الشعراوي يشرح سبب مجيء ذكر السيدة مريم بين الأنبياء

ذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره حول سورة الأنبياء، دلالة مجيء ذكر السيدة مريم بين الأنبياء، موضحا دقة الوصف القرآني في وصف عفة السيدة مريم. حيث قال تعالى: «وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِين».
وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي: ولك أن تسأل: لماذا يأتي ذِكْر السيدة مريم ضمن مواكب النبوة؟ نقول: لأن النبوة اصطفاء الله لنبي من دون خَلْق الله، وكوْنه يصطفي مريم من دون نساء العالمين لتلد دون ذكورة، فهذا نوع من الاصطفاء، وهو اصطفاء خاص بمريم وحدها من بين نساء العالمين؛ لأن اصطفاء الأنبياء تكرَّر، أمّا اصطفاء مريم لهذه المسألة لم يتكرر في غيرها أبدًا.
عفة السيدة مريم
وأكمل الشيخ الشعراوي: وقوله تعالى: {والتي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} [الأنبياء: 91]، يعني: عَفَّتْ وحفظتْ فَرْجها، فلم تمكِّن منها أحدًا، ومعنى: {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا} [الأنبياء: 91]، يعني: مسألة خاصة به، خارجة على قانون الطبيعة، فليس في الأمر ذكورة أو انتقاء، إنما النفخة التي نفخها الله في آدم، فجاءت منها كل هذه الأرواح، هي التي نفخها في مريم، فجاءت منها روح واحدة.
وأنهى الشعراوي حديثه قائلا: فالروح هي نفسها التي قال الله فيها: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [الحجر: 29]، ثم يقول تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا وابنهآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 91]، يعني: شيئًا عجيبًا في الكون، والعجيبة فيها أن تلدَ دون ذكورة، والعجيبة فيه أن يُولَد بلا أب، فكلاهما آية لله ومعجزة.