ارتفاع ضغط الدم لا يؤذي القلب فقط

أظهرت دراسةٌ تُعدّ بمثابة "جرس إنذار" أن خفض ضغط الدم المرتفع يُقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 15%.
وأُجريت دراسةٌ شملت ما يقرب من 34،000 شخصٍ تبلغ أعمارهم 40 عامًا فأكثر، لمعرفة ما إذا كان علاج ارتفاع ضغط الدم يُؤثر على ضعف الإدراك على مدى أربع سنوات.
وُجد أن أولئك الذين تناولوا أدوية ضغط الدم، وفقدوا الوزن، وقللوا من تناول الملح والكحول، كانت لديهم فرصةٌ أقل بكثيرٍ للإصابة بتدهورٍ عقلي.
ووصف مسعود حسين، أستاذ علم الأعصاب بجامعة أكسفورد، الدراسة بأنها "علامةٌ فارقة" في أبحاث الخرف.
وقال: "إنها جرس إنذارٍ لعلاج ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ مُكثّف، ليس فقط لحماية القلب، بل أيضًا لحماية الدماغ".
وتابع: "من اللافت للنظر أنه في غضون أربع سنواتٍ فقط، كان هناك انخفاضٌ كبيرٌ في حالات الخرف من خلال العلاج المُكثّف لارتفاع ضغط الدم.
على الرغم من أن العديد من المرضى وأطبائهم العامين يدركون أهمية علاج ضغط الدم، إلا أنهم قد لا يُدركون الخطر الذي يُشكله على الإصابة بالخرف.
ويُعدّ الخرف السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد المصابين به من 57.4 مليون شخص حول العالم عام 2019 إلى 152.8 مليون شخص بحلول عام 2050، مع تأثر البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بشكل أكبر.
تفاصيل الدراسة
قدّم باحثون من المركز الطبي بجامعة تكساس ساوثويسترن أدويةً وتدريبًا مكثفًا على الرعاية الصحية لـ 17،407 مرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المُعالج في قرى صينية ريفية.
وُجّه إليهم توجيهٌ لإنقاص الوزن وتقليل كمية الملح والكحول التي يستهلكونها، كما قُدّم لـ 16،588 مريضًا آخر "الرعاية المعتادة"، أي نصائح إدارة ضغط الدم والمراقبة الدورية.
وانخفض خطر الإصابة بالخرف لجميع الأسباب بنسبة 15%، وانخفض ضعف الإدراك العام بنسبة 16% بين المجموعة الأولى.
وتشير الدراسة، إلى أن خفض ضغط الدم قد يكون وسيلة سهلة لتخفيف هذا العبء العالمي، حيث دعت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة قسم الأبحاث في جمعية أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة العوامل الصحية ونمط الحياة التي قد تُسبب الخرف.
وأضافت: "إن العناية بصحة القلب والأوعية الدموية أمرٌ يمكننا جميعًا القيام به لتحسين صحتنا العامة وتقليل خطر الإصابة بالخرف. ومع عدم توفر علاجات حالية لإبطاء أو وقف الأمراض التي تُسبب الخرف، لم تكن هناك حاجة مُلحة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز صحة الدماغ الجيدة".