بعد وقف إطلاق النار.. ترامب يخطط لنقل أهل غزة إلى مصر والأردن
في محاولة جديدة من جانب الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته الثانية لإثارة منطقة الشرق الأوسط، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن رغبته في استقبال مصر والأردن فلسطينيين من قطاع غزة، وقال إنه تحدث مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وسيتصل بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن هذا الأمر.
وذكر ترامب، في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه من لاس فيجاس إلى ميامي، أن قطاع غزة "موقع هدم حرفيًا"، مشيرًا إلى أن "الناس يموتون هناك"، وأنه يفضل المشاركة مع بعض الدول العربية في "بناء مساكن بمكان مختلف، حيث يمكن لهم أن يعيشوا في سلام من باب التغيير".
بن جفير يرحب
ورحب وزير الأمن الداخلي السابق المعروف بمواقفه المتطرفة تجاه العرب والفلسطينيين، إيتمار بن جفير، بإعلان ترمب أنه طلب من الأردن، وسيطلب من مصر، نقل فلسطينيين إلى عمان والأردن.
وكتب بن جفير: "تهانينا للرئيس الأميركي ترمب على مبادرته بنقل سكان غزة إلى الأردن ومصر، ومن بين مطالبنا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشجيع الهجرة الطوعية، وعندما يطرح رئيس أكبر قوة في العالم هذه الفكرة بنفسه، فمن الحكمة أن تنفذها الحكومة الإسرائيلية ـ تشجيع الهجرة الآن!".
وأعلن الأردن، أن الملك عبدالله الثاني، أجرى السبت، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأميركي ترمب، لتهنئته بتنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، حسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وذكرت الوكالة أن ملك الأردن أعرب خلال الاتصال عن الحرص على توطيد العلاقات المتينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتوسيع فرص التعاون في شتى المجالات، مؤكدًا "الدور المحوري للولايات المتحدة في دفع كل الأطراف باتجاه العمل نحو تحقيق السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة".
من جانبه، أوضح البيت الأبيض، في بيان، أن الملك عبد الله هنأ ترمب على تنصيبه رئيسًا، خلال اتصال هاتفي، وأن الرئيس الأميركي أعرب عن شكره للملك عبد الله على صداقته الطويلة، وأنهما ناقشا "أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأعلن الرئيس الأميركي عن عزمه الاتصال بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد.
رفض مصري أردني
وتتصادم آراء ترمب مع المواقف العربية التي تؤكد الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه بقطاع غزة والضفة الغربية.
وأعلنت مصر والأردن مرارًا رفضهما فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وأكدتا التمسك بمسار "حل الدولتين"، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، أن بلاده تسعى إلى إعادة الخدمات لقطاع غزة كي "يصبح قابلًا للحياة"، وتسعى كذلك لمنع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ووصف فكرة تهجير الفلسطينيين بأنها "أمر ترفضه مصر، بشكل قاطع، حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها".
وفي 30 يونيو الماضي، شدد السيسي، على أن القاهرة رفضت ما سماها "محاولات خبيثة" لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة نحو الأراضي المصرية.
وقال السيسي، في خطاب بمناسبة ذكرى 30 يونيو: "المنطقة تمر بتغيرات خطيرة خلال الفترة الأخيرة، فما بين الحرب الإسرائيلية الغاشمة في غزة، التي غاب فيها ضمير الإنسانية، وصمت المجتمع الدولي، وأدار وجهه عن عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء والمشردين والمنكوبين، وبين محاولات خبيثة، لفرض التهجير القسري نحو أراضي مصر".
وأضاف: "كان موقف مصر، نبيلًا وشريفًا ووطنيًا، لم تصمت مصر بالفعل قبل القول عن إغاثة الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وكذلك صمدت بعزة وكرامة أمام مساعي التهجير، وأسمعت صوتها واضحًا جليًا، حماية لأمنها القومي، ومنعًا لتصفية الحق الفلسطيني".
وفي سبتمبر الماضي، أعرب ملك الأردن في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن رفضه فكرة تحول الأردن إلى "وطن بديل" للفلسطينيين، قائلًا إن "هذا لن يحدث أبدًا"، ووصف عملية "التهجير القسري" للفلسطينيين، بأنها "جريمة حرب
وتتسق تصريحات ترامب مع الخطط الإسرائيلية القديمة التي تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها الفلسطينيين، في إطار أكبر عملية تهجير قسري غير إنسانية تستهدف إلغاء وجودهم في أرضهم.
ويرى خبراء أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، بعد أسبوع من بدء وقف إطلاق النار وسط تعثرات قابلة للحل لتنفيذ خطوة عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، في وقت يعاني القطاع من دمار هائل جراء الحرب الإسرائيلي المدمرة التي أتت على أكثر من 70 % من مباني القطاع.