ما هو وقت الشاشة؟ وما مخاطره الصحية؟

هناك مخاوف متزايدة بشأن زيادة وقت الشاشة، حيث يقضي المواطن العادي خمس ساعات و34 دقيقة يوميًا أمام الشاشات، ويُعرب أكثر من الربع عن قلقهم بشأن استخدامهم للهواتف الذكية.
ويمثل إدمان التكنولوجيا مشكلة متنامية، حيث يُحفز الاستخدام المفرط للتكنولوجيا استجابات فسيولوجية تُشبه إدمان المواد، مدفوعةً بتدفق الدوبامين في وسائل التواصل الاجتماعي، ويُمكن أن يكون لهذا الإدمان عواقب وخيمة.
وإذا كنت تجلس على هاتفك بدلًا من التواجد في الخارج، أو في صالة الألعاب الرياضية، أو تلتقي بصديق، فقد يقلل ذلك من فرص التواصل الاجتماعي، بل ويسبب مشاكل معرفية.
يُثير تأثير ذلك على الأجيال الشابة قلقًا بالغًا. تشير الأبحاث التي مولتها المعاهد الوطنية للصحة إلى ترقق مبكر في قشرة الدماغ لدى الأطفال الذين يقضون سبع ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات.
فيما يلي بعض المشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بزيادة وقت الشاشة:
مشاكل تتعلق بوضعية الجسم
غالبًا ما يؤدي استخدام الشاشات لفترات طويلة إلى انزلاق الرأس إلى الأمام، وهي حالة تُعرف عادةً باسم "رقبة الرسائل النصية".
يزيد هذا الضغط على عضلات الرقبة والعمود الفقري العنقي، مما يُسهم في الألم المزمن والصداع، وحتى التغيرات التنكسية المبكرة. كما تُسهم أنماط الحياة الخاملة، والعمل عن بُعد، واستخدام المكاتب لفترات طويلة في تقوس الظهر.
والإفراط في استخدام الشاشات يؤدي إلى شد عضلات الصدر وضعف عضلات الجزء العلوي من الظهر، مما يزيد من خطر الإصابة بخلل في الجهاز العضلي الهيكلي.
ويمكن أن يؤدي هذا الخلل في التوازن الوضعي إلى انزعاج مزمن وزيادة احتمالية الإصابة بوضعيات حداب الظهر (انحناء الجزء العلوي من الظهر) مع مرور الوقت.
زيادة الوزن
قضاء وقت طويل أمام الشاشات يجعلنا أكثر خمولًا، مما قد يكون له تأثير كبير على الصحة، فالجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر زيادة الوزن والسمنة ومرض السكري وأمراض القلب.
إجهاد العين
غالبًا ما تُصاب العينان بالإجهاد عند التركيز على الشاشات لفترات طويلة، ويُعد إجهاد العين الرقمي حالة شائعة جدًا تحدث نتيجةً لوقت طويل أمام الشاشات، فقضاء وقت طويل في التركيز على الأجهزة الرقمية يعني إرهاق العينين، كما أن الجلوس بالقرب من الشاشات قد يُجهد عضلات العين.
ويمكن أن يُفاقم وهج الضوء المنعكس على الشاشات الرقمية هذه الحالة، مُسببًا المزيد من إجهاد العين.
زيادة القلق
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي عمومًا أن تُسبب قلقًا وضغوطًا إضافية تجعل الناس يشعرون بأن حياتهم تبدو غير كافية وغير مهمة.
ينطبق الأمر نفسه على السعي وراء الإعجابات والتعليقات على صورة ما - فقد يُعزز ذلك ثقتك بنفسك، ولكن إذا لم تحصل على ما يكفي، فقد يكون له تأثير معاكس.
نقص المهارات الاجتماعية
هناك رأي مفاده أن الأشخاص الخجولين أو الذين يصعب عليهم التواصل اجتماعيًا غالبًا ما يجدون أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهل للتفاعل مع الآخرين.
ومع ذلك، قد يؤدي هذا إلى اعتمادهم عليها للتواصل واستخدامها بشكل مفرط، وينعكس ذلك بانخفاض مستمر في المهارات الاجتماعية والانسحاب من العالم الحقيقي.
يصبح الأمر معضلةً حقيقية، لأنك تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، لكنها في الواقع تُقلل من جميع المهارات التي كنت تمتلكها سابقًا.
اضطرابات النوم
من الناحية النفسية، يؤثر وقت الشاشة وخاصةً في الليل، على النوم من خلال تعطيل إنتاج الميلاتونين، ويرتبط قلة النوم ارتباطًا وثيقًا برغبة شديدة في تناول الأطعمة السكرية أو الغنية بالكربوهيدرات، حيث يبحث الجسم عن دفعة سريعة من الطاقة.