رئيس التحرير
خالد مهران

سبحان مغير الأحوال..تحالف أمريكي روسي ضد أوكرانيا وأوروبا في مجلس الأمن!

سبحان مغير الأحوال..تحالف
سبحان مغير الأحوال..تحالف أمريكي روسي ضد أوكرانيا وأوروبا

علقت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة على القرار الأمريكي، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي اليوم، حول النزاع في أوكرانيا.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في كلمته بعد التصويت على القرار، إن "النص الذي تم اعتماده الآن ليس مثاليا، ولكنه في جوهره أول محاولة لتبني مادة بناءة وموجهة نحو المستقبل من جانب المجلس، يتحدث عن الطريق إلى السلام، ولا يؤجج نيران النزاع. نزاع له أصل معقد للغاية ولا ينحصر في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، كما تحاول أوكرانيا نفسها وحلفاؤها الأوروبيون فرضه علينا".

وأضاف بالقول: "نحن نرى أن النص المعتمد بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية سلميا".

ودعا أيضا إلى عدم السماح لرأس نظام كييف "المنتهية صلاحيته وعملائه" بتعطيل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا لتسوية الأزمة الأوكرانية.

وأشار إلى أن أوروبا هي حاليا اللاعب الوحيد على الساحة الدولية الذي يريد استمرار النزاع، ويفعل كل ما في وسعه لمقاومة تسويته.

ووافق مجلس الأمن الدولي في وقت سابق على مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة يدعو لنهاية سريعة للنزاع وتحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا. حيث صوتت 10 دول لصالح القرار، بما في ذلك روسيا والصين والولايات المتحدة، بينما امتنعت 5 دول عن التصويت. ولم يصوت أي عضو ضد القرار.

يدعو النص إلى "إنهاء النزاع في أقرب وقت ممكن، ويدعو إلى سلام دائم" بين كييف وموسكو، من دون الإشارة إلى وحدة الأراضي الأوكرانية، التي كانت تعدّ حجر الزاوية في القرارات السابقة للجمعية العامة والتي كانت الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن من أشدّ المدافعين عنها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد قال في مقابلة تلفزيونية، أمس الاثنين، إن الأوروبيين يمكن أن يشاركوا في المفاوضاتِ الروسية - الأمريكية الهادفة إلى إنهاء الأزمة في أوكرانيا، ملقيا باللوم على أوروبا لرفضها التواصل مع موسكو بهذا الشأن.

وأضاف بوتين بالقول إن "مشاركة الأوروبيين في عملية التفاوض مطلوبة. بالطبع. لم نرفض أبدًا المفاوضات معهم.. كنا نجري مناقشات مستمرة معهم. فقط في مرحلة ما، وتحت ذرائع مختلقة تهدف إلى إلحاق الهزيمة بروسيا في ساحة المعركة. هم من رفض التواصل معنا. إذا أرادوا العودة إلى المفاوضات، فليكن ذلك..".

وقال بوتين إن ترامب يتصرف بعقلانية في التعامل مع الوضع الحالي لا العاطفة، وأن موقفه يصب في مصلحة أوكرانيا لا في مصلحة موسكو، مؤكدا أيضا أنه لم يبحث حل الصراع في أوكرانيا بالتفصيل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار الرئيس الروسي، إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دفع نفسه إلى طريق مسدود برفضه التفاوض مع الجانب الروسي.

بدوره، اقترح الرئيسُ الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلالَ قمةِ دعمِ أوكرانيا التي تُعقد في كييف بمشاركةِ زعماءِ الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة، تبادلًا كاملًا لجميعِ أسرى الحربِ مع روسيا ضمن خطوات إنهاءِ الصراع.

وقال زيلينسكي: "نحن بحاجةٍ إلى وضع ٍيتمُ فيه الحديثُ عن نهايةِ الحرب. إلى وضع حقيقي. والآن قد تكونُ هذه الخطوة لإطلاق سراح السجناء. الآلاف. بالضبط الآلافُ من الأشخاص المحتجزين في روسيا. وبعضُهم محتجزٌ ليس فقط منذُ عام 2022، بل قبلَ ذلك بكثير، منذُ عام 2014. يجبُ على روسيا إطلاقُ سراح الأوكرانيين. أوكرانيا مستعدةٌ لتبادل الجميع بالجميع، وهذا خيارٌ عادل".

زيلينسكي قال: "إذا كان الأمر يتعلق بالسلام في أوكرانيا وتريدون حقًا أن أترك منصبي فأنا مستعد للقيام بذلك، يمكنني مقايضته بعضوية حلف شمال الأطلسي".

وأكد الرئيس الأوكراني، أن عدم انضمام بلاده للناتو، يعني إمكانية إنشاء حلف خاص على أراضي أوكرانيا، الأمر الذي قد يزيد من حدة الحرب إن استمرت.

