رئيس التحرير
خالد مهران

أودينيزي كاد يعيد لميلان ذكرى كابوس اسطنبول 2005


رفع ميلان رصيده للنقطة التاسعة بتحقيقه انتصاره الثاني على التوالي على حساب أودينيزي بنتيجة 2-3 في ملعب الفريولي، تقدم ميلان في الشوط الأول من الجولة الخامسة بالسيري آ بثلاثية نظيفة عبر ماريو بالوتيلي، جياكومو بونافينتورا وكريستيان زاباتا، وعاد أودينيزي بقوة في الشوط الثاني ولكنه لم يسجل سوى هدفين عبر إيمانويلي بادو ودوفان زاباتا،متلقيًا الخسارة الرابعة على التوالي ليبقى رصيده عند 3 نقاط فقط.

أودينيزي سر التغيير السحري

منذ البداية كان سهلًا للغاية توقع ما حدث في الشوط الأول مع أودينيزي، فقد تأثر عمق الدفاع بقوة بغياب دانيلو ومشاركة ماوريتسيو دوميتزي عوضًا عنه، وذلك في ظل بطء وثقل المدافع المخضرم مقارنة بنظيره البرازيلي وهو ما سهل كثيرًا على ماريو بالوتيلِّي التحرر والتحرك أينما شاء والمساهمة في بناء الهجمات وتشكيل الخطورة على الخط الخلفي للبيانكونيري.

أمر آخر لم يتفطن المدرب ستيفانو كولانتوونو له في بداية المباراة يتعلق بإيجاد الحلول لمنع ريكاردو مونتوليفو من صناعة اللعب من الخلف .. فحين يلتقي لاعبان ريجيستا كلاسيكيين مثل إيتورا ومونتوليفو لا بد أن تكون الغلبة للاعب الفريق المستحوذ على حساب لاعب الفريق المتراجع، وذلك نظرًا لكون كليهما لا يملكان تلك القدرة الكبيرة على الدفاع.

ذلك ما حدث حين بدا إيتورا تائهًا تمامًا في الملعب دون مساندة من برونو فيرنانديس الذي احتواه نايجل دي يونج تمامًا في الشوط الأول.لكن كولانتوونو في المقابل أصاب حين قرر دعم الأطراف عى حساب الدفاع مستغلًا تراخي الميلان، عبر تبديل المدافع صاحب المستوى السيء إيفان بيريس ونزول دوفان زاباتا لتتحول الخطة من 3-5-2 إلى 4-3-3.

ذلك الحل كان ممتازًا للغاية لرفع الضغط عن العمق وتغيير مسار اللعب إلى الأطراف بقيادة الظهيرين علي عدنان وإدينيلسون وأمامهما سيريل ثيرو وزاباتا أو أنتونيو دي ناتالي، وهو ما أسفر عن هدفي الفريق وكاد يمنح أودينيزي التعادل في أكثر من مناسبة.

كما بدأ إيتورا يعمل بشكل أفضل في الشوط الثاني من العمق مع تحسن مردود بقية زملائه واستلام فريقه زمام المبادرة، فانقلبت الآية تمامًا على مونتوليفو.دخول زاباتا على وجه التحديد كان حاسمًا للغاية لأودينيزي من أجل كسر هيمنة مدافع ميلان أليسيو رومانيولي على الكرات العرضية داخل منطقة ميلان، فإن لم ينجح الكولومبي في الاستحواذ على كل الكرات القادمة من الطرفين داخل المنطقة فقد فرض ضغطًا كبيرًا على رومانيولي وأربك بما يكفي دفاع ميلان.

يلام كثيرًا على دي ناتالي، رغم جهده الوافر خاصة في الشوط الثاني، ميله لإيثار النفس على حسم بعض الهجمات بنفسه، فرغم أنه ساهم في تسجيل الهدف الأول، كان بوسعه أن يفرض حضوره بقوة أكبر عبر مختلف الهجمات التي أتاحت له فرصة التسديد مباشرة على المرمى بينما كان يفضل في المقابل التمرير لزملائه.

