سر اختفاء النشطاء المعارضين للبابا تواضروس
يوسف: مؤسسو الحركات يبحثون عن الشهرة ولا مبادئ لهم
عزت: الكنيسة تستقطب النشطاء بوعود كاذبة.. والمجمع المقدس من يقف وراءها
مؤسس"9/9": موجودون على الساحة وسنلجأ إلى النائب العام فى حالة تعنت البابا
"هو يعنى أية ائتلاف" هذا ما قاله البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أثناء لقائه مع صحفيي الملف القبطى، حيث تعجب من كلمة ائتلاف وسخر من كثرة الحركات والائتلافات القبطية وعدم وضوح الرؤية قائلا: "إن كل الحركات والروابط القبطية ظهرت خلال الأربع سنوات الأخيرة، والبعض فيها نقي السريرة والبعض عكس ذلك".
حركات كثيرة خرجت ضد الكنيسة، بعد تولى البابا تواضروس منصب البطريرك، بعضها اتهم الكنيسة بأنها غير مهتمة بأحوال الأقباط والبعض الآخر اتهمها بالتقصير فى تحقيق مطالبهم وكانت أول هذه الحركات حركة "شباب ماسبيرو" والتى ظلت لفترة طويلة تطالب البابا بالتدخل من اجل حقوق الأقباط، لاسيما من قتلوا في أحداث ماسبيرو. وظهرت بعد ذلك حركة "أقباط 38" التى يترأسها نادر الصيرفى المرشح على قوائم حزب النور، والتى طالبت بالزواج الثانى وخرجت فى تظاهرات وهددت البابا بأن العديد منهم سيلجأ إلى الإسلام فى حالة عدم الاستجابة لهم، ثم بعد ذلك اختفت هذه الحركة وقلت من حدتها ضد البابا وأصبح دورها محدودا جدا ثم ظهرت حركة تمرد على الكنيسة والتى أسسها اسحاق فرانسيس وهو متواجد حاليا فى ألمانيا وطالب فيها بسحب الثقة من البابا ثم تراجع بعد ذلك وأعلن عن وقف الحركة.
وظهرت حركات أخرى تحت مسمى "رابطة حماة الإيمان" والتى تنتقد أداء تواضروس باستمرار وأيضا مجموعة "الصخرة الأرثوذكسية"
ومن ضمن الحركات التى كانت صداعا كبيرا فى رأس البابا حركة "9-9" والتى أسسها وحيد شنودة ودعت إلى التظاهر ضد البابا ولكنها توقفت فجأة ولم تخرج إلى التظاهر ولم تعلن الأسباب الحقيقة لتوقفها ومن ضمن الحركات الموجودة وتعمل على تعديل قانون الأحوال الشخصية حركة منكوبي الأحوال الشخصية، التى يترأسها هانى عزت وقد أعلن من قبل عن تأييده للتظاهر فى الكاتدرائية فى 9 سبتمبر الماضى.
فى الجانب الآخر ظهرت العديد من الحركات التى تدافع عن البابا، ومنها: حركة أطلقت على نفسها "شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس" والتى أعلنت أنها ستتصدى لكل الحركات المعارضة للكنيسة، وكشفهم أمام الجميع وأعلنت أن الحرس القديم للكنيسة هو من أنشأ هذه الحركات من أجل إسقاط البابا.
بينما نظمت حركات قبطية حملة "شعبك بيحبك"، للتضامن مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى مواجهة محاولات عزله والوقوف إلى جانبه.
الحركات القبطية بمثابة "فنكوش" أو "فقعات"، ومؤسسوها يبحثون عن الشهرة، وقال فادى يوسف مؤسس ائتلاف أقباط مصر إن السبب الحقيقى لظهور هذه الحركات ثم اختفائها من جديد، يكمن في غياب أي أهداف حقيقية لها، متهماً الداعين لمثل هذه الحركات بالبحث عن شهرة مزيفة وأنهم يتاجرون بمشاكل الناس.
وأضاف يوسف فى تصريحات خاصة لـ"النبأ" أن هذه الحركات التى تخرج ضد الكنيسة ليس لها مبادئ وأخلاق، متهماً إياها بأنها مدفوعة من قبل بعض الأشخاص الذين يريدون تشوية الكنيسة. وأشار إلى أنه من الطبيعى أن تظهر هذه الحركات فجأة وتختفى فجأة دون أن تحدث أى تغيير.