وأضاف: "إذا لم تنضم أوكرانيا إلى الناتو، فسيتعين علينا إنشاء حلف شمال الأطلسي على أراضي أوكرانيا، ما يعني الحفاظ على جيش قوي بما يكفي لصد العدوان".

وتطالب روسيا بالاعتراف بتغيير الحدود، وهو شرط ينطوي على ضم لوغانسك ودونيتسك والقرم، وترفض أن تُستخدم كورسك كورقة مساومة، وهي مُصرَّة على أن انسحابها من الإقليم لن يكون جزءًا من أي محادثات مستقبلية.

كما تتمسك موسكو بعدم انضمام كييف إلى حلف الناتو، وتُحاول روسيا الاستفادة من أي تسوية ممكنة من خلال تخفيف العقوبات.

كما تطالب روسيا بضمانات أمريكية طويلة الأمد لإنهاء الحرب المستمرة مع أوكرانيا لثلاثة أعوام. 

أما زيلنسكي فقد أبدى قبولا لفكرة التنحي من منصبه كرئيس، مقابل انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذي يلقى معارضة بعض الدول على رأسها الولايات المتحدة.

أما الضمانات الأمريكية التي تطالب بها روسيا، فقد لا ترضي جميع الأطراف، ويمكن أن ترى فيها كييف وحلفاءها انحيازا لصالح موسكو.

كما أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو فيواجه معارضة بعض الدول، كالولايات المتحدة وألمانيا والمجر.

وفيما يخص صفقة المعادن النادرة المحتملة بين أمريكا وأوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي ترامب إنه قد يلتقي زيلينيسكي "هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل" لتوقيع الصفقة.

وأضاف ترامب: "قد ألتقي قريبا بالرئيس زيلينسكي، حيث من المحتمل أن يتم اللقاء في السعودية هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل. سنبحث خلال الاجتماع عن التفاصيل المتعلقة بالاتفاق الذي أصبحنا على مسافة قريبة جدا من التوصل إليه. ومع ذلك، هناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل تحديد ما يجب فعله".

في المقابل، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استكشافا مشتركا لموارد المعادن الأرضية النادرة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية.

وكان قادة الاتحاد الأوروبي، قد اجتمعوا أمس الاثنين في كييف لتأكيد دعمهم لها، وذلك تزامنًا مع الذكرى الثالثة للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر شبكات التواصل الاجتماعي "نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا"، مرفقة منشورها بمقطع فيديو تظهر فيه تصل في قطار إلى كييف برفقة رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.

كما دعت إلى دعم أقوى لأوكرانيا ووعدت بمبادرات جديدة. وقالت قبيل ساعات من اجتماعها المقرر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين في كييف: "أوكرانيا الحرة وذات السيادة هي في مصلحة العالم بأسره". وتابعت "يجب أن نسرع من الإرسال الفوري للأسلحة إلى أوكرانيا".

وأضافت: "يجب أن نسرع في تسليم الأسلحة والذخيرة بشكل عاجل"، مشيرة إلى أنها ستطرح قريبا خطة شاملة لزيادة إنتاج الأسلحة وقدرات الدفاع في الاتحاد الأوروبي - وهو ما ستستفيد منه أوكرانيا أيضا.

فيما أعلنت فون دير لاين عن تدابير إضافية لزيادة أمن الطاقة في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وقالت إن الهدف هو دمج أسواق الكهرباء في أوكرانيا ومولدوفا بالكامل في شبكة الكهرباء الأوروبية بحلول نهاية العام المقبل.

من جانبه حيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ثلاث سنوات من "المقاومة" و"البطولة" في الذكرى الثالثة للحرب.

كما كتب على مواقع التواصل الاجتماعي "ثلاث سنوات من المقاومة. ثلاث سنوات من عرفان الجميل. ثلاث سنوات من البطولة المطلقة أظهرها الأوكرانيون"، شاكرا "كل الذين يدافعون (عن أوكرانيا) ويدعمونها".

يأتي ذلك فيما تشهد العلاقات الأوكرانية الأمريكية توترا متزايدا، بسبب تصميم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على 50% من المعادن النادرة من أوكرانيا لتعويض ما قدمته واشنطن لأوكرانيا من دعم عسكري ومالي خلال فترة حكم الرئيس السابق جو بايدن.

كما يصر الرئيس الأمريكي على عدم مشاركة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في أي مفاوضات مع روسيا، وسط تقارب بين واشنطن وموسكو.

وفي مواجهة شراسة الانتقادات الصادرة عن البيت الأبيض، تلقّى زيلينسكي دعم الاتحاد الأوروبي والكثير من القادة الأوروبيين.