رئيس التحرير
خالد مهران

هاجم الخصخصة وشخصيات بارزة.. والد أحمد الشرع يتحدث لأول مرة

والد أحمد الشرع يتحدث
والد أحمد الشرع يتحدث

شهدت منصات التواصل السورية تفاعلا واسعا مع منشورات منسوبة لحسين الشرع والد الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، انتقد فيها بشدة التوجه نحو خصخصة القطاع العام، محذرًا من تبعاتها على الاقتصاد والسيادة الوطنية.

وكتب حسين الشرع في أحد مشوراته الرائجة "ما سمعته حول خصخصة شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي أود أن أقول بملء الفم هذا خطأ كبير، ذلك أن هذا القطاع العام أُقيم خلال عشرات السنين وهو ثروة قومية وملك للشعب. إذا كان هناك ترهل وفساد وخسائر فهذا لا يعود للبنى الأساسية، بل يرجع إلى الإدارات الجاهلة التي أدارتها بلا خبرة ولا اهتمام لأنها اعتبرتها ملكا لها تعمل فيه كما تشاء".

كما هاجم شخصيات معارضة بارزة، متهمًا إياها بنشر الأكاذيب والتقليل من شأن ما وصفه بـ "الإنجاز التاريخي" الذي أطاح بالنظام السابق.

الشرع قال إن "الحديث عن تخصيص شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي خطأ كبير، لأن هذا القطاع أقيم على مدار عقود، ويعد ثروة قومية وملكًا للشعب".

وأوضح أن مشكلات "الترهل والفساد والخسائر لا تعود إلى البنية الأساسية، بل إلى الإدارات التي أدارتها دون خبرة أو اهتمام".

وأضاف أن "الحل لا يكمن في بيع هذه الشركات، بل في إعادة تقييمها ومعرفة احتياجاتها من قبل خبراء فنيين وإداريين، والعمل على إصلاحها وتحديثها، وتقليل التكاليف والهدر، وتحسين جودة الإنتاج والتسويق".

الشرع حذّر من أن "القطاع العام حمل العبء الأكبر في مراحل عديدة، وهو قادر على المساهمة في التطوير الاقتصادي والاجتماعي". وأكد أن هذا القطاع "يضم آلاف العمال في مختلف التخصصات"، متسائلًا عن مصيرهم في حال بيعه.

في منشور آخر، شنّ الشرع هجومًا حادًا على شخصيات معارضة في الخارج، متهمًا إياها بـ "الكذب والتشهير دون حسيب أو رقيب".

وأشار بالاسم إلى كمال اللبواني، الذي وصفه بأنه "يهاجم من أسقطوا النظام في أحد عشر يومًا، ويتهمهم بأنهم جاءوا بدعم أمريكي وإسرائيلي"، واتهمه بأنه "زار إسرائيل سابقًا وعاد بخيبة أمل".

كما انتقد العميد أحمد رحال، قائلًا إنه "أمضى سنوات ينتقد المعارضة المسلحة، وعند تحقيقها الانتصار، بدأ يتحدث وكأنه القيم على الثورة".

وأضاف أن "من قادوا التغيير لديهم رؤية واضحة وخارطة طريق للوصول بسوريا إلى مستقبل جديد، دون وصاية من أحد".

الشرع وجّه أيضًا انتقادًا لنضال معلوف، مشيرًا إلى أنه "كان يقدم تحليلات جيدة، لكنه أصبح أكثر حدة بعد انتصار الثورة، لأنه لا يقبل القيادة الجديدة". ووصف موقفه بأنه "قائم على انطباعات شخصية، وليس على أسس موضوعية"، واتهمه بـ "توزيع اتهامات بلا دليل".

من هو حسين الشرع ؟

ولد حسين الشرع عام 1944 في منطقة الزوية في الجولان، وانجذب خلال دراسته الثانوية للزعيم المصري جمال عبد الناصر، وعرف كقومي ناصري، رفض الانضمام إلى حزب البعث السوري، وتظاهر ضد الانفصال عام 1963، قبل ان ينتقل إلى العراق، الذي كان تحت حكم عبد السلام عارف، حيث استكمل دراسته الثانوية وتخرج، بعد ذلك، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1969.

عاد إلى سوريا، وتمكن، بعد وصول حافظ الأسد إلى السلطة، من العمل في الشركة العامة للنفط وأصبح مديرا للشؤون الاقتصادية ومستشارا في وزارة النفط، وتابع دراسات عليا في مجال النفط، وألف كتابين عن اقتصاد النفط

انتقل في نهاية السبعينيات إلى السعودية للعمل كباحث اقتصادي في وزارة البترول السعودية، ونشر مقالات اقتصادية وسياسية في جريدة الرياض، وأنجب ابنه أحمد في السعودية عام 1982.

عاد إلى سوريا ليحتل منصب مستشار صناعة النفط لرئيس الحكومة، وأقام في حي المزة، حيث فتح شركة وساطة عقارية وسوبر ماركيت، بعد أن غادر منصبه الحكومي.

ومع انطلاق مظاهرات الربيع العربي في سوريا، وتصاعد الاشتباكات وأعمال العنف، غادر والدا أحمد الشرع دمشق إلى القاهرة، حيث يقيمان في مدينة أكتوبر حتى اليوم.

المؤكد هو أن الوالد حسين الشرع كان قوميا ناصريا منذ مرحلة الدراسة الثانوية، ولكنه رفض أن يكون بعثيا في سوريا، مما حرمه من خوض غمار السياسة في إطار انتخابات تشريعية، ويقال إنه من أنصار نظام حكم مدني ديمقراطي لا يميز بين فئات المواطنين المختلفة على أساس الدين أو العرق.

بينما خاض الابن مسارا إسلاميا جهاديا بالقرب أو في المنظمات الأكثر تطرفا، بدء من داعش ومرورا بالقاعدة، ولكنه يبدو اليوم بمظهر معتدل مع توجهات تشابه، إلى درجة كبيرة، مع التوجهات في تركيا أردوغان.