لا يفرق بين حلفاء وخصوم.. ترامب النازي الهتلري النرجسي
![لا يفرق بين حلفاء](images/no.jpg)
منذ وصوله للسلطة يطلق الرئيس الامريكي دونالد ترامب تصريحات وصفها البعض بالصادمة والمجنونة والغير مألوفة من رئيس أمريكي عبر التاريخ، لا سيما وأن لغته تخلوا تماما من الدبلوماسية أو حتى السياسة.
خطاب ترامب العنيف والصادم الذي يقوم على الترهيب والتخويف، أثار الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام وربما الصدمة لدى الكثير من الأوساط السياسية العالمية، لا سيما وأن هذا الخطاب ليس موجها فقط لخصوم الولايات المتحدة مثل إيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية، ولكنه موجه إلى حلفاء الولايات المتحدة التقليديين مثل اليابان والمكسيك وأوروبا وكندا وبعض دول الشرق الأوسط مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.
فهل هي لغة القوة أم جنون العظمة، أم مرض نفسي؟
يجيب عن هذا السؤال عددا من أساتذة الطب النفسي.
يؤكد عدد من خبراء واساتذة الطب النفسي، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتعامل بمنطق البارانويا ويتخذ قرارات شخصية أحادية الموقف، كأى تاجر، وهو نوع من أنواع النرجسية والتحمس الشديد لذاته ووجهة نظره ولا يستمع لآراء الآخرين.
ويضيف الخبراء، أن حديث ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة لا يتفق مع أى منطق لأن انتماء الشعوب إلى أرضها متجذر ويستمر طوال الحياة، وترامب يشعر بالعظمة.
ويضيف اساتذة الطب النفسي، إن شخصية ترامب تعرف بأنها شخصية مثيرة للجدل، تتسم بالسادية والعنف الشديد والسعى المستمر لتحقيق المصالح الشخصية والسياسية، وسلوكياته تعكس سمات نرجسية واضحة، حيث يظهر ثقة مفرطة بالنفس ورغبة مستمرة فى جذب الانتباه والتقدير.
وتابعوا، أن ترامب يتبنى أساليب سياسية حادة قد تصل إلى حد العنف الخطابى، إذ لا يتردد فى استخدام لغة تصادمية مع خصومه السياسيين وحتى مع حلفائه عند الضرورة، ووصف نهجه فى الحكم بأنه تاجر يعتمد على القوة والتأثير الشخصى، مع الاعتماد على أهمية المكاسب والمصالح الذاتية.
وتوصّل فيلم وثائقي أُنتج حديثا إلى أن دونالد ترامب "نرجسي خبيث" بالاستناد إلى شهادات خبراء في علم النفس.
ووفق عالم النفس جون غارتنر، تظهر على ترامب بشكل جلي أربعة عوارض رئيسية للنرجسية الخبيثة، وهو اضطراب الشخصية الاكثر تدميرا، تشمل البارانويا والنرجسية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والسادية.
وقال غارتنر "هذا النوع من القادة يظهر على مدار التاريخ، وهم دائما مدمرين بشكل غير اعتيادي"، مشيرا إلى نفس التوصيف ينطبق على هتلر وستالين وموسوليني.
وأضاف "الغريب في الأمر اننا لسنا معتادين على رؤية هذا النوع من القادة في الولايات المتحدة".
ومؤخرا نشرت ماري أبنة أخ ترامب وهي أخصائية نفسية كتابا يتضمن الكثير من الاتهامات الموجهة إلى عمها، كما أن المؤلف المشارك لكتاب ترامب "فن الصفقة" قال إنه يجب إعادة تسمية كتابها ليصبح "السوسيوباث" (المعتل اجتماعيا).
ورد الرئيس الأمريكي على هذه الادعاءات حول معاناته من اضطرابات عقلية واجتماعية بالإعلان عن نفسه بأنه "عبقري مستقر جدا عقليا".
وبالإضافة إلى علماء النفس، أجرى الفيلم مقابلات مع محامين ومؤرخين وأكاديميين وضباط استخبارات سابقين وغالبيتهم من المعارضين ترامب.
وسلطت دراسة طبية الضوء على ملامح اضطراب الشخصية النرجسية الذي قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعاني منه.
وقالت الكاتبة لورا ماركوس في تقريرها الذي نشرته مجلة "موي إنتريسنتي" الإسبانية، إن مجلة علم النفس السلوكي نشرت إحدى الدراسات في سنة 2017، وحددت من خلالها ملامح اضطراب الشخصية النرجسية الذي يعاني منه ترامب.
فكثيرا ما يظهر الرئيس مشاعر تدل على الإحساس بالعظمة والحاجة إلى نيل إعجاب الآخرين، فضلا عن افتقاره للتعاطف مع الغير.
وقد أكدت هذه الدراسة أن ترامب يحمل جميع الصفات التي لها علاقة باضطراب الشخصية النرجسية، وقد بات من الواضح إصابة ترامب بهذا المرض النفسي من خلال تدخلاته وسلوكه، فضلا عن تصريحاته.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذه الدراسة ليست متعلقة بإجراء تشخيص سريري لشخصية ترامب، حيث أكد مؤلفها فيسنتي كابالو مانريك أن "الدراسة لا تتعلق بإجراء التشخيص السريري الذي يتطلب إجراء معاينة طبية شخصية وعدة اختبارات أخرى".
في المقابل، تسعى هذه الدراسة إلى إعطاء جملة من التفسيرات حول تصرفات وتصريحات الرئيس الأميركي، بالإضافة إلى تقديم الرؤية الأقرب لما يسمى باضطراب الشخصية النرجسية من خلال سلوكيات ترامب التي تعد خير مثال على أعراض هذا المرض النفسي.
وذكرت الكاتبة أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية حدد -في طبعته الخامسة- أن اضطراب الشخصية النرجسية هو نمط تهيمن عليه العظمة والغرور، ويكتسبه شخص يسعى دائما إلى المبالغة في الثناء على إنجازاته ومواهبه، ويأمل دائما في أن يشيد الآخرون بعظمته.
ونبّهت الكاتبة إلى أنه -وفقا لمعايير اضطراب الشخصية النرجسية- من الممكن أن يعيش ترامب مجموعة من التخيلات حول النجاح والسلطة، فضلا عن التألق والجمال والحب المثالي دون قيود. وقد ربط كابالو مانريك هذه الاحتمالية بجملة من الكلمات التي يستخدمها ترامب في خطاباته على غرار "هائل" و"مذهل" و"عبقري" وغيرها.
علاوة على ذلك، يعتقد ترامب أنه شخص مميز وفريد من نوعه، وأنه غامض للغاية مما يجعل فهمه أمرا صعبا، كما أنه يجب أن يرتبط فقط بالأشخاص المميزين الآخرين أو ذوي المكانة العالية.
ترامب الفاشي
في أكتوبر 2024، رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانتقادات الموجهة إليه ووصفه بالفاشي والمقارنات بين تجمعه في "ماديسون سكوير غاردن" خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تجمع للنازيين عام 1939 في نفس المكان.
وقال ترامب في ولاية جورجيا: "كامالا تفعل الآن شيئًا أسوأ بكثير مما كانت تتحدث عنه"، وتابع: "أحدث جملة من كامالا وحملتها هي أن أي شخص لا يصوت لها هو نازي".
وأردف ترامب: "كما تعلمون، منذ سنوات مضت - كان لدي أب عظيم، وكان رجلًا قويًا - كان يقول دائمًا: "لا تستخدم كلمة النازية أبدًا". لا تستخدم هذه الكلمة أبدًا. وكان يقول: لا تستخدم كلمة هتلر أبدًا. لا تستخدم هذه الكلمة".
وتابع ترامب قائلا: "لم أكن أعرف السبب في البداية، سبب هذه الجملة "لا تستخدم هذه الكلمة". وبعد ذلك فهمت".
وأضاف ترامب: "هم يستخدمون هذه الكلمة، حقا، بل يستخدمون الكلمتين، (يقولون): "إنه هتلر" ثم يقولون: "إنه نازي""، حسب قوله.
وقال ترامب: "أنا لست نازيا"، وأردف: "أنا عكس الشخص النازي".
ترامب وهتلر
وفي أكتوبر 2024، أشاد ترامب بجنرالات أدولف هتلر على ولائهم للديكتاتور الألماني، وقال إنه يتمنى أن يظهر له أفراد الجيش الأمريكي نفس الاحترام، وفقا لما نشرته مجلة أتلانتيك الأمريكية.
ووفقا للمجلة، قال ترامب خلال محادثة خاصة في البيت الأبيض عندما كان رئيسًا: "أنا بحاجة إلى نوع الجنرالات الذين كان لديهم هتلر، الأشخاص الذين كانوا مخلصين له تماما، ويتبعون الأوامر".
وفي 2021، نقل صحفي في "وول ستريت جورنال"، ضمن كتاب، عن ترامب قوله خلال زيارة رسمية إلى فرنسا في عام 2018، إن الزعيم النازي أدولف هتلر "فعل الكثير من الأمور الحسنة".
وذكر صاحب الكتاب أن ترامب قال هذه الجملة على هامش زيارة إلى أوروبا، بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
وفي كتاب عنوانه "بصراحة، لقد فزنا في هذه الانتخابات"، يؤكد الصحفي الأمريكي مايكل بيندر أن ترمب قال "هذا الكلام الإيجابي" عن هتلر، خلال "درس مرتجل في التاريخ" قدّمه لترمب يومها كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي.
وتسبب جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض خلال ولاية ترامب، في إثارة ضجة قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، وذلك بعد أن قال إن المرشح الجمهوري ينطبق عليه "التعريف العام للفاشي"، وعلّق على موقفه من أدولف هتلر.
وقال كيلي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "بالنظر إلى تعريف الفاشية: هي أيديولوجية وحركة استبدادية يمينية وقومية متطرفة تتميز بزعيم ديكتاتوري واستبداد مركزي وعسكرة وقمع قسري للمعارضة، والإيمان بتسلسل اجتماعي هرمي طبيعي".
وأضاف كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، وصاحب أطول فترة خدمة خلال رئاسة ترامب: "بالتأكيد، من خلال تجربتي، فإن هذه هي أنواع الأشياء التي يعتقد أنها ستعمل بشكل أفضل من حيث إدارة أمريكا".
كما أثار كيلي موقف ترامب تجاه هتلر، حيث قال: "لقد علّق أكثر من مرة، حيث قال كما تعلمون، إن هتلر قام ببعض الأشياء الجيدة أيضا"، مضيفا أنه يعتقد أن ترامب "يفتقر إلى" معرفة التاريخ".
وعلقت مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي لخوض انتخابات الرئاسة كامالا هاريس، على هذه التصريحات، وقالت، إن تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب التي نشرها جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، تكشف "من هو (الرئيس السابق) حقا"، ونوع القائد الأعلى الذي سيكون عليه، حسبما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس.
وجددت هاريس تحذيراتها الشديدة بشأن لياقة ترامب الذهنية ونواياه تجاه الرئاسة.