وأكد مؤسس ائتلاف أقباط مصر أن هؤلاء لا ينطبق عليهم اسم حركات قبطية، موضحا أن أى حركة قبطية تعمل للشأن القبطى العام وليس لمصالح شخصية.
ونفى ما يردد عن أن الكنيسة هى من تصدر مثل هؤلاء من أجل إظهارها دائما أنها تتعرض لأى مؤامرة، واصفا من يرددون مثل هذا الكلام بأنهم مرضى نفسيون ويعتقدون أن الكنيسة تتمتع بعقلهم المريض. وقال إن الكنيسة مؤسسة روحية وتقبل الجميع برغم كم التجاوزات المستمرة.
فيما يرى هانى عزت منسق رابطة "منكوبي الاحوال الشخصية للاقباط"، أن السبب الحقيقى لاختفاء هذه الحركات بسهولة، هو استقطاب الكنيسة لقياداتها، فى محاولة لتهدئتهم سواء بوعود كاذبة او التهديد بإحالتهم للتحقيق الكنسي والحرمان من أسرار الكنيسة أو الحرمان من التناول.
لكن عزت يرفض في الوقت نفسه الخروج على البابا تواضروس أو أية قيادة روحية كنيسة.
وأضاف عزت فى تصريحات خاصة لـ"النبأ"، أنه فى البداية دعم تظاهرة"9-9" بعد أن أخبره مؤسسسها أنه يملك مستندات فساد ضد بعض الكهنة ولكنه بعد ذلك رفض الجلوس مع البابا وفضل الجلوس مع الكهنة، موضحا أنه تراجع عنها نتيجة الوعود التى أخذها من الأنبا بنيامين لافتا الى أن هذه الوعود لن تتحقق.
وأكد عزت أن بعض الكهنة يقفون وراء هذه الحركات وخاصة حركة تمرد على الكنيسة التى كانت مكونة من شخصين، منوهاً بأن بعض قيادات المجمع المقدس يروجون لها، عن طريق الأنبا رافائيل الذى كان له أطماع فى الكرسى البابوى، وتابع: "هو (الأنبا رافائيل) من عمل اجتماع طارئ للمجمع المقدس وأعلن عن رفصة لحركة التمرد ضد البابا.
ونبه إلى أن هناك بعض الكهنة لهم مصالح شخصية من أجل وقف مثل هذه الحركات منعا لكشف الفساد المالى والإدارى لهم والتستر عليها.
وقال عزت إنه يتمنى أن تظهر حركات تحاول حل مشاكل الأقباط وتكون حقيقة وتعمل بجد ولا تجلس مع أحد حتى لا يتم شراؤها بالمال أو بوعود زائفة. وأضاف: نحن نعيش فى وطن والكنيسة جزء منه وليست هى الكل.
من جانبه، قال وحيد شنودة مؤسس حركة 9-،9 إن الحركة لم تخف من على الساحة بل موجودة، موضحا أن لديها صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى ويتم التواصل مع العديد من الأقباط لحل مشاكلهم. وأضاف أن هناك الكثير من المشكلات تم حلها بعد الدعوة إلى التظاهر فى الكاتدرائية فى 9-9 الماضى.
وذكر شنودة أن منع التظاهرات ووقفها تم بعد الجلوس مع المجمع المقدس والاتفاق على حل المشاكل مقابل وقف التظاهر فى هذا التوقيت منعا لاستغلالها من قبل البعض، مشيرا إلى أنه سيلجأ إلى النائب العام فى حالة عدم حل المشاكل التي وعدت الكنيسة بحلها، لما يمتلكه من مستندات ضد بعض الكهنة، على حد قوله.
ونفى شنودة صحة ما يقال بأن الكنيسة قامت بشرائه من أجل وقف التظاهر، موضحا أنه سيكون له رد فعل فى حالة رفض الكنيسة وإصرارها على التعامل مع الأقباط بأنهم عبيد لديها، نافياً ما يتردد حول أنه يبحث عن الشهرة، وقال إنه يعمل لصالح الأقباط.