رئيس التحرير
خالد مهران

مؤامرة كبار المجمع المقدس لإسقاط «تواضروس» بـ«النيران الصديقة»

البابا تواضروس
البابا تواضروس

عزت: بعض الكهنة يؤجرون حركات مشبوهة لمنع محاولات الإصلاح

فيما يبدو أنه تلميح إلى ما يحيط به من أزمات ضخمة، ذكر البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، في مقاله الأخير بمجلة «الكرازة»، والذي نشره تحت عنوان «الأمراض الاجتماعية» إن: «الأمراض الاجتماعية ظواهر تطفو في أي مجتمع وتصيبه بحالة من التناحر أو الصراع أو الانقسام أو التشرذم أو الارتباك؛ مما يعرقل نموه وإيجابياته».

مقال البابا يؤكد أن أزمات عدة تحاصره، وأن هناك عددا من المشاكل التي تتعرض لها الكنيسة،  تسبب له صداعا؛ وهو ما دفعه إلى الرد على الحملات التي تهاجمه على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بغرض الحد منها، وتوحيد الأقباط خلفه؛ حتى لا يستجيبوا لدعوات التظاهر التي يمكن أن تزيد الأمور تعقيدا واشتعالا.
«النبأ» من جانبها ترصد في هذا التقرير أكبر خمس أزمات تحيط بالبابا، وتسببت في تنامي الغضب الشعبي ضد الكنيسة، بشكل يهدد باندلاع ثورة قبطية، ربما لم يسبق لها مثيل عبر تاريخ الكنيسة الشرقية العريق.

ودعا بعض شباب الأقباط إلى التظاهر أمام الكاتدرائية، يوم الأربعاء المقبل، لإجبار الكنيسة على تنفيذ عدد المطالب التي يرون أنها ضرورية لتعزيز الدور الكنسي في خدمتهم، وفي مقدمتها إجراء إصلاحات مالية وإدارية تضمن الرقابة على أموال الكنيسة.

وتتمثل أولى الأزمات، أو القنابل، التي يفجرها الشباب القبطي في وجه البابا، في كيفية إحكام الرقابة على أموال الكنيسة، وإعادة تفعيل دور المجلس الملي المنوط به إحكام الرقابة على موارد الكنيسة، وبخاصة في ظل حالة الرفض الشديدة من قبل بعض القساوسة لفكرة عودة المجلس الملي، وهو الأمر الذي يضع البابا في حيرة كبيرة.

أما ثاني القنابل المعدة للانفجار في الكنيسة، فهي تطبيق لائحة الأحوال الشخصية، والتي تقابل برفض كبير من أعضاء المجمع المقدس، وكذلك هناك قنبلة الكشف عن بعض النزوات الشخصية لعدد من القساوسة والقضايا المرفوعة ضدهم كقضايا زنا، والتي تسعى الكنيسة إلى التكتم عليها منعا لتشويه صورة القساوسة.

ويضاف إلى هذه القنابل، المطالب المتزايدة بتفعيل دور الشباب داخل الكنيسة، في مواجهة سيطرة بعض كبار الكهنة، وأيضا نزع فتيل قنبلة الصراع الدائر بالمجمع المقدس ضد البابا   ومحاولات إظهاره في صورة الضعيف.

ويقول المفكر القبطي جمال أسعد، عضو مجلس الشعب السابق، إن هناك العديد من المشاكل القائمة بالفعل داخل الكنيسة، وتحاصر البابا، وتحتاج إلى حلول عملية، موضحا أن بقاء هذه المشاكل يجعلها متفاقمة وصعبة الحل.

وأضاف أسعد في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الغضب ضد الكنيسة اتسع نتيجة التغيرات التي وقعت بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والتي جعلت الشعب المصري يكسر حاجز الخوف وجعل كل مواطن يعبر عن رأيه دون حسابات.

وأوضح أن هذه التغيرات لم تدركها القيادة الكنسية، وترى أن الأمور كما هي وأن الشعب الكنسي لم يكسر حاجز الخوف، منوها بأن هذه المتغيرات تحولت إلى ممارسات عملية تمثلت في المطالبة بالتظاهر لحل هذه المشاكل، مشيرا إلى اتساع قاعدة المطالبات لتتجاوز مشاكل الزواج والطلاق، ووصلت إلى المطالبة بتغيير ممارسات كنسية موجودة منذ 30 عاما، ومنها ما يخص الجانب المالي وكيفية سيطرة رجال الدين على المادية والروحية.

