نائب في الكونجرس الامريكي : فساد الفيفا اكثر فجاجة وغطرسة من المافيا نفسها !!
دعا مجلس الشيوخ الامريكي لإدخال إصلاحات مكثفة على الطريقة التي تدار بها كرة القدم على مستوى الاتحادين الدولي والامريكي، وتساءل عن حجم ما يعلمه كبار المسؤولين عن اللعبة في الولايات المتحدة عن الفساد داخل أروقة الفيفا.
وقال السناتور ريتشارد بلومنتال رئيس الكتلة الديمقراطية في اللجنة الفرعية للتجارة بمجلس الشيوخ خلال جلسة الاستماع التي عقدت الاربعاء: "تظهر الحقائق أن هناك إما جهل مقصود أو عجز صارخ منتشر بين الكثير من أعضاء هذه المؤسسة .. هذا ينطبق على الاتحاد الامريكي لكرة القدم".
وتأتي هذه الجلسة لفحص مزاعم الفساد التي طالت الفيفا والاتحادات والجهات الكروية ذات الصلة.
وأضاف بلومنتال أن هناك: "مجموعة إجرامية تدار على طريقة المافيا هي المسؤولة عن الرياضة".
وأشار بلومنتال إلى أن هذا الوصف: "يمثل إهانة للمافيا الى حد كبير .. لأن المافيا لا تتصرف بمثل هذه الفجاجة والعلنية والغطرسة خلال أعمال الفساد التي تقوم بها".
وتابع: "أريد أن أعرف طبيعة الاصلاحات التي يخطط الاتحاد الامريكي لكرة القدم لتطبيقها .. وما هي ابعادها وتوقيتها. يبدو واضحا أن هناك حاجة ملحة لمثل هذه الاصلاحات".
وشكل تشاك بليزر المسؤول الامريكي السابق والذي كان عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا على مدار 17 عاما أحد محاور فضيحة الفساد الأخيرة، وأقر بليزر بارتكاب سلسلة من المخالفات تتعلق بتقديم رشى وهو يتعاون حاليا مع السلطات الامريكية.
وفي اواخر مايو ايار الماضي اتهم مدعون اتحاديون في بروكلين بنيويورك تسعة مسؤولين حاليين وسابقين في الفيفا إضافة لخمسة مسؤولين تنفيذيين في مجال الاعلام والترويج الرياضي بالتورط في مخالفات تتعلق بأكثر من 150 مليون دولار على مدار 24 عاما.
وقال مدعون إن التحقيقات تواجه مخططات معقدة لغسل أموال وايرادات بملايين الدولارات لم يتم تحصيل ضرائب عنها وحسابات مصرفية في الخارج بعشرات الملايين تعود لمسؤولين في كرة القدم.
وقال بلومنتال: "الكثير من تلك الجرائم ارتكبت في الولايات المتحدة وهو ما يثير الانزعاج بشكل خاص".
وقال السناتور الجمهوري جيري موران الذي ترأس جلسة الاستماع إنه وبالنظر لإعلان سيب بلاتر رئيس الفيفا نيته الاستقالة: "فان الوقت قد حان الآن بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الامريكي لكرة القدم للمشاركة وتحديد كيف لنا أن نشجع أي اصلاحات ذات مغزى".
وقال آندرو جينينجز وهو صحفي تحقيقات ومخرج بريطاني كتب بشكل مكثف عن مزاعم الفساد التي طالت الفيفا واتحادات كرة القدم ذات الصلة على مدار عدة سنوات إن: "القائمين على الاتحاد الامريكي لكرة القدم يجب أن يعلموا بتورط بليزر وجاك وارنر في أنشطة الفساد والتهرب الضريبي".
وشغل وارنر وهو من ترينيداد وتوباجو منصب رئيس اتحاد امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف).
وكان وارنر من بين من تم اتهامهم بارتكاب مخالفات تتعلق بتقديم رشى، لكنه كان ينفي باستمرار تلك المخالفات وهو يقاتل الان ضد محاولات لتسليمه للولايات المتحدة.
وأبلغ دان فلين الرئيس التنفيذي للاتحاد الامريكي لكرة القدم اللجنة الفرعية أنه لا يعلم شيئا عن الفساد في كرة القدم، وقال إن بليزر لم يرتبط بأي أنشطة خاصة بالاتحاد الامريكي منذ عام 1986.
وقال فلين قبل الاتهامات التي وجهت مؤخرا لمجموعة من مسؤولي كرة القدم إنه لم يكن على علم بقيام وزارة العدل الامريكية بإجراء تحقيق في مزاعم بشأن وجود فساد في اللعبة.
وأضاف فلين أنه بدأ يشعر قبلها - وهي فترة زمنية وصفها بأنها تتجاوز بضعة أشهر بقليل وأقل من عدة سنوات - بحالة من عدم الارتياح، بسبب بعض مما شاهده يحدث على صعيد الاتحادات التي تدير الرياضة.
وقال إن: "عدم الارتياح شكل شعورا عاما"، بسبب مشكلات محتملة في كيفية إدارة الرياضة.
وأضاف أنه: "عندما تحول شعور عدم الارتياح إلى شعور مزعج للغاية فانه لم يعد يشارك في أي أنشطة ذات صلة بكرة القدم".