رئيس التحرير
خالد مهران

«سيكو سيكو» اكتساح.. خسائر غير مسبوقة في موسم أفلام عيد الفطر 2025

فيلم سيكوسيكو
فيلم سيكوسيكو

للعام الثاني على التوالي، شهد موسم أفلام عيد الفطر 2025 ضعفًا ملحوظًا في عدد الأفلام المعروضة، حيث غاب النجوم الكبار عن الساحة، مما جعل الموسم يبدو أقل جذبًا للمشاهدين.

كانت هذه الفرصة متاحة لإلقاء الضوء على أفلام الشباب، التي اتخذت جميعها الطابع الكوميدي، حيث تم عرض 4 أفلام فقط هذا الموسم وهم «سيكو سيكو»، «الصفا الثانوية بنات»، «نجوم الساحل»، و«فار بـ7 أرواح».

ورغم أن فيلم «سيكو سيكو» استطاع أن يفرض نفسه على شباك التذاكر، إلا أن الأفلام الأخرى خيبت الآمال ولم تتمكن من تحقيق النجاح المتوقع، تاركة خلفها مشاعر الإحباط من صناعها.

فيلم «سيكو سيكو»

حقق فيلم «سيكو سيكو» إيرادات بلغت نحو 71 مليونا و254 ألف جنيه في أول أسبوع من عرضه، ليُعتبر من أبرز الأعمال الناجحة هذا الموسم.

بينما حقق فيلم «الصفا الثانوية بنات» المركز الثاني في الإيرادات، حيث جمع تقريبا نحو 14 مليونا و478 ألف جنيه في الأسبوع الأول من عرضه.

فيما جمع فيلم «نجوم الساحل» نحو 6 ملايين و932 ألف جنيه في أول أسبوع من عرضه.

وحقق فيلم  «فار بـ7 أرواح» إيرادات بلغت 1 مليون و984 ألف جنيه في أول 8 أيام عرض، وهو ما يُعتبر خيبة أمل لصانعيه، رغم مشاركة عدد من النجوم الكوميديا مثل أحمد فتحي، سليمان عيد، إدوارد، ندى موسى، ويزو، فرح الزاهد، لينا صوفيا، محمد لطفي، محمد رضوان، علاء مرسي، أوتاكا، إبراهيم السمان، شريف حسني، محمود حافظ، محمد الصاوي، ناجي سعد، طاهر أبو ليلة، مصطفى عنبة، ودنيا جمعة.

تغيير ذوق الجمهور

وفي هذا الصدد، أكد الناقد الدكتور طارق سعد، أن موسم عيد الفطر السينمائي لهذا العام كشف تغيّر واضح في ذوق الجمهور وتوجهاته، مشيرًا إلى أن فيلم «سيكو سيكو» حقق نجاحًا غير مسبوق، رغم أن بطليه ليسا من نجوم الصف الأول.

وأضاف «سعد» -في تصريح خاص لـ«النبأ»- أن النجاح لم يكن صدفة ولا مجرد ضجة مؤقتة، بل هو نتيجة طبيعية لتراكم رصيد من الثقة مع الجمهور، حيث استطاع كل من طه دسوقي وعصام عمر أن يقدّما أنفسهما في أعمال سابقة بصورة قريبة من الناس، بعيدًا عن التكلّف أو التصنّع، شخصياتهم قريبة من الشارع، وتمثيلهم بسيط وصادق.

وأشار إلى أن إيرادات الفيلم ليست مجرد أرقام، بل هي «ختم ثقة» من الجمهور الذي خرج من بيته ليشاهد الفيلم في السينما، وليس مجرد مشاهدة عبر منصة إلكترونية.

وانتقد «سعد» بعض الأعمال الأخرى، واصفًا المركز الثاني الذي احتله فيلم علي ربيع بـ«المضلِّل»، معقبا: «عندما يكون الفارق بين المركز الأول والثاني أكثر من 60 مليون جنيه، فلا يصح أن نسميه مركزًا ثانيًا، بل هو فشل بكل المقاييس، فيلم يحقق بالكاد 10 ملايين جنيه لا يمكن مقارنته بآخر تجاوز 70 مليونًا».

وأردف: «علي ربيع يكرر نفسه في كل عمل، ويُصرّ على الظهور في شخصية المهرج، هو ناجح على المسرح في مساحة الارتجال، ولكن السينما والدراما تحتاج إلى أداء تمثيلي يعتمد على نص وحفظ وفهم للشخصية، وهذه أدوات غير متوفرة لديه».

وأضاف ساخرًا: «علي ربيع لا يُصنّف كممثل، بل كمهرّج لطيف وهذا ليس انتقاصًا منه، فإضحاك الناس موهبة، لكن لا يمكن المجازفة بصناعة فيلم كامل عليه، ربما يكون مناسبًا أكثر للسوق الخليجي، لكنه لا يحقق النجاح في السوق المصري».

وأوضح «سعد»، أن معظم الأعمال المعروضة هذا الموسم لا ترقى لمستوى الصناعة الحقيقية، بل تُعد «تجارة سينما»، لا تترك أثرًا ولا تبني أرشيفًا.

واختتم تصريحاته قائلًا: «الحقيقة أن الإنتاج السينمائي يحتاج عملية تصحيح إبصار لعودة النظر إلى السينما بعين الصناعة قبل التجارة».

فرصة غياب الكبار

وفي سياق متصل، قال الناقد الفني أمين خيرالله، إن موسم عيد الفطر للعام الثاني على التوالي يشهد غيابًا ملحوظًا للنجوم الكبار، وهو ما أتاح الفرصة أمام الوجوه الشابة لتتقدم الصفوف وتتولى البطولة السينمائية.

وأضاف «خيرالله» -في تصريح خاص لـ«النبأ»-: «لو أن نجمين فقط من كبار النجوم، كأحمد عز أو كريم عبدالعزيز أو أمير كرارة، شاركوا في الموسم، لَما أُتيحت هذه الفرصة للشباب، لكن غيابهم فتح المجال أمام أسماء جديدة مثل عصام عمر وطه دسوقي».

وأوضح أن كلًا من عصام عمر وطه دسوقي لم يظهرا فجأة، بل قدّما تجارب ناجحة سابقة، وشاركا -مؤخرًا- في أعمال درامية مميزة مثل مسلسلي «أولاد الشمس» و«نص الشعب اسمه محمد»، فضلًا عن مشاركات بارزة في أعمال أخرى خلال السنوات الماضية، مما جعل الجمهور يتقبل ظهورهما في السينما بسهولة.

وتابع: «ما نشهده اليوم يشبه ما حدث في تسعينيات القرن الماضي، عندما انطلقت نجومية محمد هنيدي بأفلام مثل الإسماعيلية رايح جاي وصعيدي في الجامعة الأمريكية، وهي التجارب التي فتحت الطريق لنجوم آخرين مثل أحمد السقا وأحمد حلمي. آنذاك، كان الشباب بحاجة إلى من يُشبههم ويُعبر عنهم على الشاشة».

واختتم «خيرالله» حديثه: «موسم عيد الفطر كان يُعد من أهم المواسم السينمائية، إلا أن الاهتمام بالسينما تراجع لصالح الدراما خلال السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع أسعار التذاكر، والعروض الخارجية التي تُقَيَّم بالدولار، وانخفاض عدد الأفلام المعروضة، أصبحت هناك فجوة واضحة بين أي عمل ناجح وأقرب منافسيه».