لماذا تعد الأعاصير والعواصف لغز مميت؟

تُسبب الأعاصير والعواصف المدمرة أضرارًا بمئات الملايين من الدولارات وعشرات الوفيات في جميع أنحاء العالم سنويًا، فهي تُهدم المنازل وتُهدم الأرواح. كما تُشكل تهديدًا جويًا مستمرًا لشريحة كبيرة من البلاد.

وفي حين أن الكثير معروف عن الأعاصير - مثل كيفية عملها وخصائصها - يُقر خبراء الأرصاد الجوية بأنهم يُغفلون جزءًا أساسيًا من البيانات.

ورغم أن العلماء أصبحوا بارعين جدًا في التنبؤ بالأماكن المُحتملة لوقوع الأعاصير، فالحلقة المفقودة تكمن في اللحظة الأخيرة أو نحو ذلك قبل تطور الإعصار.

وعلى الرغم من أن الرادارات المتنقلة كانت الأكثر فعالية، ففي كل مرة نُحسّن فيها التكنولوجيا، ونزيد من الدقة، ونزيد من وتيرة الرصد، نجد أن هذه العمليات تحدث على نطاقات زمنية ومكانية لا نزال غير قادرين على تحليلها جيدًا، ولكن من الصعب جدًا تحديد متى وأين ستحدث هذه الأعاصير بدقة.

وفي غضون عقود قليلة، حقق العلماء تقدمًا كبيرًا في مجال التنبؤ بالطقس، وتعلموا عن عواصف الخلايا العملاقة، وأهمية عوامل مثل عدم الاستقرار وقص الرياح.

تميل العواصف الخلايا العملاقة، وهي أقل أنواع العواصف الرعدية شيوعًا، إلى التسبب في طقس قاسٍ. تنشأ معظم الأعاصير من هذه العواصف الرعدية الدوارة، والتي تتميز بتغير سرعة الرياح واتجاهها مع الارتفاع. 

وتحتاج الأعاصير أيضًا إلى عدم استقرار الغلاف الجوي، أو ميل الهواء إلى الارتفاع، والذي يوفر الوقود والطاقة لتكوينها.

ومع ارتفاع الهواء الدافئ الرطب داخل السحب الرعدية، يتساقط الهواء البارد مع المطر أو البَرَد، حيث يمكن أن تُسبب هذه الظروف تيارات هوائية دوارة داخل السحابة، تبدأ أفقية ثم تتحول إلى عمودية، مما يُؤدي إلى إعصار في ثوانٍ معدودة.

وحاليًا، يستطيع مركز التنبؤ بالعواصف التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي تحديد البيئات الواسعة التي يُحتمل أن تكون إعصارية قبل أربعة أيام من حدوثها.

الدقائق العشر الأخيرة في الإعصار

هذه العمليات صغيرة النطاق التي قد تحدث بالقرب من السطح أو قد تحدث في فترات زمنية سريعة للغاية لا يتم رصدها من خلال ملاحظاتنا، وهذا يُحدث فجوة في معرفتنا بما يحدث بالقرب من السطح، وربما يحدث بسرعة كبيرة.

وفي بعض الأحيان، تُنتج عاصفتان متطابقتان تقريبًا، على بُعد بضعة أميال من بعضهما البعض، إعصارًا - أو لا، وهو أمر محبط للغاية في بعض الأحيان.