الرئيس الفرنسي يدعو إلى اتفاق ملزم لمواجهة التغيرات المناخية
دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، إلى التوصل لاتفاق ملزم للجميع لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية.
وقال أولاند - في كلمته في افتتاح قمة باريس حول التغير المناخي - إن قمة اليوم هي قمة تاريخية يشارك فيها أطراف من كل أنحاء العالم لمواجهة تحدي كبير يتمثل في مستقبل الحياة على كوكب الأرض في الوقت الذي حصد فيه متعصبون حياة المئات على أرض فرنسا.
وأكد أولاند أن "هذه الأحداث المأسوية ترغمنا على التركيز فيما هو أساسي، وليس من حققنا أن نستسلم للإحباط، فمكافحة الإرهاب وأيضا مكافحة التغير المناخي أمران حيويان، وعلينا أن نترك لأولادنا كوكبا صالحا للحياة بعيدا عن التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات، وهي ظواهر يعاني منها الملايين وتسبب خسائر بالمليارات، فضلا عن أن الفقراء هم الأكثر تضررا، مما يدفعنا إلى التحرك باسم العدالة المناخية".
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن تغيرات المناخ تسبب لاجئين أكثر من العدد الذي تسببه الحروب، وقال إن هناك أملا بعد أن تبنى المجتمع الدولي أجندة التنمية المستدامة في سبتمبر الماضي.
وأشار إلى أن كل الأطراف أعلنوا أيضا عن التزامهم من أجل المناخ إلى جانب التقدم في مجال الطاقة النظيفة.
وأضاف أن فرنسا تلقي بثقلها، وأنه قام بزيارة الأماكن التي تأثرت بالتغيرات المناخية، وعلينا العمل على الحفاظ على موارد الكوكب. وأن اتفاقا يتعين التوصل إليه في هذا الشأن بحلول 12 ديسمبر في باريس، ويجب لإنجاح المؤتمر تحديد مسار معقول للحد من ارتفاع حرارة الأرض بمقدار درجتين أو درجة ونصف الدرجة إذا أمكن ووضع آلية مراجعة كل خمس سنوات، مع التضامن فيما بين الدول ومشاركتها جميعا في هذه الجهود، وعدم ترك الدول الفقيرة وحدها في مواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها، وخاصة الدولة والجزر الصغيرة، ويتعين أيضا أن يكون الاتفاق عالميا وملزما، وعلى الدول المتقدمة تحمل مسئوليتها وعلى الدول النامية أن يتم مساندها في جهود التكيف ويجب تسهيل نقل التكنولوجيا.
ودعا الرئيس الفرنسي جميع الشركات والمستثمرين والمواطنين، وحتى رجال الدين، إلى تفهم أن المعطيات تغيرت، مشيدا بالمدافعين عن قضايا البيئة.
وقال إن حل المشكلة المناخية لا يكفيها النوايا الطيبة ويجب أن يكون مؤتمر باريس بداية لتحول كبير ، لفتح إمكانات وآفاق تنمية من خلال الطاقة النظيفة وإتاحتها للجميع وإعادة التدوير والحفاظ على التنوع وضمان توافر العلم والتعليم للجميع، داعيا إلى عدم الاستسلام للأنانية. كما دعا القادة إلى تحمل مسئوليتهم أمام المجتمع الدولي وإيجاد توازن لمواجهة التحدي والانتقال من العولمة القائمة علي التنافس إلى تلك القائمة على التعاون، وأيضا على تحقيق الشراكة بين الإنسان والطبيعة. وقال إن مؤتمر باريس سيحدد مستقبل كوكب الأرض. وقد بدأت أعمال القمة بدقيقة صمت من جانب المشاركين حدادا على أرواح ضحايا اعتداءات باريس الأخيرة.
وقررت الحكومة الفرنسية بدء القمة التي تمتد لمدة 12 يوماً، باجتماعات الرؤساء وليس العكس كما هو معمول به، من أجل إعطاء دفعة قوية للمفاوضات وللإسهام بصورة أكثر فاعلية في الخروج من المؤتمر بالنتائج المرجوة للحد من تداعيات تغير المناخ على الحياة على كوكب الأرض.