في رسالة عبر سلطنة عمان..إيران ترد على تهديدات ترامب

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قيام طهران بتسليم رد إيران على رسالة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وذلك عبر سلطنة عُمان.
وأضاف مسعود بزشكيان خلال خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأحد: "في هذا الرد، ورغم رفض فكرة التفاوض المباشر بين الجانبين، فقد تم التأكيد على أن باب التفاوض غير المباشر لا يزال مفتوحًا".
وقال: "إيران لم تتجنب يومًا خيار التفاوض، وإنما كان نقض العهود من الطرف الآخر هو السبب في تعثّر هذا المسار، وهو ما ينبغي معالجته وإعادة بناء الثقة"، مشيرا إلى أن سلوك الأمريكيين هو الذي سيحدّد مستقبل هذا المسار التفاوضي.
وكانت مصادر إيرانية قد كشفت عن مضمون رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قام بإرسالها لطهران.
فقد نشر مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر حسابه بمنصة إكس، السبت.
وجاء نص الرسالة: "جناب آية الله خامنئي.. مع الاحترام لمكانة قيادتكم ولشعب إيران، أكتب لكم هذه الرسالة بهدف فتح آفاق جديدة لعلاقاتنا، بعيدًا عن سنوات النزاع وسوء التفاهم والمواجهات غير الضرورية التي شهدناها في العقود الماضية. لقد حان الوقت لنترك وراءنا العداء ونفتح صفحة جديدة من التعاون والاحترام المتبادل. اليوم أيضا، هناك فرصة تاريخية أمامنا.
الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادتي مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام ورفع التوتر. نستطيع معا إزالة العقوبات، وتمكين الاقتصاد الإيراني، وفتح أبواب التعاون بين بلدينا، ليس فقط لمصلحة شعبينا، بل لمصلحة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
لكنني أحذّركم، إذا رفضتم هذه اليد الممدودة، وإذا اختار النظام الإيراني مسار التصعيد، والدعم المستمر للتنظيمات الإرهابية، والمغامرات العسكرية، فإن الرد سيكون حاسما وسريعا. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات نظامكم لشعبنا أو لحلفائنا.
السلام ليس ضعفا، وإنما هو خيار الأقوياء. والشعب الإيراني شعب عظيم يستحق مستقبلا أفضل، بعيدا عن العزلة والفقر والمعاناة.
إذا كنتم مستعدين للتفاوض، فنحن مستعدون أيضًا. لكن إذا استمررتم في تجاهل مطالب العالم، فسيسجل التاريخ أنكم فوّتم فرصة عظيمة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد الجمعة أن "أمورًا سيئة" ستحصل لإيران إذا أخفقت في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي.
وبعد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تحرك عسكري محتمل ضد إيران، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، أن التهديدات الأمريكية لبلاده "لن تجدي نفعا".
وقال خامنئي في خطاب بثه التليفزيون الرسمي على الهواء مباشرة إن "على الأمريكيين أن يعرفوا أن التهديدات لن تجدي نفعا في المواجهة مع إيران.
وأضاف: يتعين عليهم وعلى آخرين أن يعرفوا أنهم سيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمّة الإيرانية".
وأوضح خامنئي أن سياسيي أوروبا والولايات المتحدة مخطئون في وصف الحوثيين بأنهم وكلاء لإيران.. فطهران لا تحتاج إلى وكلاء.
وكانت تقارير صحفية قد كشفت أمس أن مسئولين من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل سوف يعقدون اجتماعا في البيت الأبيض الأسبوع القادم، للتنسيق بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
وأفاد موقع "أكسيوس"، اليوم الخميس، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين اثنين ومسؤول أمريكي بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعقدان محادثات استراتيجية بشأن البرنامج النووي الإيراني في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، من المتوقع أن يترأس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وممثلين رفيعي المستوى من مجلس الأمن القومي، والجيش الإسرائيلي، والموساد، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، ولجنة الطاقة الذرية.
ومن المقرر أن يجتمع الوفد الإسرائيلي مع فريق أمريكي بقيادة مستشار الأمن القومي للرئيس مايك والتز، إلى جانب ممثلين من وزارة الخارجية والبنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.
وبحسب مسؤول أمريكي بارز، فإن المحادثات ستركز بشكل أساسي على الملف النووي الإيراني، وإمكانية إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
وحسب المسؤول الأمريكي فإن الحرب في غزة والمفاوضات الجارية بين إسرائيل ولبنان حول حدودهما المتنازع عليها ستكونان أيضًا من بين الموضوعات المطروحة للنقاش خلال الاجتماع.
وسيكون هذا الاجتماع الأول لمجموعة المشاورات الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية (SCG) منذ تولي ترامب منصبه، وهي أعلى هيئة مسؤولة عن التنسيق بين البلدين بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين، يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه أن فرص التوصل إلى اتفاق مع إيران ضئيلة للغاية، ولذلك يسعون إلى التنسيق مع واشنطن بشأن خطة عمل مشتركة في حال تصاعدت الأمور إلى مواجهة عسكرية.
وكانت "القناة 14" الإسرائيلية قد نشرت في تقرير، صورا لمواقع قد تصبح هدفا محتملا في مجمع "خوجير"، الذي يركز على تطوير الصواريخ الباليستية، ومنشأة "بارشين" المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وكان مركز "ألما" لدراسات الشرق الأوسط قد نشر أيضا في وقت سابق، صورا التقطتها الأقمار الصناعية لعدد من المواقع الإيرانية.\
وقال المركز إنه "إلى الجنوب الشرقي من طهران، تتمركز بطاريات صواريخ الدفاع الجوي والرادارات لحماية منشأتين عسكريتين رئيسيتين: مجمع خوجير لإنتاج الصواريخ، ومجمع بارشين النووي. يقود خوجير تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، بينما يعرف مجمع بارشين بدوره في تطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني".
