رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: الحفار العالمي.. والمال السايب لآثار مصر

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة

أين وزير السياحة والآثار؟ آين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار؟ أين رئيس قطاع الاثار المصرية؟

أين اللجنة الدائمة للآثار المصرية؟ أين مدير اثار الأقصر؟ أين نواب مجلس النواب؟ أين الإعلام المصري النزيه؟

أين أساتذة الآثار وأهل التخصص؟ هل ماحدث من العالمي احسن حفار في مصر والعالم؟ عقب إكتشاف المدينة الذهبية المفقودة بالأقصر، يعكس خبرة 50 عاما في الحفائر والتنقيبات الأثرية علي حد قوله، ولا هو شو وتريند ومال سايب، فالآثار من الأموال العامة للدولة طبقا للمادة السادسة من القانون، فهل يجوز التصرف فيها بمعزل عن القانون والعلم والعرف والمخالفة لكل ذلك؟، ولا أدري لماذا السكوت والصمت عن ذلك وغيره.

ولله در القائل

إن كانت الرجال قد عدمت عندكم، فأعلمونا حتي نسير إليكم رجلا

 

لقد فوجئنا بهذه الفيديوهات وتلك الصور في داخل الموقع الأثري المكتشف،والتي نشرت علي موقع الفجر وبعضها علي صفحة الكاتب الصحفي محمد طاهر والذي طالب في نهاية تعليقه من العالم الكبير ذو القدر توضيح مايحدث ؟

بل وصل الأمر به إلي قوله ( وأشك فيه أي بالفيديو ؟ وقوله وهل الفيديو مفبرك أم لا)

حملة الدفاع عن الحضارة المصرية

 

وأضاف صاحب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، فقال "وصلت الحملة فيديوهات لأثري كبير قوي بالطبع لن ننشرها لأنها إساءة من الكبير لبلدنا العظيمة مصر ونرفق صورة لما قاله".

غير أن ما يعنينا في هذا المقام هو كيف يتصرف صاحب هذا الاكتشاف ورئيس البعثة،مثل هذا التصرف العلني ؟ وذلك التعامل الفاضح غير المسبوق؟ ولماذا؟ وهل لهذا السلوك غير العلمي علاقة بعلم وفن الحفائر الأثرية والقواعد والإجراءات المعنية بالحفاظ علي المعثورات الأثرية بالموقع.

ثم ماهي علاقة ذلك بقواعد عمل البعثات بقانون حماية الاثار الباب الثالث المواد (109-141)

والحق فإنه من منطلق الخبرة العلمية النظرية والتطبيقية والأمانة العلمية نقول إن ماحدث لايمت بصلة لهذه أوتلك فإن مانشاهده إنما يمثل العشوائية والاستهزاء والاستهتار في التعامل مع المعثورات واللقي الأثرية بالموقع من جهة وعدم تقدير قيمة هذه الاثار وأهمية الحفاظ عليها في الموقع اولًا قبل نقلها إلى المخازن؟؟

فهل يعقل أن نشاهد اللقي مبعثرة ومنتشرة هنا وهناك وبعضها ظاهر وبعضها مختبئ وبالتالي فإن وضع الأقدام والتحرك العشوائي غير المدروس قد يؤدي إلى تهشمها وفقدان بعض أجزائها كما حدث من كسر حافة القدر الفخاري؟؟؟

ثم كيف يتم تناول المعثورات واللقي الأثرية دون أعمال الحماية المتعارف عليها ولبس الجوانتي الطبي وكأنها مباراة رياضية (شقطني وأشقطك) فإن حمل القطع المكتشفة بهذه الطريقة الهزلية الاستهزائية قد تؤدي إلى تدميرها في اي لحظة وهذا من التلفيات المحتملة ولكن التلفيات الأكيدة هي بصمات اليد وما تحمله من مواد دهنية والتي تعد مع وجود درجات الحرارة والرطوبة المتباينة بالموقع سببا لبداية نمو الفطريات والميكروبيولوجي وبالتالي حدوث التلف.

وكذلك كيف يقوم صاحب الاكتشاف بتلبيس الضيفة أو المذيعة اللقي الذهبية الثمينة في يدها وأصابعها بهذه الطريقة المخالفة لكل العلوم والقوانين والمواثيق والأعراف العلمية والاثرية؟؟ (يا دلع دلع)

فإن هذه القطع أثناء كشفها يحدث لها عادة وجود بللورات الأملاح الدقيقة غير المرئية وهي والأملاح مادة هيجرسكوبية شديدة امتصاص الماء مع وجود عرق الجسم البشري المحمل بالرطوبة والأملاح وبالتالي فإن الملامسة المباشرة تساعد علي زيادة حجم الأملاح في المادة الأثريةو وجود شروخ وتنميلات غير مرئية ومع استمرارها تؤدي إلى كسور بجانب الدهون التي تسبب تكون التلف الميكرو بيولوجي.

وعلي ضوء ذلك،كيف تسكت وتصمت الجهات المعنية؟وأين الجهات الرقابية؟والي متي يستمر هذا العبث والإهمال والاستهتار والاستهزاء بل والاستخفاف بأثارنا وقوتنا الناعمة؟،فماذا ننتظر؟

إذا لم توضع نهاية قوية مناسبة لهذا المشهد بل وللعديد من المشاهد الاخري، فعلي الدنيا والآثار السلام،ولله در القائل

إن النظر أقدر من السمع في أن يبعث علي الإيمان والاعتقاد

أناس فوق القانون

 

فإن هذه الفيديوات وتلك الصور هي دليل مادي أثري يقيني لايكذب ولايتجمل يدل علي أن هناك أناس فوق القانون يتصرفون كيفما شاءوا وارادوا فهم خارج المحاسبة،ويدل ايضا علي وجود اختراق وخلل ما في المنظومة الأثرية لا بد من معالجته فورا وعلي وجه السرعة حتي لايحدث مالا يحمد عقباه.

لا سيما وأن المتحف آلكبير علي وشك الافتتاح بعد أربعة اشهر قادمة وتحديدا في 3يوليو2025م،ومن جهة اخري فإنه من غير المقبول والمنطقي والمعقول أن نرسخ لمبدأ الفردية والأحاديّة والانفرادية في علم الآثار المصرية بمختلف تنوعاتها ومراحلها الحضارية الكبري كما نص علي ذلك الدستور والقانون،ومصر لم تكن في يوم من الأيام عقيمة بل ولادة دائما وأبدا واسألوا التاريخ والتجربة التاريخية، والجامعات المصرية زاخرة ومكتظة بالمهارات والكفاءات من الخبراء والعلماء والباحثين،ولو اتيحت لهم الفرصة مثلما اتيحت لغيرهم لأصبح علم الاثار المصرية في شأن أخر بل وفي حالة أخري،وهذا لايقلل من إسهامات وانجازات اي جيل من الأجيال السابقة والحالية سواء منهم من قضي نحبه ( الله يرحمهم اجمعين) ومنهم من ينتظر (الله يمتعهم بالصحة والعافية ويبارك في أعمارهم اجمعين) فلهم كل الشكر والتقدير ولكن تلك الأيام نداولها بين الناس فسنة التداول،لأبد أن  تبقي وتستمر لتتحقق آية الله في خلقه.