نجل ساركوزي يستغيث بترامب للضغط على الجزائر

في تطور جديد لقضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، دعا لويس ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الولايات المتحدة إلى التدخل للضغط على السلطات الجزائرية من أجل الإفراج عن صنصال، مقترحًا "صفقة" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
خلال مقابلة أجراها مع قناة LCI يوم 23 مارس، اقترح لويس تقديم تنازلات اقتصادية لواشنطن، مثل إنشاء مصنع لشركة بيجو في تكساس أو دعم مصالح أمريكية أخرى، مقابل أن يوجه ترامب تحذيرًا رسميًا للجزائر بشأن القضية.
عرض لويس ساركوزي الصفقة قائلًا: "لماذا لا نذهب إلى ترامب ونسأله: ماذا تريد؟ مصنع بيجو في تكساس؟ تصريح بشأن قضية معينة؟ دعم في ملف ما؟ لكن في المقابل، تقف أمام البيت الأبيض وتوجه رسالة واضحة للجزائر: انتبهوا، لأن قضية بوعلام صنصال باتت تزعجني".
انتقادات ورفض سياسي
من جهتها، رفضت النائبة الفرنسية راكيل غاريدو هذا الطرح بشدة، معتبرة أنه تنازل غير مبرر أمام الولايات المتحدة، وقالت: "هل نقبل بإذلال أنفسنا أمام ترامب لمجرد أننا نشعر بالإهانة من الجزائر؟ هل نعطيه مصانعنا وفرص العمل الفرنسية مقابل أن يرفع حاجبيه؟"
لكن لويس دافع عن فكرته مؤكدًا أن العلاقات الدولية تقوم على الصفقات، قائلًا: "نريد دعم حليف في قضية تتعلق بحياة رجل، فهل يستحق ذلك تقديم تنازل ما؟"
تصريحات مثيرة للجدل واتهامات بالتحريض
هذا الموقف ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن أدلى لويس ساركوزي بتصريحات مثيرة في فبراير الماضي لصحيفة لوموند، قال فيها: "لو كنت في موقع القرار، وعلمت أن الجزائر اعتقلت بوعلام صنصال، لكنت أحرقت السفارة، وأوقفت كل التأشيرات، ورفعت الرسوم الجمركية بنسبة 150%."
وأثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا، حيث اعتبرت منظمة "SOS Racisme" أن دعوته لـ "إحراق السفارة" تحريض صريح على العنف، وقدمت بلاغًا رسميًا ضده أمام النيابة العامة في باريس. كما رفعت السلطات الجزائرية شكوى قضائية ضد لويس أمام المحاكم الفرنسية، ووصفت تصريحاته بأنها "انحراف خطير".
محاكمة بوعلام صنصال
فيما يتعلق بقضية بوعلام صنصال، فقد التمست النيابة العامة الجزائرية السجن عشر سنوات بحقه، بعد أن وُجّهت إليه تهم عدة، أبرزها "المساس بوحدة الوطن". وخلال المحاكمة، أقر صنصال أمام القضاء الجزائري بحيازته ملفات وفيديوهات تمس النظام العام وأمن البلاد، حيث لم تستغرق محاكمته سوى 20 دقيقة.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوترات بين الجزائر وفرنسا، حيث تُلقي التصريحات السياسية المتشنجة بظلالها على العلاقات بين البلدين.