الورقي
كيف تتغلب على مشاعر الوحدة عند الأطفال؟
عادةً ما يرتبط الشعور بالوحدة بكبار السن لكنه مصدر قلق للعديد من الأطفال أيضًا، ومشاعر الوحدة تستمر في إحداث تأثير كبير على الأطفال، سواء كان الأمر يتعلق بالتكيف مع مدرسة جديدة، أو التعامل مع صراعات الصداقة، أو الشعور بالاستبعاد عندما يرون الآخرين يستمتعون عبر الإنترنت، فإن الشعور بالوحدة يمكن أن يكون له تأثير دائم على الصحة العقلية والثقة بالنفس لدى الشباب.
ماذا تقول الدراسات عن مشاعر الوحدة؟
تُظهر الدراسات أن الشعور بالوحدة آخذ في الارتفاع بين أطفال اليوم، ويزداد بسبب ندرة تكوين صداقات معهم أثناء اللعب في الشارع، وزيادة وقت الشاشة الانفرادي، ومخاوف سلامة الوالدين مما يعني أن الأطفال لديهم فرص أقل لإقامة علاقات طبيعية وعفوية مع الأطفال الآخرين.
وتشير إلى أن "الوحدة لدى الأطفال غالبًا ما يُساء فهمها، ولا يتعلق الأمر فقط بكونهم بمفردهم أو معزولين جسديًا - إنه شعور عميق بالانفصال العاطفي، والشعور بأنهم لا ينتمون أو لا يتم تقديرهم.
وفيما يلي بعض الطرق يمكن أن ينفذها الآباء لمساعدة الأطفال للتغلب على شعور الوحدة
التواصل بشكل مفتوح حول مشاعر الوحدة
يجب أن يشجع الآباء الأطفال على التحدث عن مشاعرهم والاستماع دون إصدار أحكام، وبالنسبة للعديد من الأطفال، يمكن أن تكون هذه المشاعر ساحقة، مما يجعلهم ينسحبون من المواقف الاجتماعية، وبالتالي، يكافحون للوصول إلى الدعم.
لهذا السبب من المهم جدًا للآباء ومقدمي الرعاية خلق بيئة حيث يشعر الأطفال بالأمان للتحدث عن مشاعرهم، وهذا يعني الاستماع دون إصدار أحكام وإثبات صحة مشاعرهم.
اكتشف سبب المشكلة
عندما يشعر الأطفال بأن لا أحد "يفهمهم" حقًا، يمكن وصف هذا بالوحدة العاطفية، وحتى مع الأشخاص من حولهم، قد يشعرون بالعزلة لأنهم يفتقرون إلى رابطة وثيقة مع شخص يثقون به، سواء كان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء أو أفضل صديق.
ونظرًا لوجود العديد من الأسباب التي قد تجعل الطفل يشعر بالوحدة، فمن المهم استكشاف ما قد يجعل الطفل يشعر بهذه الطريقة بلطف، سواء كان يكافح من أجل تكوين صداقات، أو يشعر بالاستبعاد، أو يمر بتغيير كبير، فإن التحقق من صحة مشاعره وفهم السبب الجذري يمكن أن يساعدك في دعمه بالطريقة الصحيحة.
ساعدهم على بناء الثقة
احتفل بنقاط قوة طفلك وإنجازاته، وذكره بالعلاقات الإيجابية في حياته، فالشعور بالوحدة قد يجعل الأطفال يشككون في أنفسهم في كثير من الأحيان، ولكن تذكيرهم بنقاط قوتهم والاحتفال بإنجازاتهم يمكن أن يساعد في إعادة بناء ثقتهم بأنفسهم.
وبناء ثقتهم قد يساعد في تقليل أي مشاعر لديهم بأنهم مهملون، وعندما يشعر الأطفال بالاستبعاد أو عدم القدرة على التواصل مع أقرانهم، فهذا يشبه الشعور بالوحدة الاجتماعية، وهو الشعور بالوقوف على الهامش بينما يبدو أن الجميع ينتمون.
بناء بيئة داعمة
لا يمكن حل الشعور بالوحدة بمحادثة واحدة فقط، لذلك من المهم خلق بيئة من الانفتاح حيث يمكن للطفل التحدث معك عن مشاعره وأي صراعات قد يواجهها.
والوحدة ليست شيئًا يختفي بين عشية وضحاها، ولهذا السبب فإن خلق جو مستمر من الدعم أمر مهم للغاية، ويمكن أن يساعد تسجيل الدخول المنتظم وإظهار الاهتمام بمشاعرهم وإخبارهم بأنهم ليسوا وحدهم أبدًا في مساعدة الأطفال على الشعور بالتقدير والتواصل.
