رئيس التحرير
خالد مهران

فتنة المليون جنيه تشعل "ثورة " الشباب القبطي على البابا


* شاب قبطي: بعد أن كنا نقتل لندفع الجزية أصبحنا الأن نتبرع!

* شابة قبطية: "ما يحتاجه البيت يحُرم على الجامع"

* رمزي: زيارة مشرفة تدل على وطنيتة ولا علاقة للكنيسة بالتبشير

* بباوي: الكنيسة مش عزبةوالبابا عايش بلقمته ولا يأخذ القرار منفردًا

* الصيرفي: تخالف الشريعة المسيحية ومحاولة لاستعادة شعبيته

زار البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مشروع محور قناة السويس وتبرع بمليون جنيه لصالح هذا المشروع الوطنى وهو ما كان سببا فى فتح النار على البابا تواضروس، خاصة أن مبلغ التبرع كان من أموال الكنيسة المصرية.

كما أثار تبرع البابا تواضروس الثانى لمشروع محور السويس غضب الكثير من الشباب القبطي والعلمانيين المسيحيين،  حيث اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى عاصفة غضب ضد البابا تواضروس الثانى بسبب التبرع بأموال الكنيسة ، التى من المفترض أن تخصص لصالح فقراء الأقباط..

أزمة تبرع بابا الإسكندرية لمشروع محور القناة اشتعلت أكثر بعد وجود تسريبات تؤكد أن الكاتدرائية جمعت أموالا من كنائس أمريكا وكندا لصالح مشروع محور القناة ،وأن هذه الأموال تجاوزت الـ 5 ملايين جنيه، في حين أن البابا تواضروس الثانى لم يتبرع سوى بمبلغ مليون جنيه،  فأين ذهب باقي المبلغ؟

نشطاء الأقباط استغلوا تلك القضية فى ضرب شعبية البابا تواضروس الثانى فى الكنيسة،  وتم اتهامه بأنه تخلى عن فقراء الأقباط، فضلا عن إهدار الأموال التى كان من المفروض أن تخصص لإعمار الكنائس التى تم حرقها عقب ثورة يناير.

أزمة ثانية تفجرت بعد تبرع البابا تواضروس الثانى لمشروع قناة السويس، وهى تلك الأزمة الخاصة برقابة الدولة على أموال الكنيسة التى تعتبرها القيادات القبطية من الأسرار الحربية التى يحرم الإطلاع عليها،  وهى القضية التى أثارها أكثر من إعلامى من العاملين فى القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا، والتى تستغلها جماعة الإخوان فى إثارة فتنة بين الأقباط والدولة.

فقد زعمت إحدى المواقع القبطية أن سبب حالة الغضب من زيارة البابا للقناة وتبرعه بمليون جنيه يرجع الى ما وصفته بتسريبات تشير إلى أن المبالغ التي جمعتها الكنيسة من كنائس أمريكا وكندا والداخل، لصالح هذا المشروع تجاوز مبلغ خمسة ملايين جنيه، في حين أن الكنيسة لم تتبرع سوى بمبلغ مليون جنيه، فأين ذهب باقي المبلغ ؟

كما كتبت هيام نقولا تقول على إحدى المواقع القبطية "لدينا مثل شعبي يقول «ما يحتاجه البيت يحُرم على الجامع» مع كامل حبي و تقديري و احترامي لما فعله البابا و هو تبرعه بمليون جنيه لقناة السويس الجديدة ، وهذا يدل على محبته الكبيرة للوطن، وأريد فقط أن أذكر البابا أن لدينا أكثر من 85  كنيسة حُرقت و هُدمت منذ عامان  – وحُرقت قُلوب كثيرين معها – لأنها كقيمة تاريخية لا تعوض ، وإلى الأن لم تبن أو تُرمم – لقلة الأموال – فقناة السويس فيها ما يكفيها من أموال و الدولة متكلفه بها ، بخلاف ما ندفعه من ضرائب و تبرعات لهذا المشروع القومي الكبير، كما أذكره أن الكنائس ، تُبني بالأموال الخاصة للمسيحيين وفي حالة عدم توافرها لا تُبني أو ترمم أو يعاد بنائها .

