الإعلام الصيني يفتح النار على وكالة المعونة الأمريكية وتدخلاتها في الدول المختلفة

هاجم الإعلام الصيني الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وكالة المساعدات الخارجية الرئيسية للولايات المتحدة، ونشاطاتها في الدول المختلفة، معتبرا أن ما تقدمه من "مساعدات إنسانية" أو " إنمائية" يكون مصحوبا في الغالب بشروط سياسية مسبقة تتماشى مع القيم الأمريكية بغض النظر عن الاحتياجات الاساسية للدول المتلقية.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز في تقرير لها ان الوكالة تدعم "عملاء" الولايات المتحدة في البلدان الأخرى من خلال المساعدات لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها في المناطق المتلقية، مع تصدير القيم والأيديولوجيات الأمريكية.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الصينية بعنوان نفاق وحقائق المساعدات الخارجية للولايات المتحدة من السبعينيات إلى الثمانينيات، فان المساعدات الأمريكية للدول النامية تستند إلى اخضاع الدول المتلقية لتعديلات هيكلية وخصخصة لتحقيق الأهداف الاقتصادية.
وقال ان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية صاغت سياسة علنية في هذا الصدد، تطلب من البلدان المتلقية استخدام المعونة أساسا لتنمية المشاريع الخاصة وليس للاستثمار العام. ووفقا للتقرير، كان من الصعب دمج هذه المساعدات من جانب الولايات المتحدة مع الظروف المحلية، مما أثر على البيئة والتنمية الاقتصادية المستدامة للبلدان المتلقية وزاد من عبء ديونها.
وقالت الصحيفة إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية اظهرت سمات أكثر وضوحا للهيمنة والتدخل، حيث تركز بشكل أكبر على دعم "عملاء" الولايات المتحدة في البلدان الأخرى. وقالت ان البرامج التي تقدم حتى لدعم الطلاب هي لجعلهم "مدافعين عن المصالح الأمريكية" واصدار أحكام قيمية تستند إلى المصالح أو الأيديولوجيات الأمريكية والغربية فيما يتعلق بالصراعات، والانحياز إلى طرف ما.
حتى في مناطق النزاع أو المناطق التي تفتقر منذ فترة طويلة إلى التعليم والحماية الأساسية لحقوق الإنسان، فإنها تعطي الأولوية لدعم "القوى التقدمية الموالية للغرب" المحلية للاستيلاء على السلطة، حتى لو كان ذلك قد يؤدي إلى تفاقم أوضاع حقوق الإنسان.
وأشتر الإعلام الصيني إلى ان التسلل الأيديولوجي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى قوبل بانتقادات وإدانة علنية من قبل العديد من الدول.
ونقل التقرير عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي في 6 فبراير "ما تعلمناه عنها الآن يشير إلى أنها كانت وكالة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتغيير الأنظمة في العديد من البلدان".
وفي 9 فبراير، نظمت المعارضة مظاهرة ضد المناجم في السلفادور. ورد رئيس السلفادور نايب بوكيلي في وقت لاحق على الاحتجاج وقال "من الواضح أنه لا توجد معارضة دون أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".
وقال "معظم الحكومات لا تريد تدفق أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى بلدانهم لأنها تفهم أين ينتهي الكثير من هذه الأموال بالفعل. وفي حين يتم تسويقها على أنها دعم للتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن غالبية هذه الأموال يتم توجيهها إلى جماعات المعارضة والمنظمات غير الحكومية ذات الأجندات السياسية والحركات المزعزعة للاستقرار".
ونقل التقرير عن لو شيانغ، الخبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية قوله "تهدف العديد من مشاريع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى تنمية ما يسمى ب "القوى المدنية" أو "قادة الرأي"، ومن خلال متلقي المساعدات هؤلاء، فإنها تعزز عدم الرضا والانقسام في المجتمعات المحلية، دون إجراء تحسينات حقيقية في الظروف المحلية".
وانتقد التقرير ما سماه باستغلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المستمر لمواردها ونفوذها للتدخل في الشؤون الداخلية للصين، وتقويض الاستقرار في بعض المناطق في البلاد، وتشويه صورة الصين، والتحريض على العداء تجاه الصين في المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقدم دعما طويل الأمد للمنظمات الانفصالية المناهضة للصين على مستوى العالم، وتشارك باستمرار في الشؤون الداخلية للصين فيما يتعلق بمناطق مثل شينجيانغ والتبت وهونغ كونغ وجزيرة تايوان حتى مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق.
وأظهرت بيانات من مجلس العلاقات الخارجية والحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة صرفت ما يقرب من 72 مليار دولار من المساعدات الخارجية في جميع أنحاء العالم في السنة المالية 2023، تم توزيع ما يقرب من 61 في المائة منها من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من التمويل الكبير للوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد لا يصل فعليا إلى المحتاجين.
وذكر تقرير صادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في يناير يلخص عام 2024 أن حوالي 12.1 في المائة من إجمالي تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يذهب مباشرة إلى المنظمات المحلية في البلدان الأجنبية، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشركاء الحكوميين.
وبحسب ما ورد تم إنفاق المزيد من نفقاتها في الولايات المتحدة. كما تبين أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت متورطة إلى حد كبير في العديد من حملات التضليل التي تستهدف "منافسي" الولايات المتحدة، وحولت أموالا كبيرة، كان من الممكن استخدامها لتطوير الاقتصادات وتحسين الحياة في المناطق المحتاجة