رئيس التحرير
خالد مهران

مسعود معلوف سفير لبنان بالولايات المتحدة الأمريكية السابق فى حوار لـ«النبأ»: ترامب لا يمتلك أى استراتيجية واضحة للشرق الأوسط

مسعود معلوف
مسعود معلوف

حوار: أحمد خالد 

 

لا يخفى على أحد ما تمر به المنطقة العربية والشرق الأوسط من أحداث ساخنة تنذر بنشوب حرب إقليمية تتسع أطرافها لتشمل إيران في ظل إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته للبيت الأبيض على تغيير ملامح الشرق الأوسط.

وفي هذا الشأن، يرى مسعود معلوف سفير لبنان السابق بالولايات المتحدة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يملك استراتيجية واضحة تجاه الشرق الأوسط أو أي منطقة أخرى بالعالم.

وأضاف -في حوار لـ«النبأ»-، أنه يدلى بتصريح ما ويناقضه في اليوم التالي دون أي حرج، متابعًا: «يبدو أنه عندما لاحظ استحالة تنفيذ اقتراحه بتهجير الفلسطينيين من غزة وربما أيضا نتيجة للموقف العربي الموحد ضد هذا الاقتراح، لم يعد يتحدث عنه، ولكن ذلك لا يعني أنه صرف النظر عنه بالكامل، ففي حال وجد أي أمل لتحقيقه ولو جزئيا، فإنه سيعود إليه دون تردد معلنا انتصارًا كبيرًا وإن كان هذا الانتصار وهميًا».

وأشار السفير اللبناني السابق، إلى أن هناك احتجاجا قويا على الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب، حيث يتسبب ذلك في قيام حرب تجارية مع معظم دول العالم، موضحا أن ذلك سيؤدى إلى تضخم كبير فى الولايات المتحدة وارتفاع فى الأسعار مما ينعكس سلبا على معظم المواطنين من الطبقة الوسطى والفقراء.

وقال السفير مسعود معلوف، إن استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة هو قرار لنتنياهو بالذات وحكومته اليمينية المتطرفة، مؤكدا أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب لأن ذلك قد يؤدي إلى نهاية حياته السياسية وربما الذهاب إلى السجن.

وأضاف أن عودة بن غفير إلى الحكومة مؤشر واضح أن الحرب على غزة مستمرة وتهديدات سموتريتش بالاستقالة في عدم استمرار الحرب مؤشر آخر، حيث إن هذين الوزيرين سيستقيلان من الحكومة في حال توقفت الحرب ما سيؤدي إلى سقوط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة من المحتمل أن لا يفوز فيها نتنياهو، معقبا: «لذلك أنا شخصيا أعتقد أن الحرب مستمرة في المستقبل المنظور».

نجاح مفاوضات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار بغزة ضعيف جدا

 

وعن احتمال نجاح مفاوضات المرحلة الثانية، يرى «معلوف» أنها ضعيفة جدًا برأيه، إذ إن هذه المفاوضات كان من المفترض أن تبدأ في مطلع شهر فبراير الماضي ولكن نتنياهو عطّلها لأنها تؤدي إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ووقف العمليات العسكرية وهذا ما لا يريده نتنياهو.

نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب ويعلم أنها ستكون سببا فى القضاء على حياته السياسية والذهاب للسجن

 

وتطرق لمستقبل نتنياهو، معتبرا أنه غامض في ظل استمرار وتزايد المعارضة الإسرائيلية له، خاصة من قبل أهالي الرهائن إذ يعتبرون أنه يضع مصلحته الشخصية قبل الاهتمام بتحرير الرهائن وقبل المصلحة الاسرائيلية.

ولفت إلى أن المعارضة على سياسة نتنياهو تزداد بسرعة في الداخل الإسرائيلي وهو يحاول أن يظهر بمظهر من يحمي الإسرائيليين من مخاطر تهددهم ومن يغيّر وجه الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل، ولكنه بالواقع يعمل لمصلحته الشخصية، ولا نعرف إذا كانت الاعتراضات على سياسته ستؤدي إلى إقالته من منصبه أم ماذا.

وأشار السفير اللبناني، إلى أن نتيجة للمجازر التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين في غزة، ونتيجة لتأييد دونالد ترامب التام لإسرائيل، بدأت تصدر أصوات معارضة بشدة لنتنياهو ولترامب وخاصة من يهود أمريكيين يعتبرون أن ما يحدث ليس من مصلحة إسرائيل على الإطلاق.

وتابع: «عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور برني ساندرز اليهودي يطالب بقوة بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل ويعارض نتنياهو بقوة».

وأوضح أنه في حال ازداد هذا التيار المناهض لنتنياهو وخاصة من اليهود الأمريكيين، يمكن أن نتوقع بعض الانخفاض في الدعم العسكري لإسرائيل ولكن ليس الدعم السياسي.

واستطرد: «هذا مع العلم ان مثل هذا التطور -في حال حدوثه- من شأنه ـن يأخذ بعض الوقت، والتغيير في مواقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لن يحدث بهذه السهولة».

نتنياهو يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران

 

وعلى الجانب الإيراني، قال «معلوف» إنه منذ فترة يحاول نتنياهو جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران حتى وإن كان ذلك ضد المصلحة الأمريكية.

وتابع: «معروف أن نتنياهو يهمه كثيرا القيام بحرب ضد إيران ولكنه يفضل أن يتم ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة، ويبقى السؤال إن كان سينجح نتنياهو في جر حليفه الأمريكي إلى مثل هذه الحرب بالرغم من التردد الأمريكي القوي في التحرك بهذا الاتجاه».

حزب الله ما زال له كلمة قوية فى الداخل اللبنانى.. والحرب أفقدته قوته العسكرية

 

وتحدث السفير اللبناني عن وضع حزب الله، قائلا إنه من المؤكد أن حزب الله خسر الكثير في هذه الحرب بعدما تم القضاء على قياداته وإخراجه من الجنوب اللبناني وتدمير ترسانته الحربية في الجنوب وتعطيل العديد من آليته العسكرية، ولكنه ما زال موجودا بقوة في باقي المناطق اللبنانية شمالي نهر الليطاني، وما زال له كلمة قوية في الشأن السياسي اللبناني الداخلي بالرغم من محاولات أخصامه الضغط لتجريده من سلاحه على كافة الأراضي اللبنانية.