سر غضب البابا من رجل الأعمال ثروت باسيلي
أحد أفراد الأمن: لابد أن يتدخل «تواضروس» لحل المشكلة
مصدر مقرب من رجل الأعمال: رئيس الديوان يدير حربا بسبب انتخابات المجلس الملي
استمرارا لمسلسل الخلافات داخل الكنيسة، طفت إلى السطح تفاصيل الخلافات الحادة التي نشبت مؤخرا بين البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ورجل الأعمال، ثروت باسيلى، وكيل المجلس الملى العام للكنيسة، والمنتهية مدته القانونية في أبريل 2011.
ويأتي ذلك عقب امتناع باسيلي عن دفع رواتب أفراد أمن الكاتدرائية، ردا على رفض البابا تأييد نجله في انتخابات البرلمان بعد أن طلب من البابا دعمه.
رفض تواضروس دفع رجل الأعمال إلى التهديد بأنه سيمتنع عن دفع رواتب أفراد الأمن والتي يسددها من جيبه الخاص، منذ 18 عاما، بحسب أحد المصادر الكنسية، وهو ما رفضه البابا.
لم يكن صدام باسيلي مع البابا والكنيسة، هو الأول، إذ إن هناك خلافات سابقة كان أشدها فى عهد البابا شنودة، حيث اتهم الكنيسة والبابا باتهامات خطيرة.
وكشف أحد المقربين من رجل الأعمال أنه لم يمتنع عن دفع رواتب أفراد أمن الكاتدرائية ولكن البابا هو الذى طلب ذلك، كما أنه لم يطلب من البابا دعم نجله فى الانتخابات، مشيرا إلى أن كل ذلك مجرد شائعات.
وتساءل المصدر المقرب من باسيلي، كيف يمنع هذه الرواتب وهو يدفعها منذ 18 سنة، مضيفا أن ما يتردد غير صحيح، وبخاصة أن البابا ليس له علاقة بالانتخابات والمسئول عنها الأنبا بولا، منوها إلى وجود خلافات بين بولا والبابا؛ بسبب دعم الأول لبعض المرشحين في الانتخابات.
وأضاف المصدر أن الدكتور ثروت باسيلي قال له نصا: «خلاص أنا كبرت ومش عايز أى حاجة من الكنيسة ولا من البابا، هما بيفكروا إني هادخل انتخابات المجلس الملى، وأنا مش داخلها لانى قررت أقضي الباقي من عمرى فى هدوء»، مشيرا إلى أن ما حدث مع رجل الاعمال تصفية حسابات من أحد أفراد الكنيسة، والمتمثل فى رئيس عام الديوان الكنسى المتخوف من دخول الدكتور ثروت انتخابات المجلس الملى، منوها إلى أنه هو المتسبب الآن فى الشائعات التى يروجها ضد رجل الأعمال.
وتابع المصدر: «العلاقات بين رئيس الديوان والدكتور ثروت باسيلي ليست على ما يرام، فرئيس الديوان اقترح على البابا ألا يتم صرف التبرعات التي يدفعها باسيلي للكنيسة على مزاج المتبرع، لكن توضع فى الإدارة العامة لأموال الكنيسة، وطلب من باسيلي أن يعطى هذه الاموال للادارة ولا يصرفها كمرتبات لافراد الأمن».
وقال أحد أفراد أمن الكاتدرائية لـ«النبأ»، إنهم فوجئوا بتوقف صرف رواتبهم منذ شهور، والتى كانوا يتقاضونها منذ 18 عاما، من رجل الأعمال ثروت باسيلى وبالتحديد من أحدى شركاته.
وأضاف فرد الأمن أن سبب توقف الدكتور ثروت باسيلي عن دفع المرتبات هو وجود خلافات بينه وبين البابا تواضروس الثانى لرفض البابا دعم ابن رجل الأعمال فى الانتخابات، موضحا أنهم يمرون الآن بحالة نفسية سئية لعدم صرف رواتبهم التى كانت سندا لهم، وطالب بتدخل البابا لحل هذه المشكلة؛ من أجل إنقاذ أسرهم من التشرد وصرف مرتباتهم من الديوان أو أى جهة كنسية أو من آى مكان أخر.
فى هذا السياق قال الناشط القيطى جرجس بشرى إن الدكتور ثروت باسيلي رجل وطني من طراز فريد وخدم الاقتصاد، والصناعة المصرية، وكان له دور في خدمة صناعة الدواء في مصر كما يقوم بخدمات جليلة لا يعلن عنها للفقراء والمحتاجين من أبناء الشعب المصري.
وأضاف أنه خدم الكنيسة القبطية الارثوذكسية بكل أمانة واخلاص وكان له دور بارز في دعم الإعلام المسيحي وخاصة قناة سي تي في القبطية وما زال يدعمها حتى الآن .
وأضاف بشرى فى تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن ما يتردد عن كونه يمتنع عن أعطاء افراد الامن مرتباتهم بالكاتدرائية أمر يحتاج إلى تحقيق للتأكد من ذلك، مشيرا إلى ان امتناعه عن صرف رواتب أفراد الأمن شيء مرفوض ويسيء لتاريخه الوطني والإنساني.
وأشار الناشط القبطى إلى أن ما يتردد عن مطالبة ثروت باسيلي للبابا لدعم ابنه في الانتخابات في منطقة السلام يحتاج إلى أدلة ولكنه أمر مرفوض تماما مطالبا البابا عدم الاستجابة لمثل هذه المطالب حتى لا تقحم الكنيسة فى السياسة موضحا أن الدكتور ثروت باسيلي كرجل عمل في السياسة وكان عضو مجلس شورى أيام مبارك يعلم جيدا خطورة استخدام الكنيسة أو المؤسسة الدينية سواء مسيحية او اسلامية في توجيه الاقباط سياسيا.
وطالب بشرى البابا بمحاسبة بعض رجال الدين الذين يدعمون مرشحين معينين وتوجيههم سياسيا لاختيار مرشح معينه وعلى الناس أن تختار الأفضل والاصلح.
فيما قال وحيد شنودة مؤسس حركة "9-9" إن ما يتردد عن وجود خلافات بين الدكتور ثروت والبابا تواضروس حقيقى، موضحا أن رجل الاعمال طلب من البابا دعم ابنه ايليا ثروت فى الانتخابات البرلمانية مثل ما دعمت الكنيسة لقائمة فى حب مصر.
وأضاف شنودة فى تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن طلب رجل الإعمال رفض من قبل البابا مما دفعه إلى رفضه لدفع رواتب أفراد الأمن موضحا أنه استغرب من علمه بأنه رجل الأعمال كان يدفع هذه المرتبات منذ 18 عاما على خلاف ما كان يعلمه الشعب القطبى عن ان الكنيسة هى المسئولة عن رواتب العاملين لديها.
وتساءل: «أين أموال الكنيسة من كل هذا؟ وفيما تصرف؟»، منوها إلى أن هذا الخلاف كشف العديد من إهدار المال داخل الكنيسة مطالبا بالرقابة على أموالهم حتى لا تكون عرضة للسرقة من قبل بعض الكهنة.
«النبأ» حاولت التواصل مع المتحدث الرسمى للكنيسة، القمص بولس حليم؛ لمعرفة الاسباب الحقيقية، وراء امتناع الدكتور ثروت باسيلي عن دفع رواتب أفراد أمن الكاتدرائية، إلا أنه تهرب من الرد، بزعم عدم معرفته بتفاصيل ما يجري، وهو ما يدفع إلى التساؤل كيف لمتحدث رسمى ألا يعرف ما يدور داخل الجهة التي يتحدث باسمها؟!