رئيس التحرير
خالد مهران

زيارة البابا تواضروس للقدس تثير الفتنة بين الأقباط

البابا تواضروس
البابا تواضروس

أثارت زيارة البابا  تواضروس إلى القدس ردود أفعال قوية داخل الوسط القبطى والحياة السياسية المصرية خاصة من مؤيدى البابا شنودة معتبرين أن زيارة البابا تعد خروجا علي القرار الذي أصدره البابا الراحل شنودة الثالث عام 1980، عقب توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد سنة 1978 واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، بعدم زيارة الأقباط المصريين للأراضي الفلسطينية المحتلة لحين حصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة ووصفوا هذه الزيارة بالمهزلة التاريخية.

من ناحية رفضت الكنيسة الهجوم على الزيارة ، مؤكدة أنها "أمر روحي ولا علاقة له بالسياسة من قريب أو من بعيد، وهو لأداء الصلاة علي مطران القدس، ومن ثم فهي أمر واجب يتعين علي البابا القيام به".
وعلى صعيد متصل أكد وحيد شنودة مؤسس حركة9/9 إن سفر البابا تواضروس إلى القدس تعد مخالفة لتعاليم المجمع المقدس الذى اتخذ قرار بعد السفر إلى القدس واصفا هذه الزيارة بـ"المهزلة ".

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"النبأ" أن البابا تواضروس يمحى بهذه الزيارة تاريخ البابا شنودة ويضرب به عرض الحائط  موضحا أنه كان يرفض سفر الشعب القبطى إلى القدس واصفا بما قام به البابا قائلا" اللى مش يرضاه على غيرة يرضاه على نفسه" معتبرا أن هذه الزيارة تطبيعا مع إسرائيل.

من ناحية أخرى قال فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، إن الزيارة ليس إلا لإجراء مراسم الجنازة للرجل الثاني بالكنيسة وهو الأنبا إبرهام مطران القدس، الذي جرت العادة أن يدفن بالقدس .

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"النبأ" أنه ليس هناك كما يروج البعض من الجهلاء أن الزيارة للأماكن المقدسة، كما من الخطأ أن يهاجم بعض الأشخاص البابا لأنه يقوم بأداء واجب عزاء، بدلا من مواساته على رحيل مطران القدس رافضا تصريحات البعض بأنها تطبيع مع إسرائيل.

وعن مخالفة لقرارات البابا شنودة الراحل أوضح يوسف قائلا: بالعكس البابا تواضروس على نفس ثوابت ومبادئ التي رسخها البابا شنودة مشيرا إلى أنه وفقا لوصية مطران القدس أن يدفن في القدس دفعت البابا أن يذهب بشكل استثنائي ليكرم الميت ويصلى عليه في مكانه نافيا أنه لم يذهب للزيارة أو التبرك من الأماكن المقدسة كما يعتقد البعض.

فيما قال نادر صبحى مؤسس حركة شباب كريستيان إن سفر البابا تواضروس الثاني للصلاة على جثمان الأنبا أبراهام مطران الكرسي الأورشليمي لا يتعارض مع موقف الكنيسة تجاه القضية الفلسطينية نهائيا بل هو من صميم تقاليد كنيستنا الأرثوذكسية و الأنبا أبراهام سنة 72 عاما فمثله مثل الأنبا ميخائيل الذي عندما توفى ذهب إلي جثمانه فى محافظة أسيوط  البابا توا ضروس ليتمم مراسم الصلاة على الجثمان و كذلك عندما توفى الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف ذهب إلي الجثمان البابا شنودة الثالث ليصلى علية في بنى سويف و لم تذهب الجثامين إلى مقر البطرك بل  الأنبا أبراهام هو في مقام القائم مقام و كنسيا و حسب التقليد الكنسي أن يترأس الصلاة على الجثمان بطرك الكنيسة الأرثوذكسية .
وأضاف في بيان له أن الخلط بالأمور مرفوض حيث أن البابا تواضروس لم يكسر القاعدة التي وضعها البابا شنودة منذ عام 1980 وهي عدم دخول القدس إلا بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوات ضمنية وصريحة في أول الشهر الجاري من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ، لذا نرفض تماماً الخلط بالأمور وليس معنى أن وفاة الأنبا أبراهام جاءت بالتزامن مع دعوة  البابا تواضروس لزيارة القدس فهو تلبية لدعوتهم.