يا قداسة البابا ، لدينا آلوف يُصلون في العراء لعدم بناء كنائسهم ، ولدينا أيضاً أرامل وأيتام ومعوزين و مرضي ومسجونين ، فالمليون جنيه كفيل بحل مشاكل كثيرة لديهم، مستشهدة بعدد من الآيات في الانجيل مثل : " يَقْتُلُونَ الأَرْمَلَةَ وَالْغَرِيبَ، وَيُمِيتُونَ الْيَتِيمَ " و " أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ " و " أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ " و " أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ، اَللهُ فِي مَسْكِنِ قُدْسِهِ " كما ذكرته بما قاله وفد اليهود لعمر بن الخطاب " حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر "

لكن في المقابل أثنى عدد من الشباب القبطي على الزيارة، واصفا إياها بالعمل الوطني، مذكرا بتاريخ الكنيسة الوطني عبر التاريخ، فقال بعضهم "  البابا كيرلس الرابع دفع مبلغ من المال لشراء مطبعه ..فقال الاقباط نفس ما يقال الان ..اليس من الأفضل دفع المبلغ للفقراء و المحتاجين ؟؟ بدل ان تدفع في بعض الحديد، لكن نظره البابا كيرلس الرابع كانت تري ابعد مما كان موجود و فعلا كانت المطبعه من اهم الامور في الكنيسه اذ نشرت كلمه الله في ربوع مصر كلها .

فهل من يقول كان من الأولى أن تصرف للفقراء لا يتذكرون ما قاله يهوذا لساكبه الطيب ؟؟ نسي يهوذا ما فعله المسيحمع الفقراء و المساكين و كيف اوصي عليهم و ماذا فعل لهم ؟ اغلب معجزات المسيح المذكورة في الكتاب المقدس كانت لفقراء، اهتمام المسيح بهم و انهم اخوته يجعلنا نفكر كيف يهتم بهم المسيح و كيف ان يهوذا كاذب و لص .

وأخيرا اذ كنت لا تقتنع بكل هذا فتذكر قصه المعلم ابراهيم الجوهرى، الذي اشتكي له اخوه من جار يشتمه كل يوم فقال له المعلم ابراهيم : هقطع لك لسانه، ففرح اخوه و اعتقد ان اخوه سيسجنه لانه كان ذو شأن في الدولة، مضت الايام و تغير الجار تماما بل تبادل الحديث الودي و الحب و السلام مع اخو المعلم ابراهيم الجوهري فذهب اخوه له،  و قال انت عملت ايه الرجل لسه بيتكلم و لسانه متقطعش بس وقف عن الشتيمه ؟؟ انت عملت ايه ؟ قال له :  أبدا كل يوم كنت ببعت له هديه مكتوب عليها اسمي و بكلمات محبة بسيطة قطعت لك لسانه .

موقف آخر من التاريخ يتكثل فى ذهاب البابا الراحل شنوده الى الجبهة  واعطاء هدايا رمزيه للجنود هناك امر يظهر وطنيه الكنيسه.

اذن ما فعله البابا تواضروس امر ليس بغريب علي الكنيسه، بل امر يكتب في التاريخ،  فبعد ان كنا نضطهد و نقتل لندفع الاموال و الجزية، اصبحنا الان نتبرع " .

ويقول ممدوح رمزي محامي الكنيسة السابق إن زيارة البابا تواضروس الثانى لقناة السويس دليل على وطنيته ، و الشباب الذين ينتقدون تبرع البابا بمبلغ المليون جنيه لمشروع القناة هم مجموعة من الصبية الصغار الذين لا يفهمون في السياسة و يسعون للشهرة.، موضحا أنهم يتصرفون طبقالنظرية "خالف تعرف". وأشار "رمزى" إلى أن الكنيسة لا تحصل على مليم من الدولة? وأنها تمتلك أوقافا وأديرة منتجة بها معامل تطريز ومخابز? مؤكدا أن الكنيسة لديها اكتفاء ذاتي من كل شيء? وبالتالي هي ليس في حاجة إلى أموال

وأوضح "رمزى" أن صرف الأموال في الكنيسة لا يتم بشكل عشوائى، ولكن يوجد هيئة الأوقاف القبطية التى تختص بالرقابة على أموال الكنيسة، لافتا إلى أن هذه الهيئة تضم محاسبين وخبراء في الاقتصاد، مشددا على أنه لا يجوز للدولة محاسبة الكنيسة أو مراقبتها ماليا? طالما أن الدولة لا تمنح الكنيسة أية أموال.

وأكد "رمزى" أن الكنيسة لا تعمل في السياسة من قريبا أو بعيد? خاصة أن العمل السياسى ممنوع في المسيحية طبقا لقول المسيح: "مملكتى ليست من هذا العالم"? لافتا إلى أن الأقباط الذين يتحدثون في السياسة? هم مجموعة من العلمانيين لا يخضعون للكنيسة إلا في الجانب الروحي فقط.

وأكد "رمزي" أن الكنيسة لا تتلقى تبرعات أو أموال من أي جهات أجنبية، مشيرا إلى أن هناك مصدرين لأموال الكنيسة? المصدر الأول: الأديرة المنتجة التى تضم مخابز ومعامل تطريز? أما المصدر الثانى: تبرعات الأقباط سواء في الداخل أو في الخارج.

