مخاطر الشخير.. وماذا يعني بالنسبة لصحتك العامة؟
![صورة تعبيرية](images/no.jpg)
إذا كنت تحاول حث الشريك على الاستيقاظ بسبب الشخير، ولكن دون جدوى، وبمجرد أن ينام، يستأنف الشخير الذي يهز العظام.
وفي حين أن الصورة الشائعة للرجل البدين في منتصف العمر الذي يشخر صحيحة، فإن العديد من النساء يشخرن أيضًا، وخاصة بعد انقطاع الطمث - ويكاد الجميع يشخرون في مرحلة ما.
العمر الأكثر شيوعًا هو منتصف العمر (بين 30 و60 عامًا)، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن هذا هو الوقت الذي يتسلل فيه الوزن الزائد - وهو سبب رئيسي - أو تلعب عوامل نمط الحياة الأخرى دورًا (المزيد حول هذه لاحقًا).
ولكن بالإضافة إلى كونه مصدرًا للإحراج والنزاع المنزلي، فإن الشخير قد يعني أيضًا مشكلة صحية خطيرة.
في حين أن الشخير يمكن أن يكون ناتجًا عن اهتزازات الأنسجة في مجاري الهواء - والتي تتفاقم بسبب احتقان من نوع ما، مثل انسداد الأنف، على سبيل المثال - بالنسبة لملايين الأشخاص، يمكن أن يكون أيضًا علامة على انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، وهي حالة تنهار فيها مجاري الهواء لفترة وجيزة.
وهذا هو المكان الذي تتوقف فيه مؤقتًا عن التنفس، مما يقطع إمداد الأكسجين، إن انقطاع التنفس أثناء النوم، إذا لم يتم علاجه، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ومرض السكري من النوع 2 والخرف، ويُعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى انخفاض إمدادات الأكسجين.
والخبر السار هو أن هناك الكثير من النصائح والأدوات التي تساعد الأشخاص الذين يعانون من الشخير والذين يعيشون مع انقطاع التنفس أثناء النوم.
ما الذي يسبب كل هذا الضجيج؟
عندما تنام، تسترخي الأنسجة الرخوة للسان والفم والحلق، مما يضيق مجرى الهواء، ومع دفع الهواء عبر هذا المجرى الهوائي الضيق مع كل نفس، فإنه يتسبب في اهتزاز هذا النسيج، وهو ما يسبب أصوات الشخير المميزة.
ويمكن لعدد من العوامل أن تؤدي إلى تفاقم الشخير، فالنوم على ظهرك يزيد من احتمالية الشخير، حيث أن هذا الوضع يجعل العضلات في الجزء الخلفي من الحلق تسترخي، مما قد يعيق تدفق الهواء.
وقد يكون أيضًا مرتبطًا بأسلوب الحياة، مثل شرب الكحول أو تناول المهدئات، حيث يمكن أن يتسبب كلاهما في استرخاء الأنسجة في الجزء الخلفي من الحلق وعرقلة تدفق الهواء جزئيًا.
وقد يساهم زيادة الوزن أيضًا، حيث تضغط الدهون الزائدة حول الرقبة على مجرى الهواء أثناء الاستلقاء، مما يؤدي إلى تضييقه أكثر. قد يكون مرتبطًا أيضًا بمشكلة تشريحية، مثل اللوزتين الكبيرتين أو الحاجز المنحرف (حيث يكون جدار الغضروف بين فتحتي الأنف غير متوازن).
بالنسبة للنساء، يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث إلى ترقق عضلات الحلق والأنسجة الرخوة وجفافها، مما يجعلها أكثر عرضة للاهتزاز.
وفي غضون ذلك، إذا كانت ممرات الأنف مسدودة بسبب الاحتقان الناجم عن البرد أو الأنفلونزا أو الحساسية، فقد يساهم هذا أيضًا. وفي بعض الأحيان، يكون الشخير أحد أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم.
وعلى سبيل المثال، إذا كان الشخير يأتي من أنفك، فإنه يصدر صوت صفير؛ وغالبًا ما يؤدي شخير الحلق إلى ضوضاء خشنة؛ وإذا كان الشخير يأتي من اللسان، فإنه عادة ما يكون عالي النبرة؛ وأحيانًا تسمع صوت فرقعة من الشفتين والفم.
ومع ذلك، لا يرتبط ارتفاع صوت الشخير بالضرورة بخطورة المشكلة، فتقييم الصوت لن يكون سوى عامل واحد يأخذه المتخصص في الاعتبار إلى جانب الفحص الدقيق التفصيلي والفحص البصري للأنف والحنجرة.
مجرد شخير، أم مشكلة طبية؟
الغالبية العظمى من المصابين هم "مجرد شخير"، ولا شك أن هذا محرج ولكنه لا يشكل مشاكل صحية طويلة الأمد. ولكنه قد يكون أيضًا علامة على انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، والذي يؤثر على ما يصل إلى عشرة أميال من النوم.
وفي حالة انقطاع التنفس أثناء النوم، تسترخي العضلات والأنسجة في الحلق والرقبة أثناء النوم، مما يسد مجرى الهواء ويوقف تدفق الهواء.
وبمجرد أن يدرك المخ أن التنفس توقف، فإنه يرسل إشارة إلى عضلات مجرى الهواء للانقباض مرة أخرى، وهذا يفتح مجرى الهواء، مما يتسبب غالبًا في استيقاظ المصاب بهزة.
على الرغم من أن انقطاع التنفس أثناء النوم يمكن أن يتميز بالشخير أو الشهيق، إلا أن الصوت قد لا يكون مختلفًا دائمًا عن الشخير الطبيعي، والفرق الرئيسي هو أن التنفس ينقطع، مما يتداخل مع نوم الشخص.
والتأثير التراكمي هو أن الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم قد يشعرون بالإرهاق في اليوم التالي ويفتقرون إلى التركيز، والواقع أن انقطاع التنفس أثناء النوم يزيد من فرص التعرض لحادث سيارة بمقدار الضعف أو الثلاثة أضعاف.
ولكن كل "اختناق" قصير يسبب أيضًا ارتفاعًا في معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتصلب الشرايين وانخفاض مستويات الأكسجين، وبمرور الوقت، قد يزيد هذا من خطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع النفس أثناء النوم يجعلك أكثر عرضة لزيادة الوزن - ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن انقطاع النوم يتداخل مع هرموني الغريلين واللبتين (اللذين يزيدان أو يقللان من شهيتك على التوالي)، ويؤدي إلى مقاومة الأنسولين - حيث تتوقف خلاياك عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين، مما يرفع مستويات السكر في الدم، وهو مقدمة لمرض السكري من النوع 2.