وكان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قد قال أن الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الجمهورية الإسلامية بشأن برنامجها النووي هي "أقرب إلى تهديد"، مشيرا إلى أن إيران تقوم حاليا بدراستها، وستردّ عليها "خلال الأيام المقبلة".
وأضاف عراقجي في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إن الرسالة تزعم توفير "فرص"، لكنها كانت "أقرب إلى تهديد"، وأكد أن الخارجية الإيرانية ستجري "تقييما شاملا" قبل الرد على الرسالة التي سلّمها مسؤول إماراتي رفيع إلى طهران في 12 مارس.
والخميس، صرح مسؤول أمريكي ومصدران مطلعان بأن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، تضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وأنها كانت رسالة "صارمة".
واقترحت التفاوض على اتفاق نووي جديد، لكنها حذّرت من عواقب رفض إيران العرض ومواصلة برنامجها النووي.
وقال مصدران إن ترامب قال في الرسالة إنه لا يريد مفاوضات مفتوحة، وأشار إلى مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق.
من جانبها، أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانًا لم تستبعد فيه إجراء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي.
وجاء في البيان: "إذا كان الهدف من المفاوضات هو معالجة المخاوف بشأن أي تسليح محتمل للبرنامج النووي الإيراني، فقد تكون مثل هذه المناقشات محل دراسة".
وأضافت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أنه إذا كان الهدف من المحادثات هو "تفكيك البرنامج النووي السلمي الإيراني للادعاء بأن ما فشل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في تحقيقه قد تحقق الآن، فلن تُعقد مثل هذه المفاوضات أبدًا".
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ردا على التقارير الصحفية التي تحدثت عن قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسليم رسالة إلى طهران بخصوص برنامجها النووي، في تعليقات نقلها التلفزيون، إن رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران "ستُسلم إلى طهران قريبا عن طريق دولة عربية".
وقال وزير الخارجية الإيراني أن إيران لم تتلق بعد رسالة من الرئيس ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكن وسيطًا سيسلمها قريبًا.
وكان مسئولون إيرانيون قد صرحوا في وقت سابق بأنهم لم يتلقوا أي رسالة من ترامب.
وأفادت وكالة "تسنيم "الدولية للأنباء بأنه انتشرت منذ نهاية الأسبوع الماضي شائعات وادعاءات عديدة حول رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران، حتى أن ترامب نفسه أشار إليها خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز.
من جانبه، صرح دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" Fox News، الجمعة الماضية، بشأن هذه الرسالة قائلًا: "قلت إنني آمل أن تدخلوا في مفاوضات، لأن ذلك سيكون أفضل بكثير لإيران" مضيفا: "أعتقد أنهم يريدون استلام هذه الرسالة، لكن الخيار الآخر هو أن علينا اتخاذ إجراء، لأنه لا يمكن السماح بوجود سلاح نووي آخر".
وحتى الآن، لم يصدر البيت الأبيض أي رد رسمي حول هذه الرسالة، ويواصل ترامب، خلال ولايته الثانية، سياسة "الضغط القصوى" على إيران، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، لكنه في الوقت ذاته لم يستبعد الخيار العسكري.
وفي هذا السياق، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوم 8 مارس خلال لقائه مع المسؤولين الحكوميين: "إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على التفاوض ليس لحل القضايا، بل لفرض إملاءاتهم، إيران لن تقبل هذه الإملاءات إطلاقًا".
وفي شأن متصل، قال وزير الخارجية الإيراني إن اجتماع مجلس الأمن بشأن البرنامج النووي "عملية جديدة وغريبة" تثير تساؤلات حول حسن نية الدول الداعية إليه.
وسيعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة مغلقة لمناقشة مسألة ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، حسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وقد دعت 6 دول من بين أعضاء مجلس الأمن الـ15، وهي فرنسا واليونان وبنما وكوريا الجنوبية وبريطانيا والولايات المتحدة، إلى عقد هذه الجلسة.
أفادت وزارة الخارجية الصينية، أن بكين سوف تستضيف، يوم الجمعة، كل من إيران وروسيا، لبحث برنامج طهران النووي.
وقالت الخارجية الصينية، أن الصين ستجري المحادثات مع روسيا وإيران بشأن "البرنامج النووي الإيراني" في بكين يوم 14 مارس، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوي سيرأس الاجتماع.
وقال ناطق باسم الخارجية الصينية، إن "الأطراف الثلاثة ستتبادل وجهات النظر بشأن ملف إيران النووي وغيره من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
في هذا السياق، أكدت طهران، اليوم الأربعاء، أنها ستعقد محادثات هذا الأسبوع مع الصين وروسيا لبحث برنامجها النووي.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان، إن المحادثات الثلاثية، الجمعة، ستركز على "التطورات المرتبطة بالملف النووي ورفع العقوبات" المفروضة على طهران.
وأعلن وزير الخاريجة الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن واشنطن تسعى لربط الاتفاق النووي الجديد بشرط توقف إيران عن دعم عدد من الجماعات في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذا الأمر محكوم عليه بالفشل.
وقال لافروف في مقابلة مع المدونين الأمريكيين ماريو نوفل ولاري جونسون وأندرو نابوليتانو: "ما يثير القلق هو وجود بعض المؤشرات على رغبة الأمريكيين في ربط هذا الاتفاق الجديد بشروط سياسية تلزم إيران بالخضوع لعمليات تفتيش لضمان عدم دعمها لجماعات في العراق أو لبنان أو سوريا أو أي مكان آخر، لا أعتقد أن هذا الأمر سينجح".