هيتسفيلد يفتح النار على غوارديولا بسبب هوية بايرن ميونيخ
يجمع أغلب خبراء الكرة على مكانة أوتمار هيتسفيلد في عالم كرة القدم، فقبل أن يكون مدربا، لعب هيتسفيلد كمهاجم في العديد من الأندية السويسرية، كما لعب أيضا في نادي شتوتغارت والمنتخب الألماني، وبعد اعتزاله اللعب عام 1983، قرر الانتقال إلى عالم التدريب، فأبدع كمدرب، حتى إن خبراء الكرة لقبوه بـ"الجنرال".
وحقق أوتمار هيتسفيلد مع الفرق التي دربها، لا سيما بايرن ميونيخ، إنجازات كبيرة ففي عهده شهد الفريق البافاري ازدهارا كرويا وأحرز ألقابا عديدة، مثل الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا (تشامبيونزليغ)، أرفع بطولة على مستوى الأندية في أوروبا، التي نال لقبها هيتسفيلد، مع الفريق البافاري عام 2001 بعد أن سبق له الفوز بها مع دورتموند عام 1997.
هيتسفيلد غير راض عن البايرن حاليا
لاشك أن بايرن ميونيخ هو مفخرة الأندية الألمانية، لكن الكثيرين من خبراء الكرة ينتقدون السياسة التي تتبعها إدارة النادي في عهد المدرب الأسباني بيب غوارديولا، ومن بين أكثر المنتقدين أوتمار هيتسفيلد، فهو يخشى أن يفقد الفريق البافاري طابعه الألماني.
ويرى هيتسفيلد أن الإدارة البافارية تميل وبشكل متزايد للتعاقد مع لاعبين أجانب، الأمر الذي دفعه البيت البافاري من خلال تصريحات سابقة له عبر موقع "كيكر" عندما قال: "هذا الاتجاه أصبح ملحوظا بشكل كبير، على الرغم من أن الاهتمام بضم أفضل اللاعبين الألمان كان من أهم الخصائص التي تمثل هوية النادي البافاري في السابق".
لم يمض بضعة أسابيع على تصريحات هيتسفيلد المنتقدة لسياسة البايرن، ليجدد "الجنرال" انتقاداته عبر قناة "سكاي " الرياضية في نهاية الأسبوع الماضي، وأشار هيتسفيلد إلى أن هجرة بعض الرموز الألمانية الأساسية من الفريق، أكبر دليل على أن بايرن ميونيخ يخسر طابعه الألماني.
غوارديولا والطابع الألماني لبايرن
لا يغيب عن البال أن منتخب ألمانيا الذي فاز بكأس العالم بالبرازيل عام 2014 كان يضم سبعة لاعبين من الفريق البافاري من أصل أحد عشر لاعبا، وهم مانويل نوير وفيليب لام وباستيان شفاينشتايغر وجيروم بواتينغ وتوني كروس وتوماس مولر وماريو غوتزه وبالنظر إلى تلك الحقيقة يبدو فعلا أن إدارة النادي كانت في السابق تحرص على اجتذاب اللاعبين الألمان الدوليين.
لكن الأمر اختلف في عهد غوارديولا، إذ خسر البايرن توني كروس وباستيان شفاينشتايغر، بل إن الطبيب مولر فولفارت الذي عمل مع بايرن لمدة تقترب من أربعين عاما اضطر إلى الاستقالة بعد خلافه مع غوارديولا.
كما أن الأنباء تواترت عن احتمال رحيل توماس مولر وماريو غوتزه، وأصبح من الملفت طغيان عدد اللاعبين الأسبان مثل تشابي ألونسو وتياغو الكانترا وخافي مارتينيز وخوان برنات، بل حتى اللاعب الجديد أرتورو فيدال، الذي تعاقدت معه إدارة بايرن مؤخرا هو تشيلي الأصل ولغته هي الأسبانية أيضا. فهل فعلا أن غوارديولا يسعى للقضاء على الجذور الألمانية للبايرن؟
غوارديولا يدافع عن نفسه!
يتفق الكثير من النقاد الرياضين مع الانتقادات الموجهة لغوارديولا بشأن فقدان بايرن لطابعه الألماني في عهده، لكن المدرب الأسباني في دفاعه عن نفسه، اختار الهجوم على هيتسفيلد ووفقا لموقع "سبورت1" الألماني فإن غوارديولا خرج عن صمته، وردّ بعنف على انتقادات هيتسفيلد، مشيرا إلى أنه "كاتالوني الأصل ولا يمكنه أن يفكر بعقلية ألمانية".
وَقْعُ الردّ وصفه الكثير من المراقبين الرياضيين بـ" المفاجئ"، إذ قال غوارديولا: "إن فريق بايرن ميونيخ الذي فاز بالتشامبوينزليغ عام 2001 في عهد هيتسفيلد، لم يكن به سوى أربعة لاعبين ألمان".
كلام غوارديولا صحيح فقد بدأ هيتسفيلد مباراة النهائي أمام فالنسيا الأسباني آنذاك بأربعة لاعبين ألمان فقط هم الحارس أوليفر كان، والمدافع توماس لينكه ولاعبا الوسط شتيفان إيفنبرغ ومحمد (مهمت) شول، لكن أثناء المباراة دفع هيتسفيلد بلاعبين ألمانيين آخرين هما المهاجم كارستن يانكر وزميله ألكساندر تسيكلر.
من المفارقات أن بايرن ميونيخ افتتح الأسبوع الماضي موسم منافسات البوندسليغا (2015/2016) بلقاء مع هامبورغ، لم يشارك فيه سوى أربعة لاعبين ألمان هم: نوير، لام، بواتينغ و مولر أما غوتزه فبقي جالسا على مقاعد البدلاء.
وربما يستمر الجدال بين هيتسفيلد وغوارديولا، ولسوف يصحح هيتسفيلد لغوارديولا العدد الذي ذكره، أما جمهور بايرن ميونيخ فمعظمه متعاطف مع هيتسفيلد، ويبقى الحل الوحيد أمام غوارديولا ليسكت المعترضين عليه، هو الفوز بالثلاثية هذا الموسم.