رئيس التحرير
خالد مهران

لغز إقصاء "الأقباط" من القصر الرئاسى و"التحالفات الانتخابية"


"عازر": الفريق الاستشارى لـ "السيسى" لم يكتمل حتى الآن
"أندراوس": القيادة السياسية الحالية لا تهتم بمشكلاتنا

لفترات طويلة، كانت عملية استبعاد الأقباط من شغل المناصب السياسية، مثار جدل واهتمام من الجهات التى دائما ما وجهت النقد لمن يديرون الدولة فى مصر، بشأن هذا الملف الأكثر إثارة للجدل.

خلال الأيام الماضية، أثيرت بعض الانتقادات بشأن عدم تعيين الرئيس عبدالفتاح السيسى، لشخصية قبطية فى مناصب القصر الرئاسى، مثل منصبى مستشار الرئيس أو مساعده للشئون القبطية.

المنتقدون لمسألة استبعاد الأقباط من وظائف الرئاسة، يستدعون إلى المشهد السياسى، القرار الذى أصدره الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى، والخاص بتعيين الكاتب والمفكر القبطى، الدكتور سمير مرقص، فى منصب مساعد رئيس الجمهورية، لشئون التحول الديمقراطى، وهى الخطوة التى حاول بها الرئيس المعزول إبعاد شبهة إقصاء الأقباط عن الهيكل السياسي والإداري فى رئاسة الجمهورية.

فى الوقت الحالى أيضا، تثار مسألة استبعاد الأقباط من التحالفات الانتخابية الكبرى، مثل "الجبهة المصرية"، الذى يلعب فيه حزب الحركة الوطنية المصرية، لمؤسسه الفريق أحمد شفيق، دورا كبيرا، وقائمة فى حب مصر، التى كان يقودها اللواء المقرب من الجيش، سامح سيف اليزل، وهى القوائم الانتخابية التى تسعى للسيطرة على نصيب الأسد من الكتلة البرلمانية فى مجلس النواب المقبل.

ندرة وجود أسماء ذات ثقل سياسى فى التحالفات الانتخابية المختلقة، جعلت الكثيرين من المتابعين للمشهد السياسي، يروجون لمقولة : "إن كل الأقباط متمركزون فى حزب المصريين الأحرار، للفوز بالدعم المالى لمؤسس الحزب رجل الأعمال الشهير المهندس نجيب ساويرس".

الناشط السياسى القبطى مينا ثابت، مؤسس ورئيس حزب المبادرة الشعبية - تحت التأسيس - قال فى تصريحات صحفية سابقة، إن حكومة المهندس إبراهيم محلب، وسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسى، تعيد استنساخ نظام الإخوان.

وأكد أن النظام الحالى برئاسة عبدالفتاح السيسى، سيواجه ثورة المظلومين التى ستقضى على الأخضر واليابس، وهى الثورة التى يرى رئيس حزب المبادرة الشعبية، أنها ستكون ثورة للمظلومين والمهمشين من الأقباط.

مارجريت عازر، الأمين العام المساعد للمجلس القومى للمرأة، وسكرتير عام حزب الوفد، قالت إن عدم تعيين الرئيس السيسى لشخصية قبطية فى مناصب القصر الرئاسى، يعتبر أمرا سابقا لأوانه، لاسيما أن الفريق الرئاسى والاستشارى للرئيس عبد الفتاح السيسى، لم يكتمل إلى الآن، مشيرة إلى أن الرئيس ربما يسند الملف القبطى، إلى شخصية سياسية قبطية، عقب الانتهاء من إجراء انتخابات مجلس النواب.

فى حين يرى أندراوس عويضة، عضو المكتب السياسى لاتحاد شباب ماسبيرو، أن القيادة السياسية الحالية لا تهتم بمشكلات الأقباط، موضحا أن عدم تعيين شخصية قبطية فى مناصب القصر الرئاسى، يعد استكمالا لمسألة إقصاء الأقباط من المناصب الحساسة فى الدولة، متسائلا: ألا توجد شخصية قبطية تصلح لمنصب مستشار الرئيس أو مساعده؟

أما فادى يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، فيرى أن مسألة استبعاد الأقباط من المناصب السياسية الكبيرة، يعد أمرا يسأل عنه قيادات الدولة وليس الأقباط، الذين يعتبر تعدادهم الحقيقى "سرا عسكريا   لافتا إلى أن معرفة العدد الحقيقى للأقباط فى مصر، من الأشياء التى تساعد على إعطائهم التمثيل الحقيقى لهم فى الحقائب الوزارية والمقاعد الرئيسية فى مجلس النواب وفى المحليات.

وأشار "يوسف" إلى أن الأقباط مهمشون، ولم يحصلوا على مناصب مهمة فى القصر الرئاسى، رغم نجاحهم فى العديد من المجالات، مثل القانون والسياسة والطب والهندسة، ضاربا المثل بجراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب، وخبير الأنفاق العالمى المهندس هانى عازر، لافتا إلى أن الدول الخارجية تصدر هذه الشخصيات فى المشهد السياسى، بينما تتجاهل مصر العديد من القيادات القبطية الناجحة.

فى حين قال عاطف أمين، عضو الهيئة العليا لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن الكنيسة كانت فى عصر الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، هى الصوت السياسى الوحيد للأقباط، ولكن اندلاع ثورة يناير، والإطاحة بمبارك من سدة الرئاسة، جعل الأقباط وخاصة الشباب، يمارسون السياسة بصورة تلقائية، ضاربا المثل بدور الشباب القبطى فى حملات عزل الدكتور محمد مرسى من الحكم، فضلا عن مشاركة البابا تواضروس الثانى، فى بيان 3 يوليو، الذى تم بموجبه تم تعطيل العمل بالدستور  وعزل "مرسى".

وأشار "أمين" إلى أن الأقباط عليهم المشاركة فى الحياة السياسة والاندماج فى الأحزاب، وعدم الانسحاب من المشهد، لافتا إلى أن الكنيسة لها دور كبير فى الدفاع عن حقوق الإنسان والحياة الديمقراطية بصورة عامة.

وبشأن عدم تعيين "السيسى" لشخصية قبطية فى منصب مساعد الرئيس أو مستشاره للشئون القبطية، أكد عضو التحالف الشعبى الاشتراكى، أن الأقباط مطمئنون إلى النظام السياسى الحالى، ولا يثيرون هذه القضية، ولكن المشكلة أن الكوادر القبطية "منغلقة" على نفسها، ولا تناقش الأمور السياسية العامة، وربما يكون هذا هو السبب فى عدم وجود أحد منهم فى مناصب القصر الرئاسى.

وأشار إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسى، عين الدكتور سمير مرقص، مساعدا له لشئون التحول الديمقراطى، حتى يبعث برسالة يطمئن فيها الأقباط الذين كانوا يشعرون بتخوف من موضوع تطبيق الشريعة بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم.

وأضاف "أمين" أن ندرة وجود الأقباط فى التحالفات الانتخابية أمر لا يثير التخوف، خاصة أن الدستور يجبر الأحزاب السياسية أن ترشح كوادر قبطية على قوائمها الانتخابية.

وطالب "أمين" القيادات والكوادر القبطية بالاندماج فى الحياة السياسية والاجتماعية وعدم البقاء بعيدا عن المشهد السياسى، مستنكرا عدم ظهور المستشار نجيب جبرائيل إلا فى الأمور التى تخص  الأقباط فقط، على عكس الناشط جورج إسحق، الذى له نشاط كبير فى مجال حقوق الإنسان.