رئيس التحرير
خالد مهران

هل سمعت يومًا عن شلل النوم؟


جميعنا نلاقي متاعب كثيرة في يومنا ويقع علي أكتافنا الكثير والكثير من المسئوليات والمشاكل ولا نجد راحتنا من كل تلك المسئوليات والمشاكل إلا عندما ينتهي اليوم ونخلد إلي النوم العميق ولكن حتي عندما نخلد إلي النوم لا نجد تلك الراحة وتحدث لنا بعض التغييرات التي لا نجد لها أي تفسير مما يدفعنا إلي تصديق الخرافات والخوزعبلات والأساطير التي ليس لها أي أساس من الصحة.

ففي بعض الأحيان قد تشعر بشئ ثقيل يجثم علي صدرك ويمنعك من الحركة بأي شكل من الأشكال هذا الشئ ثقيل للغاية كما أنه يمنعك أيضا من الكلام كلما حاولت أن تصرخ لتستنجد بأحد لينقذك من هذا الوحش ويهيأ إليك في لحظة أن كل ما تعيشه هو واقع ملموس وهو ما يزيد الأمر سوءا حيث يصيبك الرعب والهلع من هذا الوحش الذي يقيدك في السرير ويمنعك من الحركة وحتي الكلام ولأنك لا تجد تفسيرا لهذا الأمر بالطبع سوف تقوم بتصديق الخرافات التي تفيد بأن هناك كائن يسمي الجاثوم هذا الكائن يأتي لك ليلا ليطبق علي صدرك فيمنعك من الحركة أو حتي الكلام.

وقد نشرت دراسة تحليلية حول موضوع شلل النوم في العدد الأخير من مجلة مراجعات طب النوم (Sleep Medicine Review).

ويمكن تعريف شلل النوم على أنه عدم القدرة على تحريك عضلات الجسم الحركية فترة زمنية محددة مع بقاء عمل عضلات العينين والجهاز التنفسي. ويمكن الإشارة إلى أن شلل النوم تجربة مرعبة عند البعض تحدث أثناء النوم.

ويمكن تلخيص عوارضه في الآتي:

• عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ.
• كما يمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة. تستغرق أعراض شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق تستغرق أعراض شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق وتمنع هذه التجربة إن تكررت البعض من الذهاب إلى النوم خوفا من حدوثها.

وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن من دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحدٌ المريض أو عند حدوث ضجيج وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر.

ويتعرض 12 في المئة من الناس لهذه الأعراض للمرة الأولى خلال الطفولة. وقد أظهر التحليل المنهجي الذي نشر حديثا أن 8% من عامة الناس يعانون شلل النوم ولكن هذه الظاهرة تكون أكثر حدوثا عند الطلاب والمرضى النفسيين.

وقد راجع الباحثون خلال التحليل المنهجي 35 بحثا منشورا على مدى الخمسين سنة الماضية وضمت الأبحاث مجتمعة أكثر من ستة وثلاثين ألف شخصا. ووجد الباحثون أن خُمس من خضعوا للدراسة مروا بتجربة شلل النوم على الأقل مرة واحدة، وقد تراوح تكرار حدوث الحالة عند المصابين من مرة واحدة عند الأغلبية إلى كل ليلة عند البعض.

وعانى 28% من الطلاب و32% من المرضى النفسيين من حدوث شلل النوم على الأقل مرة واحدة.

كما أظهر التحليل المنهجي للدراسات السابقة أن هذا الاضطراب أقل شيوعا عند القوقازيين (العرق الأبيض من أصول أوروبية). ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟ من الثابت علميًا أن النوم يتكون من عدة مراحل، إحدى هذه المراحل تدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة.

وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات).
وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين.

وهذه آلية حماية حتى لا يقوم النائم بتنفيذ الجزء الحركي من الحلم مثل الشجار أو الحركات السريعة أو القفز، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاء النائم في سريره لأن حركته قد تسبب له أو لمن ينام بجانبه الأذى.

وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقال النائم إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظه من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ النائم خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتًا.

وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك.

شلل النوم قد يصاحب النوم القهري:

عند أكثر المرضى يكون شلل النوم العرض الوحيد، ولكن في بعض الحالات يكون مصحوبًا باضطراب آخر يدعى نوبات النعاس أو النوم القهري. والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم.

والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج النوم القهري.

من ناحية أخرى، أود إن أطمئن المرضى الذين لا يكون شلل النوم لديهم مصاحبًا للنوم القهري، فأود أن أطمئنهم بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل أي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي.

العلاج: يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم غير المصاحب للنوم القهري أن يدركوا أنهم غير مصابين بأي مرض عضوي خطير، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي، وأفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الأعراض.

وفي حالات الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض كحدوثها أكثر من مرّة في الأسبوع على سبيل المثال، قد يصف الطبيب المختص أدوية لاستخدامها، وقبل ذلك وبعده، على المصاب أن لا ينسى ذكر الله وقراءة ورد النوم كل ليلة. ومن المعروف أن الضغط النفسي والتوتر إضافة إلى عدم كفاية النوم تزيد من حدوث هذه الأعراض، لذلك ولتقليل احتمال حدوث ذلك ينصح باتباع التالي:

حاول الحصول على القدر الكافي من النوم.

حاول التقليل من الضغوط التي تتعرض لها.

مارس التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كافٍ.

حافظ على جدول نوم واستيقاظ منتظم.

بعض الفرضيات تقول إن النوم على الجنب قد يساعد في التخلص من هذه النوبات.