رئيس التحرير
خالد مهران

تعرف علي الفوائد العظيمة لـ "الصوم"


أثبت الطب الحديث أن الصوم يريح المعدة وينظم عمل الجهاز الهضمي ويخلص الجسم من الزوائد والسموم. هذا إذا ما أتبع الصائم آداب الإفطار فتناول بعض التمر والماء أو الشوربة والسلطة وارتاح قليلاً أو قام لصلاة المغرب ثم أتم تناول وجبته باعتدال ، فلا يكثر في طعامه أو شرابه.

ومن الجانب الروحي ينمي الصيام عند المسلم الإنضباط ومحاسبة الذات فيلزم الصائم بالأخلاق الحميدة ، ومحاسبة الذات أي أن تسأل نفسك ماذا فعلت اليوم من حسنات و سيئات ، لتتمكن من تقويم ذاتك .

وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان.

والصوممن أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ، أي إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه.

وثواب الصيام مطلق غير مقيد، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به "، وفي رواية لمسلم "كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي"، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده، ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله.

والصوم سبب في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال"للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه"، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.

ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم -وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، فهذه الرائحة وإن كانت مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا، لأنها من آثار العبادة والطاعة، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند الله.

فهذه بعض فضائل الصوم، وتلك هي آثارة، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى الغاية التي من أجلها شُرع الصوم، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا الله في الدنيا والآخرة.