صحيفة ألمانية تؤكد: السعودية باتت وسيط مهم في الأزمات العالمية

أشاد موقع دويتش فيله الألماني إلى أن لقاء الرئيس الأوكراني، بولي عهد السعودية لمناقشة الحرب الروسية في أوكرانيا. يأتي هذا قبل اجتماع يُعقد يوم الثلاثاء بين فريقين أوكراني وأمريكي، من المقرر أن يتفاوضا على إنهاء محتمل للحرب العدوانية الروسية، بالإضافة إلى اتفاقية أمنية تشمل وصول الولايات المتحدة إلى رواسب المعادن الثمينة في أوكرانيا.
ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مندوبون أوكرانيون وأمريكيون وجهًا لوجه بعد الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس زيلينسكي، في البيت الأبيض أواخر فبراير.
واتفاق البلدين على الاجتماع في السعودية، يُبرز المكانة المحورية الناشئة للمملكة الغنية بالنفط في الشرق الأوسط، حيث رسّخت السعودية مكانتها كمنصة للحوار خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية".
وسيط محايد
وبهذا، يبدو أن السعودية تسعى إلى الحفاظ على موقف الحياد، للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف المتورطة في النزاعات التي تسعى للتوسط فيها.
وأدى حياد السعودية إلى دورها الحالي كوسيط، حيث امتنعت المملكة عن الانضمام إلى انتقادات الغرب وعقوباته ضد روسيا، بينما كانت على اتصال منتظم بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقدمت مساعدات إنسانية ومساعدات طبية بملايين الدولارات لأوكرانيا.
في عام ٢٠٢٤، ساهمت الرياض في تسهيل عملية تبادل أسرى تاريخية بين روسيا والولايات المتحدة. وفي منتصف فبراير، استضافت محادثات أمريكية روسية، التقى فيها كبار المسؤولين من واشنطن وموسكو لمناقشة تطبيع العلاقات بين البلدين وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويبدو أيضًا أن الرياض ستستضيف اجتماعًا وجهًا لوجه بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الأول منذ تولي الرئيس الجمهوري منصبه في وقت سابق من هذا العام.
بالإضافة إلى تسهيل المحادثات بشأن إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، أصبحت الرياض أيضًا ملتقىً لمؤتمرات قمة جامعة الدول العربية لمناقشة الصراع في السودان ومستقبل الفلسطينيين في غزة.
وبذلك تُوفر السعودية دور الوساطة بين الولايات المتحدة وروسيا، وبين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وقد أصبحت لاعبًا أساسيًا في الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بالفلسطينيين وسوريا ولبنان، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، تمر جميع المفاوضات في المنطقة عبر الرياض.
المصالح السعودية
يُمثل هذا التحول نحو ترسيخ مكانة المملكة كمركز اتصال محايد وموثوق به تحولًا عن عزلة المملكة الدولية، التي بلغت أدنى مستوياتها في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست عام 2018. ويشير المراقبون إلى أنه بدلًا من الدفاع عن السياسات المحلية، فإن المكانة الدولية الجديدة للبلاد تُمكّن ولي العهد السعودي من استغلال نفوذه في صراعات أخرى.
وستستغل المملكة العربية السعودية بالتأكيد فرصة التوسط مع أوكرانيا لتقديم نفسها كشريك موثوق، إذ إنها تريد تنازلات من ترامب، لا سيما فيما يتعلق بغزة ودولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل.