الحرب حول النفط.. كواليس تقدم الجيش السوداني نحو مصفاة الجيلي
شنّ الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، هجومًا واسعًا على مصفاة الخرطوم للنفط، التي تبعد حوالي 70 كيلومترًا شمالي العاصمة، من عدة محاور، وتمكن من الوصول إلى مناطق قريبة منها لأول مرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وشهدت منطقة المصفاة قصفًا جويًا ومدفعيًا كثيفًا من قِبل الجيش، سُمع بوضوح في المناطق المجاورة، بما في ذلك الضفة الغربية للنيل شمالي أم درمان.
ونشر جنود تابعون للجيش مقاطع فيديو تُظهر بوابة عبور الجيلي، أقصى شمال ولاية الخرطوم على حدود ولاية نهر النيل، وهي منطقة تبعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب غرب مصفاة الخرطوم، التي تُسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بدء القتال.
وتُظهر مقاطع فيديو أخرى الجيشَ في ضاحية الجيلي، على بُعد حوالي 40 كيلومترًا شمالي الخرطوم بحري، وفي قرى التمانيات والسقاي القريبة.
وفي المحور الشرقي من الجيلي، تقدمت قوات الجيش وسيطرت على مطاحن روتانا، شمال شرق الجيلي وجنوب شرق مصفاة الخرطوم. كما نفذت عمليات تمشيط في بلدة حجر العسل، التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع من حين لآخر.
وتعتبر مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم، واحدة من أهم المنشآت النفطية بالسودان، وأكبر مصفاة لتكرير البترول بالبلاد.
فيما تنتج المصفاة في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الجازولين و4500 طن بنزين و800 ألف طن من غاز الطهي، وكانت تعمل بأقل من طاقتها القصوى والبالغة 100 ألف برميل في اليوم.
وتفقدر قيمة المواد البترولية المُنتجة من المصفاة حتى توقفها، بخمسة ملايين وثمانمائة ألف دولار يوميًا، حيث توقفت المصفاة في أكتوبر 2023 بسبب الحرب وتوقف الإنتاج في عدد من الحقول المنتجة لخام البترول المغذي للمصفاة ومنها حقل بليلة بولاية غرب كردفان.
كما تعرضت المصفاة للاستهداف من قِبل الأطراف المتحاربة، مما سبب خسائر فادحة في بعض الوحدات واحتراق لبعض خزانات الخام، حسب الدكتور حامد.
100 ألف برميل يوميًا
وتعد مصفاة الخرطوم الشهيرة بمصفاة "الجيلي" تعتبر واحدةً من أهم المنشآت النفطية في البلاد، وتبلغ طاقتها التصميمية مائة الف برميل في اليوم، وتنتج الديزل، البنزين، غاز الطهي وتوفر 45% من احتياجات البلاد من المنتجات النفطية التي تُعد الوقود الحيوي والمحرك الأساسي لقطاعات الزراعة، الصناعة، توليد الكهرباء، النقل والمخابز.