تفاصيل أخطر محاولة اغتيال للبابا تواضروس
«النبأ» تخترق التعتيم الأمني والإعلامي وتكشف التفاصيل:
ترتيبات للاستعانة بشركات أمن أجنبية خاصة لحماية الكاتدرائية
جبرائيل: الأمن أحبط محاولات لقتل البطريرك في الإسكندرية
وسط تعتيم إعلامي، وأمني يتم تكثيف الحراسة الشخصية للبابا تواضروس الثاني؛ بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في الإسكندرية مؤخرا.
«النبأ» نجحت في اختراق التعتيم الأمني والإعلامي، وتكشف في السطور التالية تفاصيل التهديدات الأمنية التي يتعرض لها البابا، وكواليس خطط المواجهة الأمنية. البداية كانت بالإعلان المفاجئ، من قبل المقر الباباوي، عن إلغاء العظات الأسبوعية للبابا حتى عام 2018 في سابقة هي الأولى من نوعها التي تشهدها الكنيسة المرقسية منذ سنوات طويلة. وبحسب البيان الصادر عن الكنيسة الأرثوذكسية، فإن سبب إلغاء العظة هو التهديدات التي تتعرض لها الكنيسة المرقسية، والتي أثارت مخاوف الأمن الخاص للبابا، من احتمال أن يتم استغلال هذا اللقاء الأسبوعي؛ لتنفيذ عمليات تستهدف حياة قداسته. وتلا ذلك المعلومات المتداولة على نطاق ضيق، حول ترتيبات يجريها المقر الباباوي، للاستعانة بشركة أمن خاصة، أجنبية، تتولى حراسة الكنيسة، والبابا ذاته بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
كل هذه المعلومات أوضحت بشكل قاطع أن هناك أمرا ما يجري على الأرض، ولم يتم الإعلان عنه، وهو ما تزامن مع تواتر المعلومات أيضا عن تعرض البابا تواضروس الثاني لمحاولة اغتيال في الإسكندرية خلال زيارته الأخيرة لها.
الكنيسة المرقسية نفت الأنباء التي تداولت حول تعرض البابا لمحاولة اعتداء استهدفت حياته، لكنها لم تبرر إلغاء العظة الأسبوعية، كما لم تنف بشكل قاطع الاتفاق مع شركة الأمن الأجنبية، وأكد مصدر وثيق الصلة بالمقر الباباوي، أن الكنيسة تبحث بالفعل الاستعانة بحراسات من أحدى الشركات الأجنية؛ لتأمين البابا بعد محاولة استهدافه في أثناء زيارته الأخيرة للإسكندرية، والتى شددت بعدها وزارة الداخلية الحراسة على مقر البابا، وتحديث منظومة المراقبة والتأمين بالكاتدرائية.
وأشار المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، إلى أنه تم تغيير معظم كاميرات المراقبة بمبنى الكاتدرائية، واستبدالها بأنواع أحدث، مع تركيب بوابات إليكترونية على مداخل المقر الباباوي وزيادة عدد الأفراد على البوابات.
وأضاف المصدر أن البابا لا يخشى محاولة اغتياله، ويتحرك فى زياراته بكل ارتياح، لافتا الانتباه إلى أن الداخلية أمرت الكنيسة بعدم الكشف عن تحركات البابا، قبل التحرك، حتى لا يتم رصدها من الجماعات الإرهابية.
من جانبه نفى المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، وصول تهديدات باغتيال البابا لعلم الكنيسة، مشددا على أنه لا صحة لمحاولة اغتياله في الإسكندرية، واصفا هذه المعلومات، بأنها مجرد أخبار تتداولها مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام، وهي غير صحيحة، مشيرا إلى أن تأمين البابا لا جديد فيه، ولا يوجد أي زيادة في أعداد أطقم الحراسة، ولم يحدث أى ترتيبات جديدة في تأمين تحركات البابا.
على صعيد مواز قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إن البابا تواضروس من الشخصيات العامة المستهدفة من الجماعات الإرهابية؛ بسبب الدور الوطني الذي أداه في 30 يونيو، ومساندته للدولة ضد الإرهاب، ورفضه إثارة القلاقل عندما تم حرق الكنائس.
وأضاف جبرائيل، أنه رغم عدم الإعلان عن محاولة اغتيال البابا، من قبل المقر الباباوي، فإن مصادر أكدت له أن محاولات عدة جرت لاغتيال البابا، وأحبطتها وزارة الداخلية، وذلك في أثناء زيارته الأخيرة للإسكندرية، بعد اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، كاشفا عن أن الكنيسة لم تعلن عن ذلك رسميا؛ منعا لإثارة البلبلة.
وعن تأكيد المتحدث الرسمي عدم وجود حراسة مشددة على البابا، أوضح جبرائيل أن تصريح المتحدث الرسمي؛ يهدف لغض البصر عن فكرة أن البابا مستهدف بالاغتيال، وإنما يريد أن يسير الوضع بطريقة طبيعية.
وأوضح أن الحديث عن محاولات اغتيال البابا لن يثير الفتنة الطائفية بين المصريين؛ نظرا للوعي المصرى وإدراك الشعب أنه لا توجد فتنة بين الأقباط والمسلمين، وأن الإرهاب هو الذى يزرعها.
بدوره قال الناشط الحقوقي، جرجس بشري، إن البابا تواضروس الثاني تلقى العديد من التهديدات بالاغتيال، موضحا أن هذه التهديدات تتمثل في التحريض على البابا، من أمثال وجدي غنيم الذي يصف البابا بزعيم الصليبيين، ويتهمه بخيانة الرئيس مرسي؛ بسبب مساندته لثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن هناك تهديدات ضمنية من الإخوان لكل من ساندوا ثورة 30 يونيو.
وأضاف بشرى أن البابا تواضروس، بوصفه رمزا للكنيسة المصرية، التى ساندت الثورة الشعبية وأحبطت مخطط الإخوان، والذى أفشل محاولتهم جرجرة الكنيسة للاستنجاد بالتدخل الأجنبي، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، والتي أُحرقت على أثره عددا كبيرا من الكنائس، موضحا أن رد الكنيسة كان قويا، حين قال البابا: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».
وأكد الناشط الحقوقي، أن بعض المصادر أكدت لجوء الكنيسة لشركات أمن أجنبية خاصة؛ لحماية البابا، مطالبا الحكومة بتشديد الحراسة على البابا تواضروس الثاني.