رئيس التحرير
خالد مهران

متى كان يرسل الله تعالى رسله إلى البشر؟.. «الشعراوي» يجيب

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

تحدث الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره حول سورة النحل، عن مكر الكافرين بالرسل، موضحا متى كان يرسل الله تعالى رسله إلى البشر.

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي: يأتي الحق سبحانه هنا بسيرة الأولين والسُّنن التي أجراها سبحانه عليهم، ليسلي رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ويُوضِّح له أن ماحدث معه ليس بدْعًا؛ بل سبق أنْ حدث مع مَنْ سبق من الرسل.

متى كان يرسل الله الرسل

وتابع الشيخ الشعراوي: ويُبلغه أنه لم يبعث أيَّ رسول إلا بعد تَعُمّ البَلْوى ويَطم الفساد، ويفقد البشر المناعة الإيمانية، نتيجة افتقاد مَنْ يؤمنون ويعملون الصالحات، ويتواصون بالحقِّ وبالصبر، والمَثلُ الواضح على ذلك ما حدث لبني إسرائيل؛ الذين قال فيهم الحق سبحانه: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79].

وأضاف الشعراوي: فانصبَّ عليهم العذاب من الله، وهذا مصير كُلِّ أمة لا تتناهى عن المنكر الظاهر أمامها. ويقول سبحانه هنا: {قَدْ مَكَرَ الذين مِنْ قَبْلِهِمْ} [النحل: 26]، والمكر تبييت خفيّ يُبيِّته الماكر بما يستر عن المَمْكُور به، ولكن حين يمكر أحد بالرسل؛ فهو يمكر بمَنْ يُؤيِّده الله العالم العليم، وإذا ما أعلم اللهُ رسولَه بالمكر؛ فهو يُلغِي كل أثر لهذا التبييت؛ فقد علمه مَنْ يقدر على إبطاله.

مكر كفار قريش بالرسول

وواصل الشعراوي: والحق سبحانه هو القائل: {كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي} [المجادلة: 21]، وهو القائل: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون} [الصافات: 171-172]، وطبَّق الحق سبحانه ذلك على رسوله صلى الله عليه وسلم؛ حين مكر به كفار قريش وجمعوا شباب القبائل ليقتلوه؛ فأغشاهم الله ولم يبصروا خروجه للهجرة ولم ينتصر عليه معسكر الكفر بأيِّ وسيلة؛ لا باعتداءات اللسان، ولا باعتداءات الجوارح.

وزاد: وهؤلاء الذين يمكرون بالرسل لم يتركهم الحق سبحانه دون عقاب: {فَأَتَى الله بُنْيَانَهُمْ مِّنَ القواعد} [النحل: 26]

أي: أنهم إنْ جعلوا مكرهم كالبناية العالية؛ فالحقُّ سبحانه يتركهم لإحساس الأمن المُزيف، ويحفر لهم مِنْ تحتهم، فيخِرّ عليهم السقف الذي من فوقهم، وهكذا يضرب الله المثَل المعنوي بأمرٍ مَحَسٍّ.

واختتم الشعراوي: وقوله الحق: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السقف مِن فَوْقِهِمْ} [النحل: 26]، يُوضِّح أنهم موجودون داخل هذا البيت، وأن الفوقية هنا للسقف، وهي فوقية شاءها الله ليأتيهم: {العذاب مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} [النحل: 26]، وهكذا يأتي عذاب الله بَغْتة؛ ذلك أنهم قد بيَّتوا، وظنوا أن هذا التبييت بخفاء يَخْفَى عن الحَيِّ القيوم.