من الرائع أن تتيح الفرصة لغيرك ححين يكون ذلك ممكنًا، لكن لا ينبغي على المهاجم أن ينسى دوره الرئيسي.

دخول ميلان بعقلية هجومية بمشاركة مونتوليفو وجاكومو بونافينتورا في الوسط ووجود دافيدي كالابريا على الرواق الأيمن كان أمرًا حاسمًا للغاية لخطف النقاط الثلاثة في الشوط الأول.

كان واضحًا أن المدرب سينيسا ميهايلوفيتش علم كيف يسيطر على الملعب من العمق وكيف كذلك يدعم الأطراف بتحرك سوبر ماريو لليمين لشن الهجمات من جهة كالابريا في ظل حماية نايجل دي يونج، وبينما ساعده في ذلك تراجع مستوى إيفان بيريس، كانت مشاركة دوميتزي عنصرًا حاسمًا في هذه المعادلة.

ليس فقط التشكيل الهجومي والتعليمات بالتقدم للأمام، لكن أكثر ما صنع الفارق كانت تعليمات واضحة للغاية باللعب بـ "شراسة"، أمر لطالما عانى الروسونيري من غيابه في العديد من المباريات المخيبة خلال الموسم الماضي، لكن لا يبدو أن كييسوكي هوندا كان يستمع لكلام مدربه في محاضرة يوم المباراة ما زال هوندا يقدم أسوأ عروضه مع الفريق الأحمر والأسود وحقًا من الصعب فهم سبب عدم منح الفرصة لسوسو أو حتى الاعتماد على بالوتيلي خلف المهاجمين مثلما يريد الجميع، خاصة أن الأخير خرج كثيرًَا من منطقة الجزاء وساهم في إعداد الهجمات بنفسه وهو أمر ينبغي على هوندا القيام به من الأساس.على نقيض الشوط الأول، كان التراخي التكتيكي نتيجة التبديل الذي أجراه بخروج كالابريا - غير المفهوم إن لم يكن اللاعب مصابًا - ونزول أليكس وتحول زاباتا لمركز الظهير الأيسر، فقد منح ذلك المنافس الجرأة على الهجوم من الطرف الأيمن لميلان في ظل اكتفاء زاباتا بالأدوار الدفاعية.

لكن الأهم كان التراخي الذهني الذي اعترى جميع اللاعبين في بداية الشوط الثاني في سيناريو مشابه تمامًا لسيناريو مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 ضد ليفربول حين تقدم الميلان بثلاثية في الشوط الأول ليرد الإنجليز بنفس العدد في أول ربع ساعة من الشوط الثاني.

كان من السهل للغاية توقع محاولة أودينيزي الضغط بقوة واللعب بنزعة هجومية شرسة في مطلع النصف الثاني من اللقاء لأن إحراز هدف في أول عشر دقائق كان السبيل الوحيد للعودة في المباراة، لكن لا يبدو أن لاعبي ميلان وعوا ذلكسؤال أخير يطرح نفسه، لماذا أليكس؟ طالما أن ميهايلوفيتش بدا مطمئنًا على النتيجة لماذا لم يشارك الشاب رودريجو إيلي لمنحه الفرصة أكثر فأكثر كلاهما برازيليان لكن مدافع تشيلسي وباريس سان جيرمان الأسبق تسبب بشكل مباشر في دخول هدفين في مرمى فريقه بسبب بطئه، سوء تمركزه وسوء تصرفه وكأنه مدافع هاوٍ! إن أراد حقًا ميهايلوفيتش أن يكون حال فريقه أفضل دومًا في الدفاع فعليه نسيان فكرة الاعتماد على أليكس تمامًا إلا في أضيق الحدود، فهو منذ الموسم الماضي نسي أبجديات الدفاع ولا يبدو أنه سيستعيد الذاكرة مرة أخرى.