العلماء يكتشفون أسباب صعوبة التعلم البيولوجية
من المعروف أن صعوبة التعلم، التي تجعل المصابين يهجون الكلمات ويقرأونها بشكل خاطئ بشكل متكرر، تنتقل بين العائلات، ولكن العلماء في هولندا حددوا الآن الطفرات الدقيقة في الحمض النووي التي يمكن أن تكون مسؤولة عن المشكلة - بالإضافة إلى التأثير المحدد على بنية الدماغ.
وأوضح مؤلف الدراسة وباحث علم الوراثة العصبية سورينا سهيلي نجاد أن صعوبة التعلم وعسر القراءة يتأثر جزئيًا بالجينات ويمكن أن يكون موروثًا.
ومع ذلك، فإن صعوبة التعلم أو عسر القراءة سمة معقدة، ولا يمكن تفسيرها بتغيرات في منطقة واحدة من الدماغ أو جين واحد.
إن دراسة الجينات التي تؤثر على شبكات الدماغ يمكن أن تساعد في فهم كيفية تطور الوظائف المعرفية بشكل مختلف في صعوبة التعلم هذه.
وفي الدراسة، استخدم الباحثون بيانات من أكثر من مليون شخص تم جمعها، وهي شركة تبيع أدوات اختبار الحمض النووي في المنزل.
وكشفت هذه البيانات عن المتغيرات الجينية التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بعسر القراءة، والذي يصيب واحدًا من كل 10 بريطانيين.
ثم استخدم الباحثون المعلومات المستخرجة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة - وهي مجموعة من البيانات الصحية من 30 ألف شخص، بما في ذلك التصوير الطبي وطفرات الحمض النووي - للبحث عن أوجه التشابه في مسح الدماغ للأشخاص الذين لديهم المتغير الجيني الذي تم تحديده سابقًا.
الخصائص الجينية
وجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم الخصائص الجينية الواضحة لديهم حجم دماغ أقل في مناطق الدماغ المعنية بتنسيق الحركة ومعالجة أصوات الكلام، كما وجدوا حجم دماغ أعلى من المتوسط في جزء الدماغ المسؤول عن الرؤية.
كما ارتبط انخفاض كمية المادة البيضاء، وهي الأنسجة العميقة في الدماغ التي تحتوي على ألياف عصبية، بعسر القراءة.
وعلى الرغم من أن الدراسة استخدمت بيانات من البالغين، فإن بعض التغييرات ربما تتعلق بتغير تطور الدماغ خلال المراحل المبكرة من الحياة، على سبيل المثال في الجنين أو أثناء الطفولة، والتي تظل مستقرة طوال العمر.
وقد تعكس التغييرات الأخرى استجابات الدماغ لعقود من السلوك المتغير لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي أعلى لمرض عسر القراءة.
وعلى سبيل المثال، قد تؤثر سنوات من تجنب القراءة في الحياة الشخصية والمهنية على النظام البصري للدماغ.
ومع ذلك، يقول مؤلفو الدراسة إن الأبحاث المستقبلية يجب أن تركز على البيانات من الأطفال بدلًا من البالغين لتتبع التغيرات الدماغية في التطور المرتبطة بالتسبب في عسر القراءة.