الدكتور محمد حمزة يكتب: حكايات المحروسة

غدًا الأحد 16مارس2025م تقام.ندوة بقصر الأمير طاز حول حكايات المحروسة،ياريت ضيوف الندوة يتكلموا عن آخطر حكايات المحروسة في التاريخ الحديث والمعاصر، ويلمسوا عن قرب ما حدث للمحروسة في جبانتها الرئيسة المعروفة بالقرافة بمحور صلاح سالم من كوبري الفردوس (جيهان السادات) إلي متحف الحضارة مرورا بالاباجية وبعرب أل يسار والسيوطي والتونسي والسيدة عائشة والسيدة نفيسة والإمام الشافعي والليث بن سعد،والحكاوي في هذا الموضوع كثيرة كثيرة ولأزم قطاع الآثار الإسلامية يوثقها ويسجلها وكذلك جهاز التنسيق الحضاري،وأخطر مافي الحكاوي مايتعلق بمقعد الأمير ماماي السيفي 901هجرية/1495-1496م،المتبقي من قصره اللي كان معروف ببيت القاضي في العصر العثماني ولذلك اشتهرت المنطقة والشارع بهذا الاسم وماتزال تعرف بها وبعد أن تم فتح هذا الشارع في عهد الخديو إسماعيل في أواخر القرن التاسع عشر أتصل هذا الشارع بشارع المعز لدين الله أمام مجموعة السلطان المنصور قلاوون، فالقطاع واللجنة الدائمة والمجلس الأعلي للآثار والوزارة قاموا بالموافقة علي تأجيره كمطعم والصور المرفقة خير شاهد علي ذلك، واحنا نطالب كل المسؤولين لماذا يحدث هذا في هذا الأثر الفريد الذي يضم أجمل وأبدع وأروع مقعد باق في العمارة الإسلامية عامة والعمارة المصرية الإسلامية خاصة؟ وماهو مصير ذلك الأثر بعد خمس سنوات من الآن؟وهل قوتنا الناعمة تصبح مجرد مكان لتناول الطعام من أجل حفنة من الأموال؟
الترويج السياحي
وما علاقة ذلك بالترويج السياحي ؟ولماذا لم يتم التفكير خارج ملء البطون وخارج. الصندوق إلي تحويل هذا المعلم الأثري النادر إلي متحف للقضاء المصري 15الإسلامي،يعكس نشأة القضاء ومراحل تطوره
ألا تعلمون أنه كان يوجد في العصر العثماني بالقاهرة وحدها 15محكمة منها بباطن القاهرة أي. داخل أسوارها وبواباتها في شارع المعز وشارع بيت القاضي محكمة الباب العالي ( المحكمة الكبري )ومحكمة القسمة العربية في دار الحديث الكاملية ومحكمة الصالحية النجمية ومحكمة الجامع الحاكمي وفي ظاهر القاهرة أي خارج الأسوار والبوابات محكمة القسمة العسكرية ومحكمة جامع الصالح طلائع ومحكمةالجامع الطولوني ومحكمة مصر القديمة ومحكمة البرمشيةومحكمة باب الشعرية ومحكمة الزاهد ومحكمة باب سعادة والخرق ومحكمة بولاق ومحكمة قوصون ومحكمة قناطر السباع، وبكل محكمة عدد من السجلات بين القلة والكثرة فأقلها15سجلا وأكثرها559سجلا تغطي أربعة قرون من القرن16م إلى القرن19م وهذه السجلات محفوظة بدفتر خانة الشهر العقاري بالإسعاف بالقاهرة.
تصوروا هذا المشروع الجديد والمبتكر لو تم تنفيذه ماذا سيكون العائد من ورائه من شتي النواحي؟
سواء من حيث إعادة تأهيل الأثر وتحويله لمتحف نوعي متخصص جديد من نوعه في مصر وسوف يحفظ علي الأثر وأصالته،أو من حيث الترويج السياحي وزيادة عدد الليالي السياحية وبالتالي زيادة الدخل القومي،نحن بحاجة إلى اعادة هيكلة البشر ممن يجلسون علي مقاعدهم ولايفكرون إلا في مستوي نظرهم فحسب، حتي عندما تعقد ندوات تكون مجرد تحصيل حاصل وليست موضوعات جوهرية خارج الصندوق تناقش قضايا العمل الأثري والتراثي وما يواجهها من عقبات وعراقيل وأزمات وطرح حلول جديدة مبتكرة وما أكثرها لدي ارباب العقول؟؟؟ وليس لدي ممن يركزون علي الظهور في موائد السحور ويرتبون أو يرتب في حضرتهم عمليات التشهير من خلال اللجان الإلكترونية لكل من يخالفهم الرأي العلمي ويقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر
أيها السادة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلي والقطاع واللجنة الدائمة أفيقوا وإنتبهوا،الآثار لم تنشأ ليأتي عليها اليوم الذي تصبح فيه قاعة أفراح أو إقامة حفلات أو مطعم لملء البطون،الآثار والتراث علم وفن وذاكرة وطنية وترسيخ للهوية وقوة ناعمة وسياحة ثقافية رشيدة للعقول وليس للبطون.
فإذا لم تستطيعوا أن تخرجوا من هذا النفق الاستثماري الذي بدأتم تدخلون فيه في المواقع والمعالم الأثرية والتراثية وفق رؤي جديدة وافكار مناسبة غير تقليدية لتحافظوا عليها وتسلموها للأجيال اللاحقة كما تسلمناها نحن من الأجيال السابقة؟ فما عليكم إلا ان ترحلوا ؟ ويحل محلكم من يستطع ؟؟؟ومصر ولادة مليئة بالكفاءات كما صرح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في مناسبات عديدة.
ولله در القائل
تلك آثارنا تدل علينا فإنظروا بعدنا إلي الآثار
ومش عايزين يأتي الوقت اللي يتقال فيه
تلك آثارنا فيها ملء بطوننا
وبقصر ماماي السيفي إتغدينا وإتعشينا
وفي جامع محمد علي اتجوزنا
وفي القلعة إتزفينا
وعلي قصر الأمير طاز رحنا وجينا
عجبي
بقلم الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية




