الدكتور محمود مزروعة في حوار ناري : بحيري وأمثاله " دعاة على أبواب جهنم "
الحرب على الإسلام بدأت منذ عهد الرسول وسوف تظل إلى قيام الساعة
إنكار حد الردة جهل بالدين وآيات حرية العقيدة نزلت في غير المؤمن
ابن تيمية ليس سفاحا ولا قاتلا لكنه شيخ الإسلام يأخذ منه العلماء الكبار
لن يدخل الجنة إلا المؤمن وكل الأنبياء كانوا مسلمين
من يستمع لهم يعرض نفسه لعذاب الله
في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والأزهر الشريف وعلماؤه، من جانب ثلة من المنتمين للتيار العلماني، كان لابد من إجراء حوار مع احد علماء الازهر الكبار للرد على الشبهات والافتراءات التي يثيرها هؤلاء، وآخرها معركة خلع الحجاب التي يقودها شريف الشوباشي، وعدد من رموز التيار العلماني .. النبأ التقت بالدكتور محمود مزروعة أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعتي الأزهر وأم القرى بالمملكة العربية السعودية، الذي أجبر على الرحيل من مصر ، والعمل في جامعة ام القرى بالسعودية لمدة 15عاما، بعد تهديده بالاعتقال والمحاكمة في عهد المخلوع مبارك، كما كان شاهدا في قضية فرج فودة .. والى تفاصيل الحوار :
كيف ترد على الذين يطعنون في الإسلام ويثيرون الشبهات حوله من أبنائه؟
الواقع أن الحرب على الإسلام بصورها المتعددة ليست جديدة، فقد كانت هذه الحرب على أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظلت قائمة طوال اربعة عشر قرنا ونصف، وسيظل هذا العداء لله ولرسوله وللمسلمين حتى قيام الساعة، لكن العداء للاسلام يرتدى أزياء متعددة، ففي أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان هناك المشركون واليهود والنصارى،واليوم يهاجم الإسلام من قبل بعض المنتسبين إليه.
لكن لماذا هذا الهجوم في بلد الأزهر الشريف ؟
للأسف يحدث هذا العداء وهذا الهجوم على الإسلام في بلد الأزهر الشريف، وسط سكوت مريب من جانبه، فأين رسالة الازهر وهي مكونة من أمرين، الأمر الأول هو نشر الإسلام وتعليمه للمسلمين، الأمر الثاني هو الدفاع عن الإسلام ضد من يعتدون عليه، وهناك تقصير كبير من جانب الازهر في هذين الأمرين، فهو لم يقم بفتح القناة التي وعد بها، بينما أعداء الاسلام يفتحون عشرات القنوات .
لكن المهاجمين يقولون وحسب اعتقادهم بأنهم يدافعون عن الإسلام؟
الذي يهاجم الاسلام ويعتدي عليه ويحاول تخريبه من الداخل ليس مسلما في الحقيقة، لكنهم يتزينون به حتى يخربوه من الداخل، وما يقومون به الآن كانت مهمة المنافقين في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر،ثم يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام، وهم في الحقيقة ينخرون في جسد الإسلام، وجسد الأمة المسلمة.
كيف نواجه هؤلاء؟
يجب ألا يخاف الناس من هؤلاء المهاجمين، لأن الدين هو دين الأنبياء جميعا، فالله تعالى يقول " إن الدين عند الله الاسلام " جاء به آدم ونوح وابراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم وجميع الانبياء والرسل وجميع الكتب السماوية، لذلك لا خوف على الإسلام من هؤلاء الطفيليين وأمثالهم، كماأنه يجب علينا أيضا ألا تأخذنا العزة بالإثم فنترك هؤلاء يتكلمون، بل علينا التسلح بالعلم للرد عليهم .
كيف نرد على شبهة إنكار دخول والدى الرسول النار وإنكار حديثي الامام مسلم في هذا الشأن؟
الحقيقة هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث ووالده ووالدته من أهل الفترة، واهل الفترة هم الذين جاءوا في فترة وفي زمن لم يدركوا فيه الرسول السابق ولم يدركهم الرسول اللاحق، بل جاءوا في فترة بين رسولين، وهؤلاء اختلف العلماء في امرهم، فبعض العلماء يقول إن تعالى سوف يختبرهم اختبارا نهائيا يوم القيامة، وبعضعم قال إن الله تعالى كان عالما بما كان سيفعلون لو ادركوا محمد صلى الله عليه وسلم أو ادركوا الرسول الذي قبله، وبالتالي سوف يحاسبهم على ما علم انهم كانوا سيفعلونه، وهناك رأي ثالث يقول ان الله تعالى سوف يبعث هؤلاء ثم يعرفهم بنفسه قائلا " ألست بربكم " فيقولون " بلى أنت ربنا"، وفي كل الأحوال يقول الله عز وجل " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " والله تعالى لا يعذب أحدا أبدا إلا بعد إقامة الحجة عليه، والحجة هنا هي الرسل والكتب، وبالتالي الذين لم يبعث لهم رسولا لن يعذبهم، فالله تعالى ليس بظلام للعبيد، والسؤال هنا ما الذي يضرنا اذا عذب الله والدى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ فالرسول صلي الله عليه وسلم ذهب إلى عمه أبي طالب وهو يموت وقال له : يا عماه قلها كلمة احاج الله بها عنك يوم القيامة، فرفض ومات وهو على دين عبد المطلب، دين الشرك، فجاء فيه حديث يقول"إن اقل الناس عذابا يوم القيامة عبد المطلب حيث يؤتي به وقدماه على جمرتين من النار يغلى منهما دماءه " رغم أن أبا طالب كان يحميه، ولم يجرؤ المشركون على إيذائه إلا بعد موت ابي طالب، وهناك حديث صحيح في البخارى أن رجلا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبيه الذي كان موجودا في بعثة النبي، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إن اباك في النار، فولى الرجل يبكي، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إن أبي وأباك في النار، والله تعالى يقول " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" قال العلماء ان هذه الآيات نزلت في والدى الرسول صلى الله عليه وسلم .
كيف ترد على تكذيب حديث البخاري حول موت النبي بالسم والقول بأنه فرية كبرى يجب التبرو منها ؟
حديث البخاري صحيح، والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حين يمرض يقول " إني لأجد أثر السم" لكنه لم يمت صلى الله عليه وسلم بالسم، ولم يمت مقتولا، وإنما مات على فراشه .
وماذا عن حديث "يقطع الصلاة المرأة والحصان والكلب " الذي يتخذه البعض دليلا على احتقار الإسلام للمرأة؟
هذا حديث مكذوب موضوع، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يناقض نفسه، فقد روى في صحيح البخاري ومسلم ان السيدة عائشة قالت " إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي وأنا نائمة بين يديه، وكنت أمد رجلي أمامه، وكان إذا أراد أن يسجد غمزني في رجلي فأقبضها" .
كيف ترد على الذين ينكرون زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي بنت 9 سنوات؟
الحقيقة هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب السيدة عائشة وهي بنت 9 سنين، لكنه لم يدخل بها إلا بعد الهجرة، وكانت قد تخطت الحادية عشر من عمرها، والبنت في ذلك الوقت كانت تبلغ سن النساء، وهي في سن صغيرة، ألم يعلم الذي يثير هذه الشبهة الآن، ان المشركين كانوا يتصيدون الاخطاء للرسول صلى الله عليه وسلم،ومع ذلك لم يتكلم أحدهم عن زواج الرسول من عائشة في سن صغيرة؟
كيف ترد على مقولة "إن غير المسلمين سوف يدخلون الجنة" ؟
اطلاقا، اطلاقا، الرسول صلى الله عليه وسلم وديننا يعلمنا قاعدة هي، أن الجنة ليست دارا لكافر، وأن النار ليست دارا لمؤمن، وهناك أمران يمحيان الأعمال السيئة كلها، الامر الاول هو الاسلام، فالكافر اذا اسلم محى الله كل ما بدر منه قبل الاسلام، الامر الثاني هو التوبة النصوح، فالمؤمن الذي يرتكب الكبيرة ثم يتوب الى الله منها توبة نصوحة تجبها وتمحوها، بل تنقلها من كونها سيئة الى حسنة، أما المؤمن الذي يرتكب كبيرة ومات وهو لم يتب منها، مات وهو تحت مشيئة الرحمن، ان شاء الله ادخله جهنم وعذبه على قدر كبيرته، ثم اخرجه فادخله الجنة، او ان شاء الله تعالى غفر له ابتداء وادخله الجنة، وبالتالي فمصيره الى الجنة ضرورة، لأنه مؤمن ونطق الشهادتين، فالله تعالى يقول " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ، وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "
ما هو مصير أتباع الديانات السماوية الأخرى الذين لا يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم؟
يقول الله تعالى في كتابه العزيز " إن الدين عند الله الاسلام " فجميع رسل الله تعالى بعثوا مسلمين، يدعون إلى الإسلام، والله تعالى يقول " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" وبالتالي فالآيات تبين من هم أصحاب الجنة.
هناك من ينكر حد الردة في الإسلام بدعوي أنه يتناقض مع الكثير من الآيات القرآنية ومنها " لا إكراه في الدين " وقوله " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؟
هذا ينم عن جهل بالدين، فهذه الآيات نزلت في غير المؤمن، الذي لم يدخل الإسلام بعد، وهنا لابد من النظر في اسباب نزول هذه الآيات، فهي نزلت في يهود بني النضير الذين نقضوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله، والمؤمن الذي اعتنق الإسلام مكرها ليس مسلما، أما الذي اسلم واعتنق الاسلام عن قناعة فقد وهب نفسه لله، ومن ثم لل يحق له الرجوع عن ذلك.
ما حقيقة تمثل الشيطان للبشر وبالبشر؟
الشيطان تمثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، عندما دخل عليه الشيطان وهو يتهجد بالليل، من أجل أن يشغله في صلاته، فدعا الله أن يجسده له، فتجسد له، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنقه، حتى شعر ببرد لسانه على يده، وقال لاصحابه في الصباح : لقد أوشكت أن اربطه الى صارية من صواري المسجد حتى تصبحوا فترونه، غير أني ذكرت دعوة أخى سليمان " ربي هب لي ملكا لا ينبغى لاحد من بعدي " فاطلقته، حتى لا أكون معاندا لسليمان .
يصف البعض النسخ في الإسلام بالوهم ..كيف ذلك؟
النسخ ليس وهما، النسخ حقيقة واقعة عند جميع الأنبياء، والقرآن الكريم يكشف زيف هذا الكذاب، يقول الله تعالى " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا "وبالتالي هذا الكذاب بدأ الاعتداء على السنة النبوية، ثم بدأ يعتدى على القرآن الكريم، وبالتالي هذا الكذاب يطعن في القرآن الكريم، ويبطل ما نزل من عند الله عز وجل .
هل تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء وهم كبير ؟
ما نراه الآن من اختلاط بين الرجال والنساء سواء في الجامعات او في أماكن العمل حرام شرعا، لاسيما وان هذا الاختلاط يأتي منه شر كثير، فلم تكن هناك امرأة تختلط برجل يحل لها على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لامرأة ان تجتمع برجل إلا لأمرين، الاول ان يكون شخصا محرما عليها مثل ابيها أو اخيها، او أن يكون شخصا محللا لها مثل زوجها، كان النساء على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يذهبن الى السوق، وكان الرجال والنساء يجتمعون خمس مرات في اوقات الصلاة يوميا .
لماذا جعل الإسلام دية المرأة نصف دية الرجل وهل يعد ذلك تحقيرا لها ؟
دية المرأة نصف دية الرجل، ليس هذا تحقيرا للمرأة، النفس هي النفس، وهناك امراة بألف رجل، والرسول صلى الله عليه وسلم قال "خذوا دينكم عن هذه الحميراء " وهي السيدة عائشة رضى الله عنها، والمراد هنا بنصف دينكم حياة الرسول داخل بيته وبين زوجاته، والعبرة هنا هو ان الرجل دائما عرضة للمخاطر، فالنساء اللاتي يتعرضن للقتل هن قلة، فمثلا في ثورة 25 يناير قتل عدد قليل جدا من النساء، وفي الحروب قتل النساء قليل جدا، وبسبب ان النساء لا يخرجن عادة من بيوتهن، وبالتالي تغليظ الدية للرجل لكي يمنع قتل الرجال بعضهم بعضا .
يصف إسلام بحيري شيخ الإسلام ابن تيمية بـ " السفاح القاتل " لأن داعش تستمد أفكارها منه .. كيف ترد؟
ابن تيمية عالم مثل كل العلماء، غير أنه جاهد جهادا رهيبا في سبيل تثبيت دعائم الاسلام ايام المغول والتتار، عندما دخلوا العراق والكوفة، هذا الجهاد جعل المسلمين يصفونه بشيخ الاسلام، وابن تيمية ظهر في القرن السادس، فاين كانت داعش طوال اكثر من سبعة قرون، وهناك قاعدة في الإسلام تقول "كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر " وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هناك معصوم إلا رسول الله، وبالتالي انا كمجتهد من حقي ان آخذ او لا أخذ .
يقول أيضا إن الطبري وابن كثير وابن تيمية ملعونون لأنهم سبب فيما تقوم به داعش الآن .. كيف ترد؟
هذا الرجل عليه لعائن الله، فالشيخ الطبري شيخ المفسرين، وشيخ المؤرخين، وهو ليس من أهل المشرق لكنه من اهل المغرب، وهو على رأس شيوخ المفسرين إيمانا ودينا وخلقا والتزاما بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واكثرهم توثيقا في تفسير آيات الله عز وجل، لذلك قيل عنه "شيخ المفسرين" المفسر الثاني هو الزمخشري، وجميع المفسرين عيال عليه في اللغة، لكنه من شيوخ المعتزلة، لذلك يسمى نفسه "جار الله الزمخشري" اما شيخ المفسرين في اعطاء الآراء وفلسفة المعاني فهو الشيخ الرازي، يقولون عن تفسيره " فيه كل شيء الا التفسير " فهو يتمتع بعلم غزير جدا، وذكاء حاد جدا، وهو يسمى " فخر الرازي
"
ما هو جزاء من يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ساب الله وساب دينه والمرتد عن دين الله، اذا تاب سقط عنه الحد ولا شيء عليه، أما ساب النبي صلى الله عليه وسلم فجزاؤه القتل حتى ولو تاب، فلا تقبل توبته، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء بدين هو الحلقة الاخيرة من حلقات الرسل، وكل من يشتم محمدا أو احدا من الانبياء يقتل بالضرورة وليست له توبة، لان حرمة الرسول من حرمة الامة كلها، ومن شتم الرسول فقد شتم الامة كلها .
يقول بحيري أيضا إنه لا يوجد جهاد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. فكيف ذلك؟!
الجهاد قائم حتى قيام الساعة،فالفتوحات الإسلامية كلها لم تحدث إلا بعد وفاة الرسول صلي ل\الله عليه وسلم ومن ثم فالجهاد في سبيل الله لم يتوقف.
كلمة أخيرة .. ماذا تقول للذين يستمعون الى إسلام بحيري وأمثاله ؟
هؤلاء يعرضون أنفسهم لجهنم وبئس المصير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا وأمثاله " دعاة على أبواب جهنم "، وكلمتى للشباب والعلماء الكبار، هي عدم فتح القنوات التي يأتي الشر منها، فهذه القنوات يطل علينا من خلالها إبليس، فلا نستمع له، لا تعرضوا انفسكم للفتن، اتقوا الله واجعلوا بينكم وبين غضب الله وقاية .