بالسرقة والحرق.. إسرائيل تستهدف اشجار الزيتون اللبنانية
نشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر قيام عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أشجار زيتون معمرة من جنوب لبنان.
تأتي هذه الواقعة في سياق توغل إسرائيلي جديد في بلدة الطيبة، أمس، تخللته رشقات نارية وإلقاء قنابل يدوية.
سرقة أشجار الزيتون
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن الطيران الإسرائيلي حلق فوق مدينة الهرمل والبقاع الشمالي، فيما أفادت تقارير أخرى بقيام القوات الإسرائيلية بتفجيرات بين بلدتي الطيبة والعديسة، بالتزامن مع عمليات تمشيط واسعة.
وفي تطور آخر، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة طيردبا في قضاء صور، إلى خمسة شهداء وأربعة جرحى، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، والذي أكد أن هذه الأرقام تمثل حصيلة أولية للهجوم.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر الماضي، والذي تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يومًا مقابل انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية، مخلفة ضحايا وأضرارًا جسيمة.
الأجود في العالم
قبل نحو ثلاثة أشهر، حققت علامة تجارية لبنانية إنجازًا عالميًا بحصد ثلاث جوائز مرموقة عن جودة زيت الزيتون المنتج محليًا في منطقة عبرا، قضاء صيدا (جنوب لبنان). تم تصنيف هذا الزيت ضمن أفضل 100 منتج عالميًا في عدة مسابقات دولية، من بينها NYIOOC العالمية لجودة زيت الزيتون التي تُقام في نيويورك، ومسابقة EVOOLEUM في قرطبة الإسبانية، وOLIVE JAPAN في اليابان.
روز بشارة، صاحبة العلامة التجارية المكرمة وابنة دير ميماس، فازت بجائزة "أفضل زيت زيتون لعام 2023" ضمن مسابقة NYIOOC التي شهدت مشاركة أكثر من ألف علامة من 28 دولة. ورغم هذا الإنجاز، أعربت بشارة عن قلقها إزاء الأوضاع في الجنوب، مشيرة إلى أن دير ميماس لم تتعرض للقصف المكثف، وإن كانت أطرافها قد شهدت بعض الاعتداءات. لكنها تأمل في ألا تتفاقم الأوضاع.
أشجار الزيتون تحت التهديد
بينما يحصد زيت زيتون الجنوب اللبناني جوائز عالمية ويُعرف بجودته الفائقة، تتعرض بساتين الزيتون في الجنوب لاعتداءات متواصلة من الجيش الإسرائيلي. وبحسب وزارة الزراعة اللبنانية، أُحرقت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية باستخدام قذائف فوسفورية حارقة، ما أدى إلى تدمير أكثر من 50 ألف شجرة زيتون معمرة، بعضها يعود عمره إلى 300 عام.
وفي هذا السياق، اتهم وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج حسن، إسرائيل بإلحاق أضرار جسيمة بالقطاع الزراعي الجنوبي، مع تقدير الخسائر بآلاف الهكتارات، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات تتجاوز الجانب الاقتصادي لتكون ضربة ثقافية واجتماعية تمس السكان الذين تربوا تحت هذه الأشجار التي توارثوها عبر الأجيال.
"أشجار نوح" في بشعلة.. أقدم أشجار الزيتون في العالم
في شمال لبنان، وتحديدًا في قرية بشعلة، تتواجد أشجار زيتون تعرف بـ "أشجار نوح" لاعتقاد البعض أنها مصدر غصن الزيتون الذي حملته الحمامة إلى سفينة نوح. حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، تعتبر بعض أشجار بشعلة من بين الأقدم في العالم، حيث يبلغ عمر إحداها أكثر من 1100 عام، وهي أقدم شجرة زيتون تم توثيقها حتى الآن وفقًا لمجلة Dendrochronologia.
هذه الأشجار، التي يصل قطر بعضها إلى 14 قدمًا، تتميز بجذوع متعرجة مليئة بالشقوق، ما يعكس تاريخًا طويلًا يمتد لقرون، مؤكدة على الأهمية التاريخية والثقافية لشجرة الزيتون في لبنان.