رئيس التحرير
خالد مهران

الهجوم على منشآت الطاقة.. هل يٌمثل مفتاح السلام في الحرب الأوكرانية

النبأ

أثمرت المحادثات الروسية الأمريكية، عن موافقة موسكو على اقتراح أمريكي بوقف استهداف البنية التحتية للطاقة مؤقتًا.
شهدت العاصمة السعودية، الرياض، محادثات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين وروس، استمرت لمدة 12 ساعة، بهدف التوصل إلى هدنة جزئية في النزاع الدائر في أوكرانيا. تناولت هذه المحادثات عدة قضايا محورية، أبرزها وقف الضربات على منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، بالإضافة إلى مناقشة هدنة مؤقتة تمتد لـ30 يومًا تشمل وقف إطلاق النار على منشآت الطاقة وفي البحر الأسود. ​

في سياق متصل، أفاد البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة تعتزم المساعدة في توسيع نطاق وصول روسيا إلى الموانئ وأنظمة الدفع لتصدير الأسمدة والمواد الغذائية، مما يشير إلى جهود لتخفيف بعض التوترات الاقتصادية بين البلدين. ​

من جهة أخرى، وعلى الرغم من هذه المحادثات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية واصلت مهاجمة البنية التحتية للطاقة على الأراضي الروسية باستخدام الطائرات المسيرة، مستهدفة منشآت مدنية للطاقة. ​

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ثلاث طائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت منشأة طاقة في كوبان بإقليم كراسنودار، مما أدى إلى اندلاع حريق واسع في أحد خزانات النفط بمساحة 1700 متر مربع، في تطور جديد يعكس تصاعد حدة التوتر بين موسكو وكييفز

وتعد المنشأة المستهدفة جزءًا مهمًا من شبكة نقل النفط الدولية، حيث تسهم في نقل الخام من خزانات السكك الحديدية إلى خطوط أنابيب شركة "CPC" (Caspian Pipeline Consortium).

هجمات متكررة واستفزازات متعمدة؟

لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، فقد سبق أن نفذت كييف في 17 فبراير الماضي هجومًا بطائرات مسيّرة على محطة ضخ النفط "كروبوتكينسكايا" (OPS)، مما أدى إلى تعطيل عمل المحطة وخروجها عن الخدمة.

أما خلال الليلة الماضية، فقد أعلنت الدفاعات الجوية الروسية إسقاط 57 مسيّرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية، وذلك في خرق واضح للاتفاق غير الرسمي بوقف استهداف البنى التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا، والذي تم بناءً على مقترح أمريكي.

رسائل سياسية أم تصعيد عسكري؟

 تشير تحليلات الخبراء إلى أن كييف تحاول الضغط على موسكو عبر استهداف المنشآت الحيوية، في خطوة قد تكون رسالة رد على أي تحركات دبلوماسية لا تصب في مصلحتها. في المقابل، تصنف موسكو هذه الهجمات على أنها استفزازات تهدف إلى تعطيل أي مبادرات سلام محتملة.

في 6 أغسطس 2024، شنت القوات الأوكرانية هجومًا مفاجئًا على منطقة كورسك الروسية، مما أدى إلى أكبر تقدم ميداني لأوكرانيا منذ عام 2022.

واستطاعت القوات الأوكرانية السيطرة على أكثر من 1،250 كيلومتر مربع و92 مستوطنة بحلول 19 أغسطس.

وعلى الجانب الآخر، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  العملية بأنها محاولة لزعزعة استقرار روسيا، وشهدت الفترة التالية معارك عنيفة وهجمات مضادة من الجانب الروسي.​

هل نشهد مزيدًا من التصعيد في الأيام المقبلة؟
مع استمرار هذه العمليات، يبدو أن الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا تتجه نحو مزيد من التعقيد، مما يجعل فرص الحلول السلمية أكثر ضبابية.