الورقي
بوتين يعلق على «قمة الرياض» بين الروس والأمريكان
عبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ارتياحه لنتائج جولة المفاوضات التي جرت بين الوفدين الروسي والأمريكي في الرياض.
وقال بوتين، أن الهدف الرئيس منها تمثل في إطلاق مسار استعادة الثقة بين موسكو وواشنطن، مشيرا إلى أنه اطَّلع من الوفد الروسي على تفاصيل المباحثات.
واشاد أيضًا بالوفد الأمريكي المفاوض، قائلا: إن «المفاوضات في الرياض شهدت حضور أشخاص من الولايات المتحدة كانوا منفتحين على العمل المشترك»، مؤكدا أنه أطلع على النتائج وقيمها، وأنه يقدرها تقديرا عاليا.
وتابع: «كما أخبرني المشاركون من طرفنا، كان هناك على الجانب الأمريكي أشخاص مختلفون تمامًا، منفتحون على عملية التفاوض دون أي تحيز، ودون أي تأثير لما جرى في الماضي، على أي حال، كانوا مهيئين ومنفتحين على العمل المشترك».
وأضاف، أن بلاده «اتخذت بالفعل الخطوة الأولى لاستئناف العمل مع الولايات المتحدة في مجموعة متنوعة من المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك ملف الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الهدف والموضوع الرئيس الذي تمت مناقشته في اجتماع الرياض هو استعادة الثقة».
وأوضح أن «أهم شيء هنا، في حل جميع القضايا الملحة للغاية، بما في ذلك التسوية الأوكرانية، هو أنه من دون زيادة مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، من المستحيل ببساطة حل الكثير من القضايا، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية.
وأضاف، أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على القضايا الاقتصادية وأسواق الطاقة والفضاء وغيرها من المجالات، مشيرًا إلى أن من أبرز النتائج التي تضمنتها مخرجات لقاء الرياض اتفاق روسيا والولايات المتحدة على استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بشكل طبيعي.
وفي الشأن الأوكراني، قال بوتين، إن بلاده «لم ترفض أبدًا التفاوض مع أوكرانيا والأوروبيين، بل هم الذين أوقفوا أو حظروا الاتصالات».
ولفت إلى أن واشنطن أعربت عن قناعة بأن المفاوضات حول التسوية في أوكرانيا ستجري بمشاركة الطرفين الروسي والأوكراني، موضحا: فيما يتعلق بعملية التفاوض، أبلغني الرئيس ترمب خلال محادثة هاتفية، وأستطيع أن أؤكد ذلك، أن الولايات المتحدة تفترض بطبيعة الحال أن عملية التفاوض ستجري بمشاركة روسيا وأوكرانيا، ولا أحد يستبعد أوكرانيا من هذه العملية.
وأكد بوتين، أن «الهستيريا» التي أصابت كييف بسبب غيابها عن طاولة المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة ليست في محلها.
وحول لقائه المرتقب مع ترمب، قال بوتين إنه سيكون سعيدًا بترتيب الاجتماع. لكنه أشار إلى أن «هذا يتطلب تحضيرًا جيدًا».
ولفت إلى أن «العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة اليوم أصبحت من النوع الذي لا يكفي فيه لقاء على فنجان من القهوة، وأنه من الضروري الاستعداد من أجل التوصل إلى قرارات مقبولة بشأن مختلف القضايا».
وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي، قد قال، أن الكرملين قرر استئناف الحوار في كل المجالات مع واشنطن.
وأكد بيسكوف خلال: "اتُخذ القرار بالمضي قدمًا في استئناف الحوار الروسي الأمريكي في كل المجالات".
وأضاف، أن مناقشة مسألة تبادل السجناء بين روسيا والولايات المتحدة موجودة على جدول أعمال البلدين، ولا يمكن استبعاد استمرار هذا التبادل.
وردًا على سؤال حول مناقشة موضوع تبادل السجناء المحتمل، قال بيسكوف: "تم اتخاذ قرار بالبدء في استئناف الحوار الروسي الأمريكي بجميع النواحي، وبالتأكيد، هذا الموضوع موجود على جدول أعمال علاقاتنا الثنائية، ولذلك لا يمكن استبعاده".
كما اعتبر بيسكوف أن واشنطن، خلال رئاسة جو بايدن، كانت المحرك والداعم الرئيسي للعمليات العسكرية في أوكرانيا ضد روسيا، قائلا: "كانت الولايات المتحدة، ولا تزال، المحرك الرئيسي الذي يحرك هذه العملية برمتها والذي تحمل حتى الآن العبء الأكبر من الدعم المالي لهذه الحرب"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتخذ نهجًا مختلفًا عن الإدارة الأمريكية السابقة.
وأضاف، إنه "يتفق تمامًا" مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع في أوكرانيا غداة انتقادات لاذعة متبادلة بين كييف وواشنطن.
وأوضح بيسكوف: "يتحدثون عن ضرورة إحلال السلام في أسرع وقت ممكن والقيام بذلك عبر التفاوض. وقد لاحظنا أيضًا أن هذا الموقف مواتٍ لنا أكثر من موقف الإدارة السابقة. ونحن نتفق كليا مع الإدارة الأمريكية" الحالية.
في سياق آخر، أعلن الناطق باسم الكرملين أن القوات الروسية تواصل عملياتها العسكرية وتراقب الوضع على الجبهة.
وتعليقًا على المنشورات المتعلقة بإعداد القوات الأوكرانية لهجوم واسع النطاق على مقاطعة بريانسك، أوضح بيسكوف أن جميع التفاصيل موجودة لدى وزارة الدفاع.
وقال بيسكوف: "جيشنا يواصل العملية العسكرية الخاصة، وهو يراقب الوضع على جميع الجبهات، وهنا ربما يكون من الأفضل طرح السؤال مباشرة حول تفاصيل العملية الخاصة إلى وزارة الدفاع".
تأتي هذه التصريحات، وسط تقارب دبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.
يذكر أن المحادثات بين الوفدين الأمريكي والروسي في الرياض قد الثلاثاء الماضي، حيث مثَّل الوفد الروسي في المحادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، والرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر، كيريل دميترييف، فيما مثَّل الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترمب، مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
