ساعات نومك تؤثر علي سعادتك
أثبتت دراسة حديثة أن للنوم تأثيراً كبيراً على معدل الذكاء لدى الإنسان، حيث إن نقص ساعة واحدة من النوم يحول عقل طالب في الصف السادس إلى عقل طالب في الصف الرابع، فنقص هذه الساعة يساوي سنتين من النضج المعرفي والتطور العقلي.
و هناك علاقة بين قدرة الطلاب على التحصيل والتفوق ومتوسط مقدار النوم الذي يهنأون به، حيث إن هؤلاء الذين يحققون درجة امتياز في امتحاناتهم ينامون 15 دقيقة أكثر من أولئك الذين يحققون درجة جيد جداً، وهؤلاء بدورهم ينامون 15 دقيقة أكثر من زملائهم الذين لا يصلون إلا إلى درجة جيد، بالتأكيد الكلام هنا عن المتوسط وليس عن حالات بعينها.
و يجدر الإشارة إلى اتفاق أكثر من دراسة منفصلة على هذه الفكرة مما يقوي من شأنها، ومن جهة أخرى، تعمل قلة النوم على إضعاف قدرة الجسم على استخلاص الجلوكوز من الدم، مما يتسبب في أن يعاني جزء من المخ أكثر من باقي الأجزاء، وهو الفص الجبهي من القشرة المخية، المسئول عن التوفيق بين الأفكار؛ لتحقيق هدف ما والتنبؤ بالنتائج وإدراك عواقب الأمور.
وهذا بدوره يؤدي إلى أن يشعر الشخص قليل النوم بعدم القدرة على السيطرة على نفسه لتوجيهها إلى تحقيق هدف معين، بل يسهل تشتيته بأمور أقل أهمية وأكثر تسلية، ولهذا نجد العقل المرهق يتمسك بإجابته عن أحد الأسئلة، ولا يستطيع التوصل إلى إجابات إبداعية ويكرر نفس إجابته حتى وإن علم بالفعل أنها خاطئة.
وعندما تكون مرهقاً ولا تأخذ القسط الكافي من النوم يصعب عليك أن تشعر بالسعادة، حيث تكون قدرتك على استرجاع الذكريات السلبية أكبر من قدرتك على تذكر الأمور الإيجابية التي مررت بها، وذلك لأن الذكريات السلبية تتم معالجتها في الجزء من المخ المسمى اللوزة المخية، بينما تتم معالجة الذكريات الإيجابية في الجزء المسمى الحُصَيْن.
وإذا علمت أن الحرمان من النوم يؤثر سلباً على الحصين أكثر من اللوزة المخية، يكون اللغز قد اتضح حينئذ، وتكون النتيجة أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم يصعب عليهم تذكر المواقف السعيدة في حياتهم بينما تتناثر أمامهم المواقف التي تدعو للأسى.
وفي تجربة شيقة قام أحد الباحثين بإعطاء بعض من طلبة الجامعات قائمة بأشياء عليهم أن يحفظوها ثم يسترجعوها فيما بعد، ووجد أن الطلاب الذي يعانون من نقص النوم استطاعوا تذكر 81% من الكلمات ذات الدلالات السلبية مثل المرض والسرطان بينما لم يتذكروا سوى 31% من الكلمات ذات المضمون الإيجابي أو المتعادل مثل شروق الشمس أو كرة السلة.