ومن جانبه يقول الدكتور نبيل لوقا بباوي المفكر القبطي، أن الانبا تواضروس مصري حتى النخاع، وهو يدرك تماما أن طوق النجاة للأمة المصرية هو في الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، من أجل ذلك لم يعطى فرصة ولو بنسبة واحد في المليون للعب في هذه المنطقة الخطيرة، لاسيما من جانب الدول الأجنبية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، مقللا من قيمة المبلغ الذي تبرع به البابا لقناة السويس، لاسيما لمشروع قومي يعود بالخير على المسلمين والمسيحيين معا.

واكد أن الذين يعملون في القناة حاليا هم من المسلمين والمسيحيين، وعن إنتقاد الشباب القبطي لتبرع البابا قال بباوي، أن المسلمين أيضا تبرعوا ولديهم فقراء لا يجدون العشاء في حاجة إلى مساعدة، لافتا الى ان المسلمين يعانون مثل المسيحيين ورغم ذلك يتبرعون وبالتالي ما يقوله الشباب حجج واهية، وعن إدارة أموال الكنيسة قال، ان البابا هو رئيس المجمع المقدس ورئيس المجلس الملي الذي يدير أموال الكنيسة، وبالتالي البابا لا يأخذ القرارات منفردا، وللكنه يأخذها بأغلبية أصوات المجلس الملي، مشيرا الى ان البابا ممثل بصوت واحد طبقا للائحة المجلس الملي، واذا تساوت الاصوات يتم ترجيح القرار بصوته، مؤكدا على أن الكنيسة ليست عزبة، مشيرا الى ان هناك مليون ألية للمحاسبة داخل الكنيسة، منها وجود مكتب محاسبي معتمد من الدولة، وعدم صرف الشيكات او السندات الا بتوقيعين، منوها غلى عدم امتلاك البابا والقساوسة أي اموال قائلا " البابا يعيش بلقمته .. البابا ليس متزوجا وليس لديه اولاد فلماذا يكتنز الأموال ؟ "  لافتا الى ان الذي يحاسب البابا هو المجلس الملي، والمجلس المقدس، والقرارات داخل الكنيسة لا تكون الا بالاغلبية،  وكل شئ مثبت في الدفاتر قائلا " العملية مش سايبة " مؤكدا على أنه ليس من حق الدولة طبقا للقانون مراقبة اموال الكنيسة، مشيرا الى ان اموال الكنيسة ليس مالا عاما، انما هي تبرعات خاصة من الاقباط، لافتا الى ان الازهر يمول بواسطة الدولة، والمشايخ يحصلون على رواتبهم من ميزانية الدولة، اما الكنيسة فتقوم على التبرعات، ولا يحصل القساوسة على رواتبهم من الدولة، ولكن من تبرعات الاقباط، مشيرا الى ان مصادر اموال الكنيسة هي التبرعات فقط .

أما نادر الصيرفي عضو حركة أقباط 38 فقال:  ان زيارة البابا لمشروع لقناة السويس وتبرعه بمليون جنيه للمشروع، هي محاولة للتغطية على تقصيره في مسألة الأحوال الشخصية للاقباط، مشيرا الى ان الشريعة المسيحية تلزم الاقباط بالتبرع في الخفاء، وبالتالي البابا قصد أن يتبرع علانية لكي يستعيد بعضا من شعبيته التي افتقدها، او تشتيت زهن الرأي العام عن ما حدث في الاحوال الشخصية، منوها الى ان اموال الكنيسة تدار بدون اي ضوابط، لكن تقوم على المجاملات والمحسوبية، وان المساعدات لا تصل للمستحقين، لافتا الى انه لا يوجد لائحة داخل الكنيسة تحدد المحتاج من عدمة، موضحا أن كل ممتلكات الكنيسة مسجلة باسم الاساقفة والبابا، وهم يتصرفون في اموال الكنيسة وكأنه مالا خاصا، وقال ان الكنيسة هيئة اعتبارية عامة تخضع للقوانين العامة، والبابا مكلف بوظيفة عامة وبالتالي هو في حكم الموظف العام، وعن سر عدم اخضاع الكنيسة لرقابة الدولة، قال ان السبب يعود الى اسنخدام الكنيسة لفزاعة الاضطهاد الديني ضد اي حاكم يقترب منها، مشيرا الى ان تدخل البابا في العمل السياسي يمثل مخالفة لمبدأ المشروعية لان البابا من المفترض انه صاحب سلطة دينية وروحية ولا علاقة له بالسياسة، مؤكدا على عدم وجود آلية للمحاسبة داخل الكنيسة، وبالتالي حقوق الأقباط تضيع – حسب قوله - .