بعد التقارب الأخير.. أول خلاف بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا

أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص نشر قوات أوروبية في أوكرانيا غير مقبولة.
أول خلاف بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن انتقد بشكل متكرر وجود قوات غربية على حدود روسيا، وقال في وقت سابق إن القوات الأوروبية أو الأمريكية في أوكرانيا ستكون قضية أمنية رئيسية لموسكو.
وكان ترامب قد صرح، بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سوف يقبل بوجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، في إطار صفقة محتملة لإنهاء الحرب الدائرة هناك.
وقال ترامب، للصحفيين في بداية اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، في الذكرى السنوية الثالثة لهجوم روسيا العسكري على أوكرانيا: "نعم سيقبلها (قوات حفظ سلام أوروبية). لقد سألته هذا السؤال. انظر، إذا أبرمنا هذه الصفقة، إنه لا يتطلع لشن حرب عالمية".
وأكد أنه لا يرى مشكلة في إرسال قوات أوروبية إلى هناك لحفظ السلام، لافتا إلى أنه لو كان رئيسا لما وقعت هذه الحرب، وفق تعبيره. كما أعلن سيد البيت الأبيض، أنه سيذهب إلى روسيا، كما سيأتي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى أمريكا.
وأوضح أيضًا أنه سيجتمع مع زيلينسكي هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وتوقع أن تتم التسوية بين أوروبا وأوكرانيا من جهة وروسيا من جهة أخرى، على أن تساعد بلاده أوكرانيا بطريقة لم تعمل بها أي إدارة من قبل.
وتابع أنه سوف يكون هناك اتفاق تشارك فيه الدول الأوروبية، مشددا على أن أمريكا ستعمل على استعادة الأموال الطائلة التي أنفقتها على أوكرانيا.
وقال الكرملين اليوم الثلاثاء إنه يرى فرصا للتعاون مع الولايات المتحدة في ما يتعلق باحتياطات روسيا الكبيرة من المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية مساء الاثنين "نحن مستعدّون لجذب شركاء أجانب إلى أراضينا الجديدة التي أعيدت إلى روسيا. هناك بعض التحفّظات. نحن مستعدّون للعمل مع شركائنا، بمن فيهم الأمريكيون، في المناطق الجديدة".
وأضاف خلال المقابلة بعد استدعاء حكومته لاجتماع بشأن موارد البلاد من المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية، أنّ روسيا رائدة في العالم من حيث الاحتياطات، وتملك احتياطات أكبر بكثير من تلك الموجودة في أوكرانيا ويجب أن تستغلها أكثر. وأضاف "سنعمل بكل سرور مع أيّ شركاء أجانب وبينهم الأمريكيون".
وفي وقت سابق، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر شبكات التواصل الاجتماعي "نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا"، مرفقة منشورها بمقطع فيديو تظهر فيه تصل في قطار إلى كييف برفقة رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
كما دعت إلى دعم أقوى لأوكرانيا ووعدت بمبادرات جديدة. وقالت قبيل ساعات من اجتماعها المقرر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين في كييف: "أوكرانيا الحرة وذات السيادة هي في مصلحة العالم بأسره". وتابعت "يجب أن نسرع من الإرسال الفوري للأسلحة إلى أوكرانيا".
وأضافت: "يجب أن نسرع في تسليم الأسلحة والذخيرة بشكل عاجل"، مشيرة إلى أنها ستطرح قريبا خطة شاملة لزيادة إنتاج الأسلحة وقدرات الدفاع في الاتحاد الأوروبي - وهو ما ستستفيد منه أوكرانيا أيضا.
فيما أعلنت فون دير لاين عن تدابير إضافية لزيادة أمن الطاقة في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وقالت إن الهدف هو دمج أسواق الكهرباء في أوكرانيا ومولدوفا بالكامل في شبكة الكهرباء الأوروبية بحلول نهاية العام المقبل.
من جانبه حيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ثلاث سنوات من "المقاومة" و"البطولة" في الذكرى الثالثة للحرب.
كما كتب على مواقع التواصل الاجتماعي "ثلاث سنوات من المقاومة. ثلاث سنوات من عرفان الجميل. ثلاث سنوات من البطولة المطلقة أظهرها الأوكرانيون"، شاكرا "كل الذين يدافعون (عن أوكرانيا) ويدعمونها".
يأتي ذلك فيما تشهد العلاقات الأوكرانية الأمريكية توترا متزايدا، بسبب تصميم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على 50% من المعادن النادرة من أوكرانيا لتعويض ما قدمته واشنطن لأوكرانيا من دعم عسكري ومالي خلال فترة حكم الرئيس السابق جو بايدن.
كما يصر الرئيس الأمريكي على عدم مشاركة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في أي مفاوضات مع روسيا، وسط تقارب بين واشنطن وموسكو.
وفي مواجهة شراسة الانتقادات الصادرة عن البيت الأبيض، تلقّى زيلينسكي دعم الاتحاد الأوروبي والكثير من القادة الأوروبيين.