمسئولين "الحقوا نفسكم" التاريخ سيذكركم أنكم قمتم بالهدم، تقومون بمحو ثراث وتاريخ مصر، لحفظ ماء الوجه، اعملوا بدائل أنفاق 10 أمتار تحت الأرض وأوقفوا الدفن الحديث بها، لأن الشعب المصري كله محمود سامي البارودي وأحمد عرابي.