رئيس التحرير
خالد مهران

دراسة حديثة: قلة النوم تؤدي إلى الإيمان بنظريات المؤامرة

قلة النوم
قلة النوم

تشير أبحاث جديدة إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم باستمرار قد يزيد من خطر تصديق نظريات المؤامرة.

ووفقًا لباحثين فإن أولئك الذين عانوا من النوم المضطرب لمدة شهر كانوا أكثر عرضة لتأييد معتقدات بعيدة المنال وغير مُثبتة، بما في ذلك أن الأرض مسطحة وأن هجمات 11 سبتمبر كانت من تخطيط الحكومة الأمريكية.

ولطالما أشارت الأبحاث حول دوافع نظريات المؤامرة إلى أن سمات الشخصية قد تكون مسؤولة، حيث يكون أولئك الذين يعانون من انعدام الأمن، والارتياب، والاندفاع أكثر ميلًا لقبولها.

ومع ذلك، أشارت الدراسة الجديدة إلى أن قلة النوم قد تُسبب مثل هذه التغيرات في الشخصية.

وأكد الخبراء اليوم، الذين وصفوا النتائج بأهمية، أن الاهتمام بجودة النوم قد يُمكّننا من "تقييم المعلومات بشكل نقدي ومقاومة الروايات المضللة" بشكل أفضل.

مخاطر قلة النوم

لقد ثبت أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والبارانويا، وهي عوامل تُسهم أيضًا في تكوين معتقدات المؤامرة.

ويشير بحثنا إلى أن تحسين جودة النوم قد يكون بمثابة عامل حماية من انتشار التفكير التآمري.

ونظريات المؤامرة هي تفسيرات بديلة للأحداث الكبرى ترفض الرواية المقبولة لصالح مؤامرات أكثر خيالية.

على سبيل المثال، لأن سطح الأرض يبدو مسطحًا، فإن من يُطلق عليهم "أصحاب الأرض المسطحة" ينكرون جميع الأدلة التي تُثبت عكس ذلك.

في هذه الأثناء، وبعد أن أجّلت ناسا مهمتها القادمة إلى القمر، سارع منكرو هبوط الإنسان على القمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي للادعاء بأن وكالة الفضاء لا تستطيع العودة إلى القمر لأنها لم تذهب إليه أصلًا.

تتضمن النظريات الشائعة الأخرى أن التطعيمات وسيلة لزرع شريحة في أجسام الناس.

وتعرض البعض لرواية مؤامرة تشير إلى تستر متعمد، بينما قرأ آخرون رواية واقعية تعزو الحريق إلى حادث.

وفي مقال نُشر في مجلة علم النفس الصحي، قال الباحثون إن أولئك الذين يعانون من ضعف جودة النوم كانوا أكثر عرضة "بشكل ملحوظ" لتصديق الرواية التآمرية للأحداث.

وسُئلوا عن حالتهم العاطفية في تلك اللحظة، مع خيارات تشمل "الغضب"، و"الجنون"، و"الغضب العارم"، و"الخوف"، و"التوتر".

كما تم تقييم احتمالية إصابتهم بالاكتئاب في استبيان، بالإضافة إلى مدى شعورهم بالارتياب خلال الشهر الماضي.

ثم سُئلوا عن أفكارهم بشأن نظريات مؤامرة معروفة، بما في ذلك تغير المناخ وهجوم 11 سبتمبر الإرهابي.

ووجد العلماء أن تأثير الاكتئاب على كل من جودة النوم واحتمالية الإصابة بـ "عقلية المؤامرة" كان "كبيرًا"، وأضافوا أن الغضب والارتياب لعبا دورًا أيضًا.

يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه دراسة منفصلة، ​​شملت ما يقرب من 400 شخص ونُشرت عام 2023، إلى أن من يعانون من الأرق كانوا أكثر عرضة للشعور بفقدان السيطرة على عواطفهم.