الكنيسة تكشف سر زيارة البابا للقدس من إسرائيل
نشر المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على صفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي رد الكنيسة علي الجدل الإعلامي المثار حول رئاسة البابا تواضروس الثاني للصلاة الجنائزية للأنبا أبراهام مطران الكرسي الأورشليمي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة إن الكنيسة المصرية أثبتت عبر التاريخ وطنيتها بشكل يعلمه ويشهد به العالم كله بمواقفها الفاعلة والمؤثرة فهي كنيسة كل المصريين بل لا أزايد حين أقول إنها كنيسة العرب أيضا.
وأضاف أن باباوات الكنيسة ضربوا دوما المثل في الولاء للوطن سواء برفض الحماية الأجنبية مثل البابا بطرس الجاولي أو مدرسة حب الوطن التي رسخ دعائمها البابا شنودة الثالث أو إعلاء مصلحة الوطن مثل البابا تواضروس الثاني، ففي الوقت الذي ارتعشت فيه الأيدي وساد الخوف، امتلكت الكنيسة شجاعة القرار ممثلة في البابا بمشاركته دون تردد في خارطة الطريق في لحظة فارقة في تاريخ مصر وهو يعلم أنه سيدفع ثمنا غاليا إزاء هذا الموقف، وحتي بعد تدمير أكثر من 65 كنيسة أخذ قداسة البابا قرارا أكثر شجاعة بإعلاء مصلحة الوطن.
وطرح عدة تساؤلات ، لماذا ذهب قداسة البابا تواضروس الثاني للقدس ؟ وللإجابة علي كل التساؤلات والاستفسارات المثارة علي الساحة الإعلامية الآن حتي توضع الأمور في نصابها الصحيح بدلا من الفانتازيا الإعلامية الحادثة حاليا دون ضابط أو رابط ، وجاءت على النحو التالى:
هل موقف الكنيسة من زيارة القدس حدث به تغيير ؟
موقف الكنيسة من زيارة القدس ثابت لم ولن يتغير، فلا زيارة للقدس إلا مع جموع المصريين يدا بيد وهذا واضح جليا من أول لحظة إتخاذ القرار سواء عن طريق قداسة البابا نفسه أو المتحدث الرسمي. ولو كان البابا يريد إعادة النظر في القرار فما هو الذي يمنعه من عقد مجمع مقدس وطرح الموضوع واتخاذ قرار بشان ذلك ؟ لكن الأمر واضح وقاطع وحاسم وهو لا تغيير في موقف الكنيسة من زيارة القدس لأن سفر البابا قاصر علي صلاة الجناز فقط وظل مقيما بمقر الكرسي الأورشليمي ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس الشرقية ولم يذهب لأية زيارات دينية أو سياسية.
لماذا يرأس البابا بنفسه صلاة الجنازة ؟
مطران الكرسي الأورشليمي له مكانة خاصة في المجمع المقدس للكنيسة القبطية وهو الرجل الثاني بعد البابا و كان من المفترض أن ياتي الجثمان إلى مصر ويصلي عليه البابا ولكن وصية الأنبا أبراهام بأن يدفن في القدس حالت دون ذلك ولولا الوصية ما كان هناك داعي للسفر،كما أن صلاة الجنازة من صميم العمل الرعوي، ووفقا لتقاليد الكنيسة يجب علي البابا أن يقوم بهذا العمل ويحسب مقصرا أمام شعبه إذا لم يقم به،كما أن الأنبا أبراهام هو من أسس العديد من الكنائس في الدول العربية حيث كان يخدم نحو 10 دول عربية وله مكانته وسط الشعب الفلسطيني والعالم العربي وقادته وكذلك الطوائف المسيحية هناك.
لماذا لم تحسب الكنيسة النتائج السياسية لهذه الزيارة ؟
الكنيسة لا تضع في حسبانها أية معادلات سياسية فكل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك زيارة القدس لا تدخل فيها أية حسابات سياسية وينبغي ألا تفسر علي هذا النهج علي الإطلاق وهنا يجب أن نذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن قد أجري إتصالا هاتفيا بالبابا فور وصوله إلى القدس وأعرب عن ترحابه الشديد وسعادته بوجود البابا بالأراضي المقدسة مقدما تعازيه والشعب الفلسطيني في رحيل الأنبا أبراهام، كما وجه أبو مازن الدعوة لقداسة البابا لزيارة رام الله ، واعتذر البابا عن عدم تلبية الدعوة مؤكدا أنه لن يدخل رام الله أو القدس لزيارة الأماكن المقدسة إلا في صحبة شيخ الأزهر. هذا وقد أبلغ الرئيس الفلسطيني قداسة البابا باعتذاره عن عدم استطاعته المشاركة في تشييع جنازة المطران الراحل نظرا لسفره إلى فرنسا لحضور مؤتمر قمة المناخ مشيرا أنه سيوفد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على رأس وفد رفيع المستوى. كما قرر الرئيس الفلسطيني أن تتحمل الرئاسة الفلسطينية تكلفة غذاء الرحمة الذي سيقام عقب الجنازة (وهو غذاء جرى العرف أن يقام في المناسبات الاجتماعية في الأراضي المقدسة).
هل التقى البابا بأى مسئول إسرائيلى؟
البابا لم يلتقي أي مسئول سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني فلا مجال هنا للمزايدة والتكهنات بترويج فكرة التطبيع، منهج الكنيسة واضح وهو ألا ندين السياسة أو نسيس الدين فلا داعي لقراءة الموقف علي نحو سياسي.
هل دخل البابا بتأشيرة إسرائيلية ؟
تم التنسيق مع السلطة الفلسطينية للدخول من دون تأشيرة إسرائيلية.
لماذا لم يأخذ البابا طريق الأردن ؟
لان هذا الأمر يخضع للترتيبات الأمنية والتي لا دخل لقداسته فيها ولأن الزيارة كانت مفاجأة للجميع فسارت علي هذا النحو.
أليس من الممكن أن يجعل هذا الموقف المسيحيين يكسرون الموقف الكنسي ؟
الشعب القبطي واعي بتقاليد الكنيسة وقوانينها ويعلم أن رئاسة قداسة البابا للجنازة واجب رعوي يجب أن يقوم به. وأن هذا لا يعني السماح له بالزيارة، فلا مجال للتشكيك في أن الشعب سينتهز بذلك الفرصة لزيارة القدس.
هل للبابا أنشطة رعوية أخري غير صلاة الجنازة ؟
يسند أولاده وشعبه في محنتهم ويفتقدهم ويعيش ظروفهم و يدبر احتياجاتهم الرعوية خصوصا في موضوع اختيار مطران للقدس وهو أمر في غاية الأهمية وذلك لمكانة لكرسي الأورشليمي سواء لمصر أو الشرق الأوسط وللحفاظ على كيان كنيستنا القبطية بالقدس وكذلك متانة ارتباطها بمصر على اعتبار أنها جزء من الوطن، والمحافظة على مكانة ووضع الكرسي الأورشليمي وسط الكنائس بالقدس.
واختتم المتحدث الرسمى للكنيسة حديثة قائلا :" أخيرا لابد من فحص الأمور بدقة قبل إبداء الرأي وتحميل الأمور بما ليس فيها والبعد عن الفانتازيا الإعلامية،و واثقين في وعي المصريين وأنهم سيميزون بين من يقوم بالمزايدة علي موقف الكنيسة المصرية الوطنية وبين الأمناء ، فوطنية الكنيسة القبطية أمر لا يستطيع أحد أن يزايد عليه.