وأشار الناشط القبطي إلى أن التظاهرات ضد الكنيسة لن تختفي، قبل أن يتم حل مشاكل الأقباط، مضيفا أنه يجب على رجال الكنيسة أن يستجيبوا لأطروحات حل هذه المشاكل.

وكشف الناشط القبطي، عن أن البابا تواضروس الثاني يسعى إلى حل المشاكل، ويريد أن يحدث تغييرا حقيقيا في الأحوال الكنسية، موضحا أن الحرس القديم من أعضاء المجمع المقدس، يقفون ضد البابا ويثيرون المشاكل، في محاولة لإقالة البابا.

من جانبه، قال هاني عزت رئيس ومؤسس رابطة منكوبي الأحوال الشخصية للأقباط، إن الوضع داخل الكنيسة محبط جدا، موضحا، أن البابا تواضروس تحاصره الأزمات على الرغم من أنه خرج من بيت معتدل، واعتنق الرهبنة برغبته، ولديه فكر جديد ويسعى إلى التطوير.

وأضاف عزت فى تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن أعضاء المجمع المقدس، منذ عهد البابا شنودة، مقتنعون بأنه لا طلاق إلا لعلة الزنا، موضحا أن البابا تواضروس اصطدم بتشدد المجمع المقدس، الذي يرفض أعضاؤه أي تعديلات يسعى إليها البابا، مشيرا إلى أن هناك محاولات من قبل بعض الكهنة داخل المجمع المقدس لإظهار البابا في صورة الشخص الضعيف وغير القادر على السيطرة.

وأوضح عزت أن البابا له مكانه كبرى، وعزله أو الإطاحة به سيضر بالأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن المجمع المقدس يشجع بعض الحركات المشبوهة، على مهاجمة البابا والاعتراض عليه؛ من أجل منعه من إجراء إصلاحات نهائيا.

وكشف رئيس ومؤسس رابطة منكوبي الأحوال الشخصية للأقباط، عن أسماء بعض القساوسة الذين يعملون ضد البابا، وهم: (الأنبا بولا، الأنبا بيشوي، الأنبا كيرلس)، مضيفا أن من يؤيدون البابا في كل تحركاته من أعضاء المجمع المقدس ليس لهم قوة على الأرض.

من جانبه قال جرجس بشري الناشط القبطي: إنه لا يمكن وصف ما يتعرض له البابا تواضروس بالأزمات، أو القنابل، وإنما هي تحديات تمر بها الكنيسة القبطية خلال  هذه الفترة المفصلية التي يمر بها الوطن.
وأضاف أن الكنيسة تواجه نيرانا صديقة، فهناك من يريدون ضرب وحدتها، عن طريق تأليب الشعب ضد البابا.
وأضاف بشرى فى تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن الحرب التي يخوضها هؤلاء الأقباط ضد الكنيسة بالوكالة ستفشل؛ لأن تاريخ الكنيسة الوطني واضح في الدفاع عن الدولة المصرية ووحدتها وجيشها ووقوفها بقوة ضد مؤامرات التقسيم.

وأشار إلى أن إصدار قانون الأحوال الشخصية يعتبر تحديا كبيرا يواجه الكنيسة خاصة إذا اخترق الإخوان والسلفيون للبرلمان المقبل.

وأكد الناشط القبطي أن البابا أمامه تحد آخر، وهو إعادة هيكلة المجلس الملي العام لكي يكون معبرا عن الأقباط وممثلا لكل فئاتهم، مطالبا بأن يغير البابا منظومة مرتبات الكهنة، خاصة في الصعيد، وهي مرتبات لا تلبي الحياة الكريمة للكاهن وأسرته.

وأضاف أن من أخطر الأزمات التي يمكن أن تواجهها الكنيسة، حرب الشائعات للتشكيك في البابا وإنجازاته، وهذه يجب الرد عليها عبر جهاز إعلامي محترف للكنيسة ومدرب على أعلى مستوى بحسب رأيه.

ويرى الناشط القبطي أنه لا يوجد غضب شبابي ضد البابا، فهم قلة ناقمة وتريد إثارة البلبلة، منوها إلى أن البابا يحظى بمحبة كبيرة مطالبا بأن ينظر إلى إيبارشيات الصعيد والإشراف على الأساقفة ومدى خدمتهم لشعبهم، ومتابعتهم لهذه الخدمة، من حيث الافتقاد ورعاية الفقراء والمحتاجين.