رئيس التحرير
خالد مهران

بسبب جزيرة القرم..خطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا في مهب الريح

خطة ترامب للسلام
خطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا في مهب الريح

تجدد الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بخصوص جهود إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، إذ انتقد ترمب يوم الأربعاء زيلينسكي لرفضه الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم.

وقال الرئيس الأمريكي إن شبه جزيرة القرم فُقدت منذ سنوات وليست مسألة مطروحة للنقاش من الأساس.

وكتب ترمب على موقع تروث سوشيال، اليوم الخميس «لا أحد يطلب من زيلينسكي الاعتراف بأن القرم أرض روسية، ولكن إذا كان يريدها، فلماذا لم يقاتلوا من أجلها قبل 11 عاما عندما سلمت لروسيا دون إطلاق رصاصة واحدة؟».

وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس إن على روسيا وأوكرانيا الموافقة على مقترح السلام الأمريكي وإلا انسحبت الولايات المتحدة من العملية، في تكرار لتحذير وجهه ترمب الأسبوع الماضي.

وفي حديثه للصحفيين في الهند، قال فانس إن المقترح يدعو إلى تجميد الحدود عند مستوى قريب من الوضع الحالي وتسوية دبلوماسية طويلة الأمد من المأمول أن تفضي إلى سلام دائم.

وأضاف أن السبيل الوحيد لوقف القتل فعليا هو أن يلقي الجيشان أسلحتهما لتجميد هذا الأمر.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، إن كييف ستفعل كل ما يقترحه حلفاؤها لكنها لا تستطيع الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الذي يحظره دستور أوكرانيا.

وكتب أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، في منشور على موقع إكس أمس الأربعاء، أن الرئيس أكد للولايات المتحدة في لندن أن أوكرانيا ستتمسك خلال المفاوضات بمبادئها الأساسية المتعلقة بالسيادة ووحدة الأراضي.

كما رفضت أوروبا مقترح الرئيس الأمريكي بتخلى أوكرانيا عن جزيرة القرم، حيث أكد دبلوماسي أوروبي رفيع، اليوم الخميس، أن الاتحاد أبلغ إدارة ترامب باستحالة الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من الأراضي الروسية.

كما أضاف أن أوروبا ستضطر في حال فشلت المساعي الأمريكية للاختيار بين كييف وواشنطن. ورأى أن على القوى الأوروبية في الناتو إثناء واشنطن عن الاعتراف بروسية القرم بشكل أحادي.

كذلك، أشار مسؤول في الاتحاد الأوروبي إلى أن اعتراف أمريكا بروسية القرم قد يقضي على وحدة الموقف الأوروبي بشأن أوكرانيا.

شبه جزيرة القرم تشعل الخلاف بين كييف وواشنطن وزيلنيسكي يؤكد التزامه بدستور بلاده

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن الأولوية في أوكرانيا يجب أن تكون «لوقف إطلاق نار غير مشروط»، مشيرًا إلى أنه يجب «حاليًا» عدم مناقشة وضع شبه جزيرة القرم التي تقع في صلب الخلافات مع روسيا.

وقال ماكرون على هامش زيارة دولة إلى مدغشقر «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صرّح أن هذه الأراضي خسرتها كييف بالفعل، يصف واقع الحال». وأضاف «هل يعني هذا أننا يجب أن نمنح روسيا موافقتنا؟ كلا»، معتبرًا أن مسألة وضعية شبه الجزيرة يجب ألا تطرح «حاليًا في أي حال، وليس من مسؤوليتنا أن نفعل ذلك».

وبعد الهجمات الروسية التي طالت العاصمة كييف، ليل أمس الأربعاء، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غضبه من موسكو.

وقال في منشور على حسابه "تروث سوشيال" اليوم الخميس على إنه "غير سعيد" بالضربات الروسية، وحض نظيره الروسي فلاديمير بوتين على وقف مثل هذه العمليات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.

واعتبر ترامب أن توقيت الهجمات سيئ جدا. وكتب قائلا "هذا ليس ضروريًا وتوقيته سيئ للغاية.. "فلاديمير، توقف!".

وكان سلاح الجو الأوكراني، قد اعلن اليوم، أن روسيا أطلقت 70 صاروخًا و145 مسيرة على 6 مناطق أوكرانية ليلًا، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 10 قتلى في كييف، في إحدى أكثر الهجمات فتكًا على العاصمة منذ أسابيع.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن لديه موعدا نهائيا خاصا به لإنهاء الصراع بين موسكو كييف، وإن على البلدين التفاوض.

وقال للصحفيين في البيت الأبيض قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور اليوم الخميس: "لدي موعد نهائي خاص بي".

كما أضاف ترامب "أعتقد أن بوتين سيستمع لي لوقف الضربات على أوكرانيا"، وتابع "على روسيا وأوكرانيا الجلوس على طاولة المفاوضات".

وجاء توبيخ ترامب النادر لبوتين في أعقاب انتقاده لزيلينسكي أمس لقوله إن كييف لن تعترف باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، وهو موقف اتخذته منذ فترة طويلة.

وكان ترامب قد ألمح مؤخرًا إلى إمكانية تخلي أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لصالح الروس، إلا أن زيلينسكي عاد وأكد أن ذلك محال، ورأى أن هذا المطلب يتعارض مع الدستور وسيادة البلاد.

في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن على روسيا وقف هجماتها فورًا، ودون أي شروط. وأشار إلى أنه لا يرى أي ضغوط حقيقية تمارس ضد موسكو حاليًا.

كما اعتبر أن الهجمات الروسية جزء من حملة الضغط عبر النار على الولايات المتحدة الأمريكية، مشددا على أن "أوكرانيا مستعدة للتعامل إيجابيًا مع مقترحات الشركاء من دون مخالفة الدستور".

وكان دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قال في وقت سابقا اليوم ردا على سؤال بشأن الضربات الروسية على كييف إن بلاده تواصل ضرب "أهداف عسكرية وأهداف عسكرية